كعادته سنوياً وخلال شهر محرم الحرام، بدأ بالاستعداد والتهيئة اللازمة كباقي هيئات ومواكب اهالي كربلاء المقدسة ومن قبل ان يبدأ شهر آل البيت ( عليهم السلام) وتبدأ معه ذكرى مصيبة لم ولن يشهد التاريخ مثلها فاجعة ، أدمعت عين الرسول لهولها وابكت عين الزهراء البتول لقسوتها ، فاجعة غيرت مسار التاريخ والى الابد كون الحسين (عليه السلام) قدم فيها اسمى صور البطولة والشرف والدفاع عن الدين والعقيدة والوقوف بوجه الظلم والطغيان ليكون هو المنتصر في النهاية لكن بالدم لا بالسيف .
تأسس موكب هيئة صنف الصفارين قبل ما يفوق (170) المائة وسبعون عاماً بذلك يعتبر واحداً من أقدم مواكب مدينة كربلاء المقدسة والذي ما يزال محافظاً وحتى ايامنا هذه على عراقته وتاريخه الاصيل من خلال استمراره بخدمة المولى ابو عبدالله الحسين (عليه السلام) وزواره ومواليه عاماً تلو آخر .
أسس هذه الموكب مجموعة من اصحاب محال الصفر في ( سوق الصفافير) – احد اسواق المدينة القديمة – على يد جمع من عشاق الحسين وآل البيت ( عليهم السلام) امثال الحاج رجب الصفار ، الحاج هادي الصفار، الحاج عباس الصفار ، الحاج محمد صالح دكوك، الحاج عزيز الصفار والحاج عبد علي الصفار، أما كاظم منظور الكربلائي والشيخ عبد الزهراء الكعبي والحاج عباس كوّاز والحاج علوكة فكانوا من أشهر قرّاء وخطباء هذا الصنف بحسب كفيل موكب صنف الصفارين
وقال السيد حميد السيد جليل الطالقاني عن تاريخ المواكب الحسينية في مدينة الحسين (عليه السلام) لوكالة نون : " تاريخ المواكب والهيئات في كربلاء قديم قدم مدينة كربلاء المقدسة وموكب صنف الصفّارين واحد من هذه المواكب العريقة ، اذ ان تأسيس وانتشار المواكب في كربلاء على مر السنين جاء تخليداً لصور التضحية التي رسمها الامام (عليه السلام) واهل بيته واصحابه خلال واقعة وفاجعة الطف الاليمة ، اذ كان لابد للكربلائيون الحسينيون ان ياخذوا على عاتقهم إحياء ذكرى استشهاد المولى ابي عبدالله (عليه السلام) ونشر تعاليم اهل البيت ( عليهم السلام) وفلسفة استشهاد الحسين واهله واصحابه عاماً تلو العام كي يبقى الحسين وعلى الدوام نبراساً ومناراً يُقتدى به ورمزاً ومثالا ً للتضحية من اجل الدين والمذهب والعقيدة .
ويضيف الحاج ابراهيم احمد الصفّار احد القائمين على الموكب : " للصنف وابناءه تاريخ جهادي عظيم في الوقوف بوجه من يحاول ان يمحو ذكر الحسين وآل بيته ، فقد دفعت عوائل الصنف ما يقارب الثلاثين شهيداً من اصحاب محال الصفر في السوق القديم ".
واضاف" ان للصنف تكية مهيبة يقع مقرها وسط منطقة ما بين الحرمين الشريفين قرب مدخل شارع الامام علي (عليه السلام) مزينة بمجموعة من اللاّلاّت والقناديل الاسلامية الرائعة ، يُقام قرب مقر التكية مجلس عزاء ورثاء للامام الحسين (عليه السلام) فضلا ً عن الخدمات التي يقدمها الصنف للزائرين من توزيع المأكولات والفواكه والشاي مجاناً ويومياً خلال ايام عاشوراء الحسين (عليه السلام) .
تقرير/منتظر شريف
وكالة نون خاص
أقرأ ايضاً
- فاطمة عند الامام الحسين :حاصرتها الامراض والصواريخ والقنابل.. العتبة الحسينية تتبنى علاج الطفلة اللبنانية العليلة "فاطمة "
- العتبة الحسينية اقامت له مجلس عزاء :ام لبنانية تلقت نبأ استشهاد ولدها بعد وصولها الى كربلاء المقدسة
- بركات الامام الحسين وصلت الى غزة ولبنان :العتبة الحسينية مثلت العراق انسانيا(تقرير مصور)