قبل حلول شهر رمضان المبارك وعدت وزارة التجارة المواطن العراقي بــ (نصف كيلو عدس)، انطلاقا من علمها بأهمية (شوربة العدس) في مأدبة الإفطار العراقية وقد استبشر الصائمون (بنص الفرحة) لأنهم سوف لا يحرمون من الشوربة وسيكسر غلو العدس وأسعاره الخيالية ولم يلتفتوا لبعض الأصوات المشككة التي أرادت أن تنقص عليهم فرحتهم بعدم مصداقية وعود وزارة التجارة من خلال تجاربهم المتعددة مع وعودها الكاذبة وخصوصا وعدها في العام الماضي بوجبة مضاعفة في شهر رمضان ووعودها بأكياس الشاي المعلبة والمعجون ووو... الخ.
وكما كانت شماتة هؤلاء كبيرة فقد مر شهر رمضان دون أن تحصل العوائل على (نصف الكيلو عدس) آملين أن يكون نصف الكيلو هذا عيدية الوزارة ولكن ذهب رمضان وانصرم العيد ولم يطل علينا العدس الموعود.
ومن اجل جبر الخواطر اطلعنا من خلال الفضائيات إن الحكومة العراقية ستقدم على شراء التمور من الفلاحين لهذا الموسم بالتعاون مع وزارة التجارة- فلربما استجابة للفوائد العظيمة للتمر كما ورد في كتاب الكاتبة العراقية (نهاد فتح الترك) ((التمر غذاء ودواء)) وخصوصا باعتباره دواء فقد يقي الناس من مرض الكوليرا وبذلك يكون مزدوج الجنسية عفوا أردت أن أقول مزدوج الاستعمال- ليوزع التمر ومنتجاته مع البطاقة التموينية دون التوضيح هل سيوزع (فله) أم (معلب) بأكياس أم على شكل (حلان) لتكون حصة كل شارع (حلانة) توزع بإشراف المختار ضمن معادلة (عدد حبات التمر أو عدد غرامات الدبس مقسومة على مجموع عدد أفراد سكنه الشارع أو المحلة فنحصل على عدد حبات التمر أو غرامات الدبس للفرد الواحد) وهكذا تضاف هذه الخطوة الجبارة إلى منجزات الحكومة في توزيع النفط والغاز وحصة كل مواطن من واردات النفط المصدر كعربون موافقة واستحسان لتوقيع المعاهدة الأمنية العراقية الأمريكية طويلة الكمد وقانون النفط والغاز.
وكمكاسب تعلق في صدور المرشحين للانتخابات مجالس المحافظات. فألف مبروك للمواطن العراقي ثروته التمرية وحصته ((الدبسية)) ولتمتلئ الدور العراقية بالدبس العراقي اللذيذ المعمول من فائض التمر العراقي الموزع عليها ضمن البطاقة التموينية وليرددوا مع الشاعر الشعبي أغنيته المشهورة (ليش تبجين كَومي أكلي دبس)؟؟؟