- مقالات
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الوكالة، وإنما تعبر عن رأي صاحبها
الفساد ينتعش حينما تكمم الأفواه!!
غريب وعجيب أحوال هذا البلد وقادته الجدد ,هذا البلد الذي طالما حلمنا بتحرره من قادة الرأي الواحد والقائد الأوحد ,وتطايرنا فرحا حينما أسقطنا بتضحيات ودماء شهداء العراق الأحرار أخر معقل من معاقل الطاغوت وأعلنا بداية منعطف تاريخي جديد للعراق ومرحلة لازلنا حتى هذه اللحظة نراهن عليها مع ضراوة وشراسة ممارسات من يريد أن يعيدنا إلى الوراء ويقلد جبروت وطغيان جلاده بلا شعور,إلا أننا لازلنا نؤمن ونصر بان هذا الشعب لن ينحني أبدا لأي طاغية أو دكتاتور ,أو حتى يخنع لممارسات وأساليب قادة جدد (مع الأسف) عفى عليها الزمن ويحاول البعض ممن يريد أن يستبق الزمن بكسب المغانم ورصف الدولارات في البنوك والإثراء على حساب المال العام ,بلد ولد من جديد يريد ان يعيش كما تعيش شعوب العالم من انتظام ونظام وامن واستقرار والاهم من كل ذلك نظم وممارسات وطنية تكافح الفساد مهما كان نوعه أو شكله في مفاصل الدولة العراقية ومؤسساتها الرسمية وشبه الرسمية .
كلنا مسؤولين عن بناء هذا الوطن بمؤسساته ومفاصلة المختلفة ,بالفعل ربما ,أو القول حتى,و باليد أو بالقلم أو بالجهد طبعا ,كلنا مسؤولين أمام الله أولا والشعب والتاريخ الذي لا يرحم على مستقبل هذا البلد الذي يريد له الخيرون أن يكون بلد المؤسسات لا الأشخاص ويحاول كثيرون ناقمون ومعهم مؤيدون منتفعون على أن يراوح في مكانه بلا تقدم أو تطور,لذلك فان اصغر مفصل من مفاصل الدولة سواء دائرة أو قسم وحتى منتدى أو ناد يجب أن تكفل لفرسانه حرية إدلاء الرأي وتوجيه النقد – المهني الوطني طبعا- وكشف الممارسات التي يقوم بها ربما موظف من موقع أدنى دون علم المسؤول في موقع أعلى فيسيء بها لسمعة البلد أولا وللمؤسسة الحكومية ثانيا,...نعم....نحن بحاجة لكفل حرية التعبير والوقوف مع ابسط مواطن يدلي بمعلومات هامة ومتابعتها ومعالجتها لا الوقوف مع المسؤول على حساب المواطن ظالما أو مظلوما كما يحصل هذه الأيام.
أننا بأمس الحاجة الآن في هذا الظرف العصيب من تاريخ العراق إلى المواطن الوطني في شعوره وأداءه ويخاف الله أولا ومن (حوبة) الوطن ثانيا في عمله وتعاملاته بدائرته أو مسؤولياته مع الشعب والمجتمع .
ومتى ما وقف الوزير – أي كان ذلك الوزير- وقفة وطنية مشرفة مع مواطن بسيط او رياضي فقير أدلى برأي فيه خير لوظيفته أو عمله او لعبته وحتى بلده واخذ كل ما يكتب هذا المسؤول من مواضيع وشكاوى ومن صرخات خنقتها برجوازية الإدارات والمسؤولين الذين يحيطون بهذا الوزير او ذاك المدير او الرئيس , ويحاولون بشتى الصور إيصال الإيجاب في العمل دون إيصال السلب حتى تتحول السلبيات فيما بعد إلى ملفات معقدة لا يمكن تداركه بمرور الزمن ,فتلك الصرخات إن حفلت بوصولها للوزير عن طريق صحافة أو أي وسيلة أخرى وأطلقت العنان في حضرة صاحب المعالي للبوح بتحفظاتها وأرائها ونقدها واخذ الوزير كل ما قيل على محمل الجد وتصيح الأخطاء لا من باب الفهم الخاطئ السائد بان كل من ينتقد أداء ويطالب بتصحيحه فهو عدو ويجب إعدامه ,وقتها سيكون المستقبل أفضل .
خلاصة القول ... إن متى ما أدار المسؤول أو الوزير ظهره للأصوات التي تنتقد الأداء والعمل والنهج من أدنى مفاصل العمل وتحدد ثمة أخطاء تحصل هنا أو هناك دون أي رادع , فأنها بالتأكيد ستكون بداية مرحلة جديدة من انتعاش الفساد سواء في العمل أو المال وحتى في التوجه والرأي ,عراقنا الجديد نريد فيه أن يشجع الوزير ابسط موظف لديه في أخر قصبة من قصبات العراق على إبداء رأيه ونقده على أداء وزارته من منطلق وطني لتصحيحها لا نفي الموظف أو قطع راتبه لخمسة أيام أو وضعه ضمن قائمة المطلوبين بتهمة(زلة لسان).
الزبدة:\"إذا اختفى العدل من الأرض\"..\"لم يعد لوجود الإنسان قيمة\".
أقرأ ايضاً
- الذكاء الاصطناعي الثورة القادمة في مكافحة الفساد
- كيف حارب السنغافوريون الفساد؟
- استرداد العائدات المتحصلة من جرائم الفساد