RSS
الاثنين، 8 ديسمبر 2025

ابحث في الموقع

بعد ان سجلت اعلى درجة حرارة في العالم... مشاية البصرة يمكثون في النهار ويمشون الى كربلاء في الليل

بعد ان سجلت اعلى درجة حرارة في العالم... مشاية البصرة يمكثون في النهار ويمشون الى كربلاء في الليل
بعد ان سجلت اعلى درجة حرارة في العالم... مشاية البصرة يمكثون في النهار ويمشون الى كربلاء في الليل

مثل كل عام تشهد محافظة البصرة في شهري تموز وآب ارتفاعا حادا جدا في درجات الحرارة تجتاز في الظل درجة الحرارة (50) مئوية، وقد سجلت اعلى درجة حرارة في العالم، هذه الاجواء اللاهبة والتي قد تتسبب في الاصابة بضربة الشمس او التيفوئيد او الامراض الجلدية، غيرت بوصلة المسيرة الجماهيرية الكبيرة في احياء الزيارة الاربعينية التي تبدأ انطلاقتها من محافظة البصرة، وصارت حركة الزائرين بالمسير من وقت العصر او المغرب الى الفجر او ساعات الصباح الاولى، كما غيرت المواكب مواعيد تقديم وجبات الطعام، بل غيرت حتى نوعيات الطعام المقدمة، وزادت من تقديم العصائر والماء البارد والفاكهة لتمنح الزائرين قسطا من تبريد الاجساد الحارة السائرة نحو مرقد الامام الحسين (عليه السلام).

من ابو الخصيب


"محمـد علي" الشاب اليافع البالغ من العمر (20) عاما ويسكن في قضاء "ابو الخصيب" يسير بخطوات ثابتة في منطقة كرمة علي اوقفناه لنسأله عن مسيره وسبب اختيار الليل بدل النهار فأكد لوكالة نون الخبرية قائلا" انها السنة الثانية التي امشي بها في الزيارة الاربعينية من البصرة وانا اصلي صلاة الفجر وانطلق بالمسير، ولا نتوقف الا لتناول الطعام والشراب عند احد المواكب" ثم نسير مرة اخرى لغاية الساعة الحادية عشرة قبل الظهر، ثم نمكث في احد بيوت "المعازيب" الذين يوفرون خدمة المبيت والاستراحة للزائرين، وفي العام الماضي سرنا انا واخي وصديقي سوية الى كربلاء المقدسة ولكن هذا العام اسير بمفردي، بحدود (13 ــ 14) يوما حتى اصل كربلاء، ومنها ثلاثة ايام اسير فيها في محافظة البصرة، وفي ذي قار اسير يومان ابيت يوما في سوق الشيوخ والآخر في مركز الناصرية، ويستمر المشي بنفس التوقيت وعدد ساعات السير في محافظات السماوة والديوانية الى مدينة خلالها كربلاء المقدسة واقطع يوميا حوالي (30 ــ 35) كيلومتر، وصحيح اني فكرت في التعب وبعد المسافة والارهاق الذي قد يصيبني، الا ان جميع تلك الافكار انتهت بمجرد الانطلاق في السير".


من الصالحية


يسير "حيدر ضياء" ورفيقه "احمد ازهر" من منطقة "الصالحية" في البصرة التقينا بهم في قضاء الهارثة واكدوا لوكالة نون الخبرية ان" مسيرنا لقبلة الاحرار ابي عبد الله الحسين (عليه السلام) للسنة الثالثة على التوالي وفي هذه السنة والسنتين التي سبقتها اختلفت اوقات مسيرة الزائرين، حيث كان المسير من الفجر الى منتصف الليل بسبب اعتدال الاجواء وانخفاض درجات الحرارة، ولكن موجات الحر اللاهبة وشديدة السخونة اجبرت "المشاية" على السير في اوقات الليل والفجر ومطلع النهار، ومنذ ثلاث سنوات اخترت المسير من الساعة الخامسة عصرا الى الثانية عشرة عند منتصف الليل، ويتخللها توقف للصلاة وتناول العشاء والاستراحة لاوقات بسيطة، واقطع خلال تلك المدة (20 ــ 30) كيلومتر، والاعم الاغلب من الزائرين يسيرون بهذا التوقيت لان الجو يساعد على المسير، اما في النهار فالحر شديد لا يساعد نهائيا على المسير، وحتى المواكب لا تقدم خدماتها لان الشارع فارغ، وهذا النسق في السير نعتمده على طول الطريق من البصرة الى كربلاء المقدسة لان درجات الحرارة المرتفعة والحادة موجودة في جميع المحافظات العراقية، ورغم ان الليل لا يخلوا من حرارة الجو وخاصة في المسير مع الزخم البشري الذي تكون فيه الرطوبة مرتفعة والنفس يضيق الا ان المسيرة لا تتوقف، لذلك يلجأ "المشاية" الى تناول الماء البارد والعصائر بكثرة لتبريد اجسادهم، ونستمر بالمسير لمدة (16) يوما منذ ثلاث سنوات واصبح لنا معارف من اصحاب المواكب نبيت عندهم كل عام".


من (5) ميل


سار الزائر "كاظم عبد الزهرة" الذي يعمل في احدى محطات الغاز بمفردة مرتديا دشداشة سوداء وشد ظهره بحزام جلدي سميك سألناه عن مسيره ووجهته فقال لوكالة نون الخبرية ان" مسيري راجلا الى الامام الحسين (عليه السلام) في الزيارة الاربعينية بدأ منذ اكثر من (15) عاما، ومرت علي سنوات اسير في الزيارة الاربعينية من البصرة الى كربلاء المقدسة في الشتاء وتحت وابل الامطار والبرد ليلا ونهارا بشكل متواصل الا ساعات قليلة للصلاة وتناول الطعام والنوم والاستراحة، بينما اصبحنا في هذه السنين نسير ليلا فقط لشدة الحرارة التي لا يمكن السير فيها تحت اشعة الشمس لانها مؤذية جدا، وحاليا اصلي صلاة المغرب وابدأ بالمسير لغاية الساعة السابعة صباحا ثم انام في احد المواكب، اي بحدود (12) ساعة مسير، واقطع في الايام الاولى من مسيري في محافظة البصرة حوالي (60) كيلومترا يوميا، ثم اقللها الى (30) كيلومتر يوميا في المحافظات مثل ذي قار والمثنى والقادسية وبابل حتى نصل الى كربلاء المقدسة في عشرة ايام فقط حتى يكون دخولنا في العشرين من صفر وهو موعد الزيارة الاربعينية، وابقى على طريقة المسير في الليل الى الصباح في باقي المحافظات التي تشهد نفس درجات الحرارة المرتفعة والحادة، ومنذ ثلاث سنوات اسير وحدي في الليل وقبلها جميع السنوات اسير بمفردي وتعودت على هذا الامر".

من الناصرية


رغم عمره الكبير الذي يتجاوز السبعين عاما اصطحب الزائر "ابو علي" اخته وابنه قادمين من مدينة الناصرية الى البصرة ليسيروا من ابعد نقطة في العراق الى مرقد سيد الشهداء ويقول لوكالة نون الخبرية ان" مسيره الى الامام الحسين (عليه السلام) في الزيارة الاربعينية بدأ منذ العام (2003) حيث زال نظام الطاغية المقبور، ومرت علينا ظروف جوية عدة من البرد والمطر والمعتدل والحر، فكان مسيرنا في ساعات النهار والليل حسب ما يريد الزائر نفسه، الا ان ايام الحر القاسية التي يشهدها العراق في هذه الايام وتتجاوز فيها درجات الحرارة درجة الغليان لا تسمح بأن يسير الزائر نهارا لان اشعة الشمس حارقة، فتحول مسيرنا الى الليل لغاية الساعة التاسعة صباحا، بالرغم من شدة الحرارة القاسية الا اني شاهدت مجموعة شباب يسيرون لكنهم قلة قليلة، وعندي سؤالي لهم عن سبب مسيرهم تحت اشعة شمس حارقة وخطرة، اجابوني "خطورتها ليست كخطورة الشمس في العاشر من المحرم على الحسين واولاده واصحابه وعياله"، مؤكدا ان غاية مسيرة الزائرين المحبين لابي عبد الله الحسين (عليه السلام) هي استقبال ركب السبايا والسجاد واحياء امرهم"، مبينا انه" كان يسير سابقا مع مجموعة من الزوار ثم تفرقوا واصبح الآن يسير مع اخته وابنه".

 

قاسم الحلفي ــ كربلاء المقدسة
تصوير ــ عمار الخالدي

التعليقات (0)

لا توجد تعليقات بعد. كن أول من يعلق!