تعمل اكاديمية الثقلين لعلاج التوحد في محافظة البصرة على ادخال افضل الاساليب والبرامج العلمية لتأهيل الاطفال المصابين بالتوحد او اضطراب النمو او الاعاقة الذهنية، بعد ان شهدت اقبالا لا نظير له حيث وصل عدد المسجلين بالانتظار الى اربعة الاف طفل، كما تقدم خدمات اخرى لتدريب عائلات الاطفال على كيفية التعامل مع الطفل ودورات لتدريب العاملين ورفع كفاءتهم.
من اميركا
وقال المتخصص بالامراض النفسية والعصبية للاطفال والمراهقين والمتخصص ايضا في امراض التوحد واضطرابات النمو الدكتور "مرتضى علي عبد الحسين" في تصريح لوكالة نون الخبرية ان" التحاقي بالعمل في الاكاديمية كان قبل اشهر قليلة بعد عمل لمدة (17) عاما بهذا التخصص في اميركا، وفي العراق توجد اكاديميتين هما السبطين والثقلين ونأمل ان تنالا قريبا التصنيف العالمي كونهما يتبعن جميع البروتوكولات العلاجية العالمية"، لاسيما ان "مرض التوحد يعتبر نوعا ما من الامراض الحديثة في العراق، والتخصصات العاملة فيه قليلة جدا، وحاليا نعمل بالبروتوكولات العلاجية الاميركية التي تعتبر الاولى على مستوى العالم في المجالات الطبية الذي اعمل عليها هناك، ويشهد تحديثات مستمرة وهو امر يعطي دفعة لتلك المراكز العلاجية الوحيدة في العراق ، والعمل مع الطفل يبدأ من العيادة الاستشارية التي يتم فيها تشخيص حالته، وعلى ضوئها تبدأ المرحلة التالية بالجلسات الفردية، ومنها يتم تأهيل الطفل حتى يتم ادخاله في الصفوف اليومية، وهي على درجات عدة وحتى يصل الى مرحلة معينة في تلك الصفوف ليصبح مؤهل اكاديمي حاله حال اي طالب مدرسة ابتدائية، ومن ثم يتم تخريجه من الاكاديمية".
علاج النطق
واضاف ان" لدينا خدمات تقدم لعلاج التوحد، والنطق اذا كان تأخر او (تأتأة)، او التلفظ غير الصحيح في صفوف علاج النطق التي يكون فيها الدوام اما يومي او عبر جلسات، ويدير تلك الجلسات ملاكات تمتلك كفاءة لا يوجد نظيرها في العراق على مستوى تدريبهم او تخصصهم، ولديهم نظام التدريب الطبي المستمر عبر استمرارهم بدراسة "الدبلومة"، والتدريب على آخر ما تحقق عملي ونظري اي ان الملاك العامل يدرب ويتدرب في وقت واحد للارتقاء بمستواهم العملي والعملي، كما ادخلت نظام تقييم حالة العاملين النفسية كونهم بشر يؤثروا ويتأثروا، وعندما يروا حالات كثيرة مؤلمة اجتماعية ونفسية وطبية لاشخاص يروهم لاننا هنا نرى حالات مؤلمة تستهلك مشاعرهم وتؤثر عليها، واستحدثت جلسات علاجية نفسية للملاك العامل نفسه، وخصصنا العيادة الاستشارية لاستقبال العاملين في يوم الاحد من كل اسبوع، ونستمع لهم ونتعاون لايجاد الحلول في طريقة تحصنهم، وهو برتوكول معمول به في اميركا".
طاقات استيعاب محدودة
واوضح ان" كثرة الطلب الانتماء للاكاديمية اكثر من المعروض فيها، مع العلم ان البصرة تعتبر ثاني اكبر مدينة بعد العاصمة بغداد وهنا توجد حالات توحد بالالاف، وانشاء تلك الاكاديمية يعتبر خطوة ممتازة وجبارة لكنها لا تكفي لسد حاجة المحافظة، لان سعتها محدودة وطاقتها الاستيعابية تصل الى (180) طفل وفيها (30) صف في كل صف يتعلم فيه (7 ــ 8) اطفال، ومنذ مباشرتي بالعمل قبل اشهر وجدت المسجلين وبالانتظار عددهم حوالي (4000) طفل، وفي العيادة الاستشارية لا نفحص الا (15) طفل يوميا حتى نعطيه حقه، فنضطر للاسراع لفحص اكبر عدد ممكن من الاطفال وادخالهم الى البرامج المحدودة هنا، لذلك نعمل باقصى طاقاتنا بدوامين صباحي ومسائي وعلى مدى ستة ايام اسبوعيا، وبعد اضافة الدوام المسائي لثلاث ايام في الاسبوع والتحاق معهد التوحد معنا في البناية اصبحت تستوعب بحدود (220) طفل"، منوها الى اننا" ننتظر افتتاح اكاديمية علاج التوحد الثانية التابعة للعتبة الحسينية المقدسة في محافظة البصرة لانها على ضخامتها ستحقق هدف عظيم، وحسب ما سمعت ان فيها اقسام كثيرة ستسمح لنا باستقبال الاطفال الذين يعانون من اضطرابات النمو، لاننا هنا نستقبل اطفال التوحد فقط بسبب محدودية مساحة الاكاديمية، وستفتح المجال امامنا لافتتاح برامج جديدة كثيرة هناك، وعلى سبيل المثال يوجد برنامج يجمع الطفل المتوحد مع مدربته وامه في قاعة خاصة احد جدرانها من الزجاج الذي يرى من جهة واخرى لا يمكن الرؤيا منه، وتعمل الام والمدربة سوية لتدريب الطفل ونحن من خلفهن نعطي التوجيهات للام وما المطلوب منها ان تفعله مع طفلها، ولكننا لا نستطيع تطبيقها لعدم توفر مكان في اكاديمية الثقلين، بينما يمكن تطبيقها في البناية الجديدة".
البصرة والتوحد
واشار الى ان" محافظة البصرة فيها حالات توحد واضطراب نمو لدى الاطفال كثيرة جدا حسب ما يرد الينا في الاكاديمية رغم ضعف الترويج الاعلامي حيث تقول الكثير من العائلات انها لم تسمع بوجود الاكاديمية في البصرة بل عن طريق المعارف، ونحتاج الى زيادة عدد الملاكات التدريبية التخصصية للعمل هنا مع ازدياد عدد المراجعين"، مستدركا بالقول ان" الملاكات العاملة الحالية تعتبر نوعية من ناحية امتلاكها لخبرات كبيرة تعمل بطاقتها الكاملة (100) بالمئة، كما يقف ضيق المساحة ومحدودية الصفوف عائقا امام اضافة ملاكات جديدة، ونفتقد هنا في العراق تنفيذ برنامج خاص تعليمي وتربوي يسمى (IEP) لاطفال التوحد او متلازمة "دوان "، او الاعاقة الذهنية في المدرسة الابتدائية التي سيلتحق بها بعد تأهيله، حيث ترافقه معلمة متخصصة ومتدربة على التعامل مع طفل التوحد و"داون" والاعاقة الذهنية وترافقه في المدرسة كخياله وفي نفس الوقت يندمج هو مع الاطفال في المدرسة، كما يتعلم الاطفال الاصحاء في المدرسة ان هذا الطفل "موهوب"، حتى لا يتعرض الى التنمر لان المجتمع لم يصل بعد الى مرحلة كيفية التعامل مع اطفال التوحد، بل علمت من بعض العائلات ان هناك معلمات يتنمرن على اطفال التوحد وهو خطأ كبير".
قاسم الحلفي ــ البصرة
تصوير ــ عمار الخالدي



التعليقات (0)
لا توجد تعليقات بعد. كن أول من يعلق!