RSS
2025-12-18 20:48:26

ابحث في الموقع

جور بني امية وعدل بني العباس وتراث ضائع

جور بني امية وعدل بني العباس وتراث ضائع
جور بني امية وعدل بني العباس وتراث ضائع
بقلم:سامي جواد كاظم

بيت شعر اشتهر بخصوص قبح عدل بني العباس وان جور بني امية افضل منه ، هذا لا يعني مفاضلة بينهما بل كليهما قبيح والغاية من المقولة ان حجم ظلم بني العباس اشد من ظلم بني امية ، لكن ما اود ذكره في مقالي هذا ما يخص البيت الشعري هذا وقائله وطبيعة خلافة الامويين والعباسيين

يا ليت جور بني مروان عاد لنا وأن عدل بني العباس في النار

وراي اخر يا ليت جور بني امية هذا البيت قاله افلح بن يسار السندي ، توفي بعد 180 هـ وذكروا انه كان عبداً أسود من موالي بني أسد، ومِن مخضرمي الدولتين الأموية والعباسية ، يعني انه عاش الى خلافة هارون العباسي ، فقط ، ولم يكن مستهدفا من كلا الخلافتين لكنه راى ما راى من ظلم لحق باهل البيت عليهم السلام خصوصا واتباعهم عموما من خلفاء بني العباس جعله يقول هذا البيت الشعري، لكن هو رأى الظلم فكيف بالذي عاش الظلم من قبل الخلفاء العباسيين وهم الائمة الاطهار عليهم السلام اضافة الى الظلم الملاحقة التي تعرض لها ذريتهم اولا واتباعهم ثانيا .

هنا لنقف عند هذه المعادلات الخاصة بظلم الخلافتين ، والمقارنة بين ما تعرض له الائمة عليهم السلام لنستنتج حجم التراث المنهوب.

كما هو معلوم ان اربعة ائمة عليهم السلام عاصروا الامويين هم الامام الحسن والحسين والسجاد والباقر عليهم السلام واما الصادق عليه السلام فانه عاش ضعف الامويين وبداية العباسيين وكانت فترة ذهبية بالنسبة للفقه الشيعي بان يظهر باوسع مجالاته لكل ابواب التشريع .

والائمة الذين عاصروا بني العباس هم الامام الكاظم والرضا والجواد والهادي والعسكري والمنتظر عليهم السلام جميعا ، يعني اربعة مع الامويين وستة مع العباسيين .

الائمة الاربعة عليهم السلام باستثناء الحسين عليه السلام الذي نهض ضد يزيد وجاء الى العراق لاجل النهضة واستشهد والبقية استشهدوا في مدينتهم وهي مدينة رسول الله (ص) ، بينما الائمة الذين عاصروا بني العباس فانهم شردوا وهجروا واعتقلوا ووضعوا تحت الاقامة الجبرية وقد هجر بعض ابنائهم الذين عاشوا متخفين في مدن غير مدنهم بعيدين عن اهلهم خوفا من(عدل ) بني العباس ، والمراقد العائدة لهم تشهد على ذلك ، القاسم ابن الكاظم عليهما السلام في الحلة انموذجا ـ ، لكن بالنسبة للائمة عليهم السلام ، الكاظم ( ت 183هـ)والجواد (ت 220هـ) عليهما السلام دفنا في الكاظمية ، والرضا عليه السلام ( ت202هـ) في خراسان ، والعسكريان علي الهادي ( ت 254هـ) والحسن العسكري ( ت260هـ) عليهما السلام في سامراء ، والحجة المهدي المنتظر عليه السلام اختفى من سامراء خوفا من جور بني عمومته بني العباس .

من هذا المنطلق علينا ان نحلل ونتمعن بالظلم الذي لحق باهل البيت عليهم السلام خلال خلافة بني العباس ، فاي ظلم هذا الذي لحق بهم الذي جعلهم يعيشون بين التهجير والسجون والاقامة الجبرية ونهاية حياتهم بالسموم .

الثورات العلوية التي حدثت خلال حكم بني العباس وقمعها بشكل وحشي يدل على حجم الظلم الذي لحق بهم مع حجم الصبر وكظم الغيض الذي كانوا عليه اهل البيت عليهم السلام من اجل حفظ شيعتهم ونشر رسالة جدهم صلى الله عليه واله .

لهذا نرى ان المصادر التي تتحدث عن سيرة الائمة الستة تكاد تكون شحيحة بينما واقعا وعقلا ان لهم تراثا غزيرا للنهوض بامة محمد (ص) ، لاحظوا مثلا ان فترة الامام علي الهادي عليه السلام كانت (34) سنة تقريبا ، وكان مجموع الاحاديث التي تخص التشريع والتثقيف مع المتشابهة حسب ما ذكرته الكتب التي تحدثت عن سيرته كانت ( 136) حديث مع المكرر فهل يعقل ان كل سنة يصدر عن الامام عليه السلام اربعة احاديث ؟!!! وقد ذكر السيد القزويني في كتابه الامام علي الهادي عليه السلام من المهد الى اللحد ان عدد اصحابه ( 344) رجلا فلو نقل كل رجل حديث واحد لكان العدد اكثر .

لابد للمختصين من ارسال الوفود المتخصصة للبحث في مكتبات ومتاحف العالم لاسيما الدول التي استعمرت البلاد الاسلامية لانها اول ما تنهب هو التراث .

المقالات لا تعبر عن وجهة نظر الوكالة، وإنما تعبر عن آراء كتابها
التعليقات (0)

لا توجد تعليقات بعد. كن أول من يعلق!