بحضور ورعاية من ممثل المرجعية الدينية العليا وعدد من اساتذة الحوزة العلمية في النجف الاشرف ووكيل وزير التربية ومستشار وزارة التعليم العالي والبحث العلمي اطلقت العتبة الحسينية المقدسة اليوم الخميس مسابقة "أمة تقرأ" بمشاركة وتنافس ملايين من طلبة المدارس والجامعات العراقية الحكومية والاهلية.
وقال المتولي الشرعي للعتبة الحسينية المقدسة الشيخ عبد المهدي الكربلائي في كلمة له خلال اطلاقه لفعاليات المسابقة التي حضرتها وكالة نون الخبرية ان" الهدف الاساسي من اقامة تلك المسابقة هو صنع ظاهرة مجتمعية ثقافية واعية تدرك من خلالها الامة وليس الفرد بل على مستوى ظاهرة تسود المجتمع اهمية القراءة الواعية الدقيقة المحققة الفاهمة لجميع مجالات علوم الحياة، واهمية هذه القراءة في امور ثلاث مهمة، اولها كيف نستطيع ان نحافظ على تراثنا العظيم والكبير والغني بمختلف العلوم، وهذا التراث العظيم يحتاج الى توثيق وتدوين والى التدقيق والتحقيق والحفظ، ولكن هذا لا يكفي ولابد ان يكون على مستوى الامة بمختلف قطاعاتها من يقرأ قراءة واعية دقيقة ومحققة تضمن بوعي وادراك بحيث يحقق الخطوات العلمية والعملية المطلوبة من هذا التراث، ولاشك ان في العراق هناك تراث عظيم، ولابد ان نستكمل حلقات الحفاظ على هذا التراث حتى يتحول الى حركة واعية وكبيرة لادارة المجتمع".
واضاف الكربلائي " على مستوى الحاضر كيف يمكن ان تكون هناك امة تستطيع ان تواجه هذه التحديات الحاضرة، وتقف بين مختلف الامم لتساهم في الحركة العملية ونمو الفرد بمجالات حياتها، وكذلك تساهم مع بقية الامم بصنع الحياة التي تليق بهذا الانسان الذي اختاره الله تعالى خليفة في الارض، ولصنع المستقبل الواعد الذي تتألق فيه الامة من ماضيها وحاضرها، لان المستقبل هو جمع نتاج الماضي مع الحاضر، لذلك جاءت هذه المسابقة وكانت المشاركة من قبل طلبة المدارس الاعدادية، والان طلبة الجامعات وهم الجيل الذي نأمل فيه ان يصنع المستقبل المأمول، لذلك جاءت المسابقة الاولى هكذا والآن اشرك طلبة الجامعات في المسابقة الثانية، حيث وضعت معايير في هذه المسابقة، منها القراءة المجردة العابرة وليست هي المقصودة، وهناك القراءة التي يثبت بها الانسان من خلال عقله وتجربته وذكائه وفطنته وصولا الى دقائق هذه العلوم واعماقها، حتى يصل الى فهم هذه الحقائق ولا يقع في مجالات الشبهات والتشكيك وسوء الفهم والامور الاخرى، ثم تكون لهذا القارئ قدرة على التحليل، والاستنتاج، والتحليل، والمقدمات، والنتائج، حتى يفهم هذه الحقائق وينتفع منها في جميع المجالات، وكذلك قدرة شحن الذهن وتحريك العقل من اجل ان يبدع".
واوضح ان" هناك نتاج هو ثمرة جهود العلماء والمفكرين والمثقفين والباحثين، ويراد ان تكون هناك طبقة تساهم في ما صنعه الاولون والماضون، لذلك وضعت معايير خاصة لهذه القراءة من اجل الوصول الى النتائج التي نرجوها، ومن هنا نعلن انطلاق النسخة الثانية من مسابقة "أمة تقرأ" التي تنظمها العتبة الحسينية المقدسة، ونقدم الشكر والامتنان للعاملين في قسم تطوير الموارد البشرية الذين نهضوا بهذه المسؤولية الكبيرة بعد عمل امتد لاشهر لنحاول ان نصنع ولادة هذه المسابقة، لان هناك مؤسسات اخرى كان العراق قد سبقها بالآف السنين بحضارته، ولكن نجد ان المؤسسات هناك نهضت بمثل هذه المسابقات التي اريد لها تنشيط العقل الانساني والمجتمع في مجال القراءة، فوجدنا انه لابد ان يكون للعراق مثل هذه المسابقة لقطف هذه الثمار، ونثمن جهود اصحاب الفضيلة من اساتذة الحوزة العلمية الذين اشرفوا بدقة علمية كبيرة على اختيار مفردات الكتب وغير ذلك من المعايير، ونثمن جهود العاملين في بقية المؤسسات التي ساهمت في اكمال الحلقات بهذه المسابقة، ونأمل ان تعبر النسخة الثانية خطوات الى الامام في تحقيق شيء من النتائج والثمار التي نرجوها، ونؤكد على النوايا والمفاصل في جميع تلك الامور التي يمارسها الانسان في بحثه العلمي، ودراسته، وتعلمه، وتعليمه، وبقية المجالات فيها على اصل المقصد، والنية، والباعث، والداعي، والمحرك للعمل ان يكون تقربا الى الله تعالى، ونأمل منكم اثناء انطلاق هذه المسابقة ان تستحضروا في قلوبكم وفي داخل اعماق انفسكم ويبعث ذلك من خلال اللسان ان تنووا بعلمكم التقرب من الله تعالى، ثم تراقبوا هذه النية اثناء العمل وفي تحقيق النتائج، لان الثمار المرجوة مرهونة بمجموعة من الاسس والاركان لتحقيق هذه الثمار التي ستؤدي بالنتيجة الى رضا الله تعالى، ومنها تتحقق البركة والنتائج المرجوة، ويسبقه التوكل على الله تعالى لتحقيق الاركان المهمة لهذه المسابقة حتى ننال النتائج".
قاسم الحلفي ــ كربلاء المقدسة
تصوير ــ عمار الخالدي
أقرأ ايضاً
- ترعاه العتبة الحسينية المقدسة.. لاول مرة في العراق اجراء (130) عملية زراعة نخاع عظم في مركز المجتبى
- العتبة الحسينية المقدسة.: خمس طبقات وصلت مرحلة الانهاءات في مستشفى خاتم الانبياء لامراض القلب
- مؤسسة وارث الخيرية المدعومة من العتبة الحسينية تأسس فرق تطوعية في لندن لدعم مرضى السرطان