- مقالات
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الوكالة، وإنما تعبر عن رأي صاحبها
أموال الخمس ... ووصايا ناهدة التميمي
بقلم: د. سلام النجم
الاخوة الاعزاء هذا مقال كتبته ردا على مقال الدكتورة ناهدة التميمي التي تهجمت كثيرا على المراجع وعلى القائمين لخدمة العتبات المقدسة في العراق ..
واحدة من مقومات العمل الاعلامي والرقابة الاعلامية هو الالمام بدقائق الموضوع الذي يود الكاتب ان يكتب فيه ، صحيح ان الكتابة تبدأ من ايعاز الضمير عندما يشعر الكاتب او الاعلامي بوجود خطأ ما في هذه المؤسسة او تلك الدائرة الخدمية مما يتطلب تدخل سلطته الرقابية ، لكن هذا لا يمنع ان يقرأ الكاتب كتابات من سبقه في هذا الموضوع وكيف تمت معالجة المشكلة المطروحة سابقا فأن لزم اثارة الموضوع مره ثانية ينبري الكاتب بكتابة مقاله او تقريره الاعلامي وقبل لحظة الكتابة يبدأ بجمع ما يمكن جمعه من اطراف الموضوع وتفاصيله اللازمة للخروج بصورة موفقة يكون الهدف منها الخروج بنتائج تصب في مصلحة المواطن او في مصلحة الدولة ومستقبلها او في مصلحة المجتمع او الدين وايضا المذهب .
الذي اثار قريحتي في كتابة هذا المقال هو ماكتبته السيدة ناهدة التميمي بخصوص الاموال الشرعية كالخمس والزكاة والنذور وغيرها .
لقد تناولت السيدة ناهدة موضوع الاموال الشرعية واعطت تصورات معينة وطرحت مشاكل واقترحت حلول .... لكنها المسكينة لم تحاول ان تبحث عن هذا الموضوع خاصة وانها متفرغة للجلوس امام النت واسهل ما يمكن ان يفعله المتصفح هو البحث ، وماكنة البحث ( كوكل ) لا تبخل على الباحث - بل تعجزه بكثره ما تبرزه له من صور وبيانات ودراسات تكون كافيه لوضع رسالة دكتوراه وليس مجرد مقال .
موضوع النذور والحقوق الشرعية موضوع لم يكن غريبا في الطرح منذ اليوم الاول الذي فرض الله به دفع الاموال على بني البشر ، وهناك قصة ربما اكثرنا قد سمع بها او قرأها ، وهي قصة الاعرابي الذي طلب من الرسول بطريقة غير مؤدبة ان يعدل في توزيع الغنائم فأجابه النبي صلى الله عليه واله ( اذن من يعدل ان لم اعدل ! ) وهاهي السيدة ناهدة تكرر نفس القصة وتعيد لنا نفس المشهد واجزم بأن ذلك يتكرر كل يوم ان لم اكن مبالغا ، ومنشأ ذلك هو البعد الذي يعيشه الانسان والحواجز النفسية التي تمنعه من النظر بصورة اكثر ادب الى الدين وليس بغريب على الكُتّاب الغير متدينين ان ينظروا بعين الريبة الى الاموال الشرعية ، لانها في نظرهم عظيمة وهو الجزء الوحيد ان يرونه من التدين والتوجه الى الله تعالى ، فهم لا تثيرهم صور المحبة والتعاون والتكافل والاخلاق الطيبة التي يحث عليها الدين ولا تحثهم صور التعبد والانقطاع الى الله فالسيدة ناهدة لم تكلف نفسها في يوم من الايام ان تكتب عن التطور الكبير الذي تعيشه كربلاء المقدسة بفضل الهيئة المشرفه على العتبتين المباركتين اللتين اصبحتا محل اعجاب ودهشة لكل ادارات المراقد المقدسة في البلاد الاسلامية ، فالكاتبه لم ترى العمران والتوسعة والخدمات التي توفرها العتبتين لاكثر من 50 مليون زائر سنويا هذا العدد الكبير الذي تعجز عن خدمته بلدان وجيوش وان استنفرت كل طاقاتها واموالها وخبراتها ، السيدة ناهدة لم تعلم ولم تسمع بالثورة التي حققتها المشاريع الغذائية للعتبتين المباركتين ، فمؤسسة دجاج الكفيل مثلا تسببت بهبوط اسعار لحوم الدجاج في العراق الى اكثر من الثلثين فصار في متناول الفقير والتاجر ... بعدما كان حكرا اكله على ذوي الدخل المرتفع ... والسيدة الكاتبة لم تسمع بمستشفى السفير ولم تسمع بالمباني ومدن الزائرين التي انجزتها العتبتين المباركتين ولم تسمع بمشروع اطعام اكثر من اربعة ملايين زائر سنويا في مطعم العتبتين مجانا بوجبة طعام وخدمة يساوي سعرها في السوق اكثر من 12 دولار للوجبة الواحدة ...
ولم تسمع السيدة كاتبة المقال بكفالة الايتام والحقوق الشرعية التي توزعها العتبتين على الارامل والمحتاجين شهريا ولم تسمع بدور النشر التي تصدر ملايين الكتب والنشرات ولم تسمع بمشاريع حفظ التراث والمتحف الذي صار واحد من اغنى المتاحف في العالم وتجاوزت قيمة مقتنياته متاحف اسطنبول التأريخية ولم تسمع بخدمات التنظيف وخدمة الكهرباء وتوفير المياه الصالحة للشرب التي اصبحت عملة نادرة بفضل حكومة الفساد المركزية كل ذلك تنجزه العتبتين المقدستين من دون أي مساهمة من الدولة .
السيدة ناهدة تغمز غمزا لتوصيل رسالة سيئة الى الملايين المتوجه الى كربلاء غدا للمشاركة في مراسيم يوم العاشر وكأنها تريد ان توقف زحف الملايين الى كربلاء بأثارة شكوك بائسة قد سبق اثارتها من هم اكثر منها حنكة وبلاغة ...
السيدة ناهدة لم تستطع ولم تتحمل رؤية هذه الملايين الزاحفة الى كربلاء فتصورت ان اثارة هذه الخزعبلات كافية لايقاف قوافل العزاء التي لم توقفها مفخخات الارهاب وتفجيراته على مدى اكثر من ثمانية سنين .... ربما لم تسمع بالتضحيات التي كان يقدمها العراقيون من اجل المشاركة بهذه الزيارة ايام النظام البعثي البائد .
اقول للسيدة ناهدة انظري لنفسك شيئا آخر تكتبين فيه ربما يكون اكثر وجاهة لقلمك الذي ابتدأ بمدح المفسدين وانتهى بالتشكيك في وثاقة المؤمنين .... وان كان همك الاطمئنان فأقول لك اطمئني فهناك لجنة ليست على غرار لجان الفساد الحكومية بل هي لجان متدينة مؤمنة ملتزمة تعرف واجباتها ولا تتأخر عن تحمل مسؤلياتها تجاه ربها أولا وعباد الله تعالى ثانيا والضمائر الحية لافرادها ثالثا ...