ابحث في الموقع

من ريغان إلى ترامب: استراتيجية السلام من خلال القوة!

من ريغان إلى ترامب: استراتيجية السلام من خلال القوة!
من ريغان إلى ترامب: استراتيجية السلام من خلال القوة!


بقلم: د. سلام عودة المالكي - وزير أسبق

“السلام الأمريكي باستخدام القوة” هو مصطلح يشير إلى استراتيجية تستخدمها الولايات المتحدة لتحقيق السلام من خلال الاعتماد على القوة العسكرية والاقتصادية.

ويعود مفهوم “السلام من خلال القوة” إلى عصور قديمة حيث تبناه العديد من القادة والمفكرين عبر التاريخ، واكتسب المصطلح شعبية في عهد الرئيس الأمريكي رونالد ريغان، الذي عزز القوة العسكرية الأمريكية في مواجهة الاتحاد السوفيتي خلال الحرب الباردة وبات في عهد دونالد ترامب أكثر وضوحاً وتطبيقا.

تبنى ترامب هذا الشعار خلال حملته الانتخابية، ووعد ببناء “قوات مسلحة قوية” لتحقيق السلام ويبشر بها أينما حل وارتحل فالرئيس الأمريكي يبدو أنه مغرم بهذه الاستراتيجية التي بدأ باستخدامها في سوريا ولبنان وايران والمستقبل القريب سيوضح أين ستذهب بوصلة هذه السياسة، فترامب يريد تحقيق السلام والاستقرار من خلال شن الحروب ونشر الدمار والفوضى والإبادة في أرجاء العالم من أجل تحقيق هذا السلام المزعوم سواء كان عبر كيانها السرطاني إسرائيل أو من خلال عصابتها التكفيرية أو بشكل مباشر من قبلها.

لعل الولايات المتحدة تقصد بمفهوم السلام من خلال القوة حرب الإبادة الجماعية في غزة واستمرار الحصار وسياسة التجويع التي تفتك بأهلها! أم أنها تتحدث عن السلام في لبنان واستمرار العدوان على ارضه وشعبه! أم عن السلام مع ايران وتهديدها المستمر بقبول الشروط الأمريكية او الحرب المدمرة! عن اي سلام تريده امريكا وهي تفرض هيمنتها وسطوتها على العالم وكل من يخالفها يتعرض للعدوان والحصار!

إن المشكلة ليست في أمريكا وساستها فحسب، بل بما يسمون أنفسهم بالرؤساء والملوك والأمراء الذين استسلموا وخضعوا لإدارة وإرادة البيت الابيض، بل ويدفعون بسخاء من أجل شن الحروب سواء كانت في المنطقة او غيرها والامر لا يقتصر فقط عليهم بل يتعلق بدول أخرى تطلق على نفسها مسمى “دول كبرى” لكن حقيقة الأمر أنها لا تعدو كونها ألعوبة بيد الولايات المتحدة الأمريكية وتتماهى معها في كل شيء.

إن استمرار هذه الإدارة بسياستها الإرهابية تجاه العالم ودول المنطقة ينذر بعواقب وخيمة وكارثية لن ينجو منها أحد فآلة الحرب الصهيو-أمريكية مستمرة ولن تهدأ حتى تتحقق غاياتها وأهدافها بإخضاع الجميع إذا ما استمرت دول المنطقة والعالم تلوذ بالصمت!

المقالات لا تعبر عن وجهة نظر الوكالة، وإنما تعبر عن آراء كتابها
التعليقات (0)

لا توجد تعليقات بعد. كن أول من يعلق!