اتهمت حركة «حماس» الكيان الصهيوني بالعمل على تبييض صورته والالتفاف على مطلب وقف سياسة التجويع، وأكدت أن الإجراءات التي أعلنها الاحتلال تمثل «إدارة للتجويع» ولن تسمح بوضع حد لأزمة الجوع التي أودت بحياة مئات الفلسطينيين. يأتي ذلك في وقت أكد فيه وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو، أمس الأحد، تفاؤل الإدارة الأميركية بالتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة قريبا.
وقال روبيو في تصريحات صحفية، إن “الإدارة الأميركية متفائلة بالتوصل قريباً إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة يُفرج بموجبه عن نصف الرهائن على الأقل، بمن فيهم القتلى”، مضيفاً، “في نهاية مدة الستين يوماً، سيُفرج عن الرهائن المتبقين”.
من ناحيتها، ذكرت حركة حماس، في بيان أمس الأحد، أن وصول الغذاء والدواء إلى غزة “حق طبيعي وضرورة إنسانية لوقف الكارثة التي فرضها الاحتلال النازي”، واعتبرت أن إنزال الاحتلال مساعدات جواً “خطوة خادعة لتبييض صورته والالتفاف على مطلب رفع الحصار ووقف سياسة التجويع”، التي أدت إلى استشهاد أكثر من ألف فلسطيني “
في جريمة حرب موصوفة”.
وقالت “حماس”، إن خطة الاحتلال للتحكم بالمساعدات عبر الإنزال الجوي والممرات الإنسانية “تمثل إدارة للتجويع وتعرض حياة المدنيين للخطر”، وأكدت أن “إنهاء جريمة التجويع يمرُّ بوقف العدوان وكسر الحصار وفتح المعابر البرية لتدفق المساعدات بإشراف أممي، وشددت على أهمية استمرار الضغوط الدولية والشعبية لكسر الحصار ووقف الإبادة ونحذر من الانخداع بدعاية الاحتلال”.
من جانبه، أكد مكتب الإعلام الحكومي بغزة أن القطاع يحتاج يومياً إلى 600 شاحنة إغاثية، وقال إن الحلَّ الجذري لمواجهة الأزمة الإنسانية في غزة هو فتح المعابر وكسر الحصار فوراً.
وكان جيش الاحتلال الصهيوني قد أعلن فتح ما وصفها بـ”ممرات إنسانية” لتأمين مرور قوافل المساعدات التابعة للأمم المتحدة، وبدأت أمس الأحد، شاحنات مساعدات إنسانية بالدخول من مصر نحو قطاع غزة عبر معبر رفح، وقال جيش الاحتلال الصهيوني إنه قرر تعليق عملياته العسكرية يومياً في مناطق بالقطاع وفتح ممرات جديدة للمساعدات، وذلك في ظل تزايد الضغوط الدولية والتحذيرات المتصاعدة من منظمات إغاثة من تفشّي
المجاعة في القطاع المحاصر.
بالمقابل، هاجم وزير الأمن القومي الصهيوني إيتمار بن غفير هذه الخطوات بشدة، واصفاً إدخال المساعدات إلى غزة بأنه “خطأ فادح” يعرِّض حياة الجنود للخطر. وزعم أن حركة “حماس” تستغل هذه الممرات الإنسانية.
ويأتي هذا التحرك في ظل استمرار الكارثة الإنسانية في غزة، حيث ارتفعت حصيلة الضحايا بسبب التجويع الذي يفرضه الاحتلال إلى 128 شهيداً، بينهم 85 طفلاً، منذ بدء حرب الإبادة الجماعية على القطاع في 7 تشرين الأول 2023.
وأكدت مصادر فلسطينية بدء إنزال المساعدات على شمال القطاع، بينما شددت الأمم المتحدة على أن إسقاط المساعدات جواً ما هو إلا “تشتيت للانتباه” عن الواقع الكارثي ولا يعالج أصل الأزمة.
في غضون ذلك، أفادت مصادر طبية باستشهاد 43 فلسطينياً منذ فجر أمس الأحد، بنيران جيش الاحتلال الصهيوني في قطاع غزة، بينهم 29 من منتظري المساعدات.
وفي مدينة خان يونس جنوبي القطاع، استشهد 5 فلسطينيين من عائلة واحدة بينهم أطفال، وأصيب آخرون، بعد استهداف طائرة مسيرة صهيونية خيمة تؤوي نازحين في منطقة أصداء غرب المدينة.
في المقابل، أفادت مواقع عبرية أمس الأحد، بارتفاع عدد الجنود القتلى فيما وصفته بـ”الحدث الأمني الصعب” في خان يونس (جنوبي قطاع غزة) أمس الأول السبت إلى 3 قتلى. ومن جهته أعلن الجيش الصهيوني مقتل ضابط وجندي من لواء غولاني في انفجار عبوة ناسفة (جنوبي القطاع) الفلسطيني.
إلى ذلك، اقتحم مستوطنون صهاينة، أمس الأحد، باحات المسجد الأقصى المبارك في مدينة القدس المحتلة، بحماية شرطة الاحتلال.
وأفادت مصادر محلية، بأنّ عشرات المستوطنين اقتحموا المسجد الأقصى على شكل مجموعات، ونفذوا جولات استفزازية في باحاته، وأدوا طقوساً تلمودية، بحماية قوات الاحتلال. وبالتزامن، أجبرت سلطات الاحتلال عائلتين مقدسيتين على هدم منزليهما في مدينة القدس المحتلة.
إلى ذلك، شهدت عدة مدن حول العالم مظاهرات حاشدة وغاضبة احتجاجاً على سياسة التجويع التي يمارسها الكيان الصهيوني بحق سكان قطاع غزة، والتنديد بالدعم الأميركي المستمر لحرب الإبادة الصهيونية.
وشارك مئات التونسيين ليل السبت في فعالية أطلق عليها اسم “حصار السفارة الأميركية” بالعاصمة تونس، بدعوة من منظمات مناهضة للتطبيع. وندد المحتجون بدور واشنطن في دعم ما وصفوه بـ”حرب الإبادة والتجويع” التي يمارسها الكيان الصهيوني ضد الفلسطينيين في غزة.
كذلك، خرج مئات المواطنين في العاصمة البوسنية سراييفو بمسيرة من ميدان باسكارسييا إلى النصب التذكاري للأطفال، حاملين لافتات كُتب عليها “غزة تتضور جوعاً والعالم يكتفي بالمراقبة” و”أوقفوا قتل الأطفال الأبرياء”.
وفي العاصمة الموريتانية نواكشوط، تظاهر مئات الطلاب أمام السفارة الأميركية، وشهدت مدينة ميلانو شمالي إيطاليا، مظاهرة احتجاجية، تنديداً بحرب الإبادة المتواصلة في غزة، وللمطالبة بإنهاء سياسة تجويع سكان القطاع. وفي النمسا، عرقل ناشطون مؤيدون لفلسطين حفل افتتاح مهرجان سالزبورغ، رافعين لافتات “أوقفوا الإبادة الجماعية” و”أيديكم ملطخة بالدماء”.
كما شهدت العاصمة الألمانية برلين مظاهرة دعماً للشعب الفلسطيني، وللمطالبة بوقف إبادة جماعية في غزة، كذلك، نظمت منصة التضامن الإسلامي في إسطنبول مسيرة احتجاجية انطلقت من مسجد خير الدين برباروس باشا إلى مبنى القنصلية الصهيونية. وشهدت مدينة فانكوفر الكندية مظاهرة للتضامن مع الشعب الفلسطيني وللمطالبة برفع الحصار عن قطاع غزة.
التعليقات (0)
لا توجد تعليقات بعد. كن أول من يعلق!