وقال المواطن جعفر حمزة: «بيتي يصحو ويمسي على رائحة الدخان، وحتى بعد إغلاق الأبواب والشبابيك، يدخل البيت. كربلاء بأهميتها الدينية والمعمارية الحديثة لا تستحق هذا الوضع المزري صحياً». وأضاف العامل علي حسين: «الدخان يؤثر في رزقي، فأضطر أحياناً إلى ترك مكان عملي، وأجد أن بيتي قريب من الحزام الأخضر حيث يتصاعد الدخان يومياً، فلا مهرب منه».
وأشارت أم زهراء، وهي امرأة مسنّة تعاني الربو، إلى تفاقم وضعها الصحي: “أحتاج يومياً إلى جهاز الربو، ونريد هواءً نظيفاً نستطيع تنفسه بدون خوف».
من جهتها، أكدت مديرية البيئة في كربلاء أن الفرق المختصة تتابع الظاهرة، وأن الدخان مصدره مواقع الطمر العشوائية غير المطابقة للشروط البيئية، والتي تعمل البلدية على استخدامها. وأوضح مدير البيئة، حامد اليساري، أن الدخان ناتج عن عمليات حرق النفايات من قبل “لاقطي النفايات” الباحثين عن المعادن، موضحاً أن هذا الوضع يعود إلى غياب موقع طمر صحي نظامي وفق المعايير البيئية، وهو أمر شائع على مستوى العراق وليس في كربلاء وحدها.
وأضاف اليساري في تصريح لـ”الصباح”: “ما يحدث من انبعاثات غازية هو حالة عابرة (حيود) وليست تلوثاً دائماً، إلا أنه يبرز الحاجة الملحة لإنشاء مشروع طمر صحي متكامل يشمل جمع النفايات، محطات تحويلية، مواقع طمر صحي، ومعامل تدوير وإنتاج الأسمدة العضوية”. وأكد أن ما يتوفر حالياً من حاويات وكابسات غير كافٍ، وأن أماكن الطمر الحالية عشوائية وغير ملائمة للمعايير البيئية.
وأشار إلى توجيه إنذارات وفرض غرامات على البلديات المخالفة، مشدداً على أن المدينة بحاجة إلى مشروع متكامل لإدارة النفايات، يتماشى مع النهضة العمرانية والجهود التي تقودها المحافظة لتحسين جودة الحياة، بما يضمن بيئة نظيفة وصحية للسكان والزوار.
التعليقات (0)
لا توجد تعليقات بعد. كن أول من يعلق!