وقف رب العائلة الكربلائية المكونة من تسعة افراد على الشارع العام المؤدي الى مركز مدينة كربلاء المقدسة ينادي على الزوار ليتناولوا طعام الافطار، ووقفت خلفه زوجته التي تعيش بكلى واحدة منذ سنوات وابنائه يعدون الطعام، بينما تعمل بناته في البيت لتحضير وجبات الغداء والعشاء، هذا الموكب البسيط بمعداته والكبير بخدماته تديره عائلة كربلائية منذ سنوات عدة، لتقدم افضل الخدمات من الطعام والشراب والمبيت لآلاف الزائرين سنويا خلال ايام الزيارة الاربعينية حيث تتوافد الحشود المليونية الى كربلاء الشهادة.
في حي العباس
يقول رب العائلة الموظف المتقاعد "باسم ادهام أمين" من اهالي منطقة "بدعة اسود" في محافظة كربلاء المقدسة صاحب موكب الحسين بن علي لوكالة نون الخبرية ان" خدمتي لابي عبد الله بدأت في العام (2005) واسسنا الموكب وشاركنا في تسيير مواكب الزنجيل واللطم، ونصبنا اول موكب خدمة حسيني بخيمتين في حي العباس قرب محطة تعبئة الوقود، مع عدد من الاصدقاء وكانت لي خبرة بعد عملي مساعدا لكفيل موكب حسيني لمدة خمس سنوات فباشرنا بتقديم الخدمات في ايام الزيارة الشعبانية وزيارة العاشر من المحرم وزيارة الاربعينية، وفي العام (2010) نصب لي موكبا منفردا في هذا المكان قرب مدينة سيد الاوصياء للزائرين، ولم تكن الشوارع بهذا الحال، وكانت عندي ثلاث خيم احداهما للرجال والاخرى للنساء والثالثة للمطبخ، وباشرت بتقديم الخدمة لزوار الحسين بمشاركة عائلتي بكامل افرادها اولادي الثلاثة وبناتي الاربعة، وعدد من احفادي وابناء اخوتي يأتون من بغداد وكربلاء المقدسة، وتعمل بناتي في البيت لاعداد طعام الغداء والعشاء المكون من التمن والمرق وتشريب اللحم، وتساعدهن بنات اقاربي والجيران، بينما نقدم هنا صباحا الشوربة والأجبان والكبة على ذائقة الزائر العراقي، ونقدم في وقت العصر سندويجات كباب اللحم، وقبل منتصف الليل نقدم سندويجات الفلافل وغيرها من الوجبات الخفيفة".
المبيت والزبائن
ولا يكتفي "امين" البالغ من العمر (62 عاما) بهذه الخدمة بل يزيد عليها خدمة مبيت الزائرين التي يقول عنها" نستضيف العشرات من الزائرين والزائرات يوميا للمبيت في بيتنا والموكب، بل ان الكثير منهم يذهبون بشكل مباشر الى البيت للمبيت لانهم اصبحوا اصدقاء لنا وزبائن، واجريت تحديثات على الموكب حيث جعلت خيمة خاصة للصلاة والراحة وبوفيه لتقديم الطعام من الوجبات الخفيفة والوجبات الرئيسة الثلاثة يوميا ووضعت صندوق للموكب اجمع به الاموال طوال العام لتقديم هذه الخدمة، وكان للخدمة الحسينية أثر كبير على افراد عائلتي من ناحية الالتزام الديني والاخلاقي ولهفة انتظار الزيارة الاربعينية، وتستمر خدمتنا للزائرين حوالي (13) يوما كونها تبدأ من الثامن من شهر صفر الى انتهاء الزيارة بالكامل، وابرز ما استقبله هو وصول القطار من العاصمة بغداد محملا بمئات الزائرين بعد منتصف الليل او عند الفجر، خاصة واني اعرف التوقيتات التي يصل بها الى كربلاء المقدسة، وتكون المواكب قد توقفت خدمتها، فأقوم بتقديم الطعام والشراب للمئات في ساعة واحدة".
رفيقة الدرب
من جانبها اكدت رفيقة دربه الزوجة "ام علي" لوكالة نون الخبرية ان" خدمة الزوار شرف كبير وانها شعرت بالفخر وهي تقف يوميا لتطعم مئات الزائرين المتعبين من المسير لايام نحو كربلاء الشهادة، وكنت اعمل في محافظة كربلاء في لجنة التمويل لمدة (12) عاما، وهي لجنة متخصصة بتقديم الدعم المالي واللوجستي في جميع المحاور التي ترتبط بمحافظة كربلاء المقدسة كنت اشعر اني اقدم خدمة كبير للمواكب، لكن وقوفي لايام واطعام الشيوخ والشباب والاطفال والنساء منحني رؤية جديدة في قضية ابي عبد الله الحسين (عليه السلام)، وكثير من الصور تحزن القلب عند النظر الى "المشاية"، وتقبل النساء كثيرا على موكبنا عندما ترى سيدة تطعم الزائرين، ولدي حسينية خاصة في البيت لتقديم الخدمة لمن يقمن بخدمة زوار ابي عبد الله الحسين(عليه السلام) من النساء وعددهن يتراوح بين (16 ــ 18) إمرأة لتوفير اجواء الراحة لهن وتمكينهن من ديمومة عطائهن، وهي اشبه بدار استراحة تغسل فيها ملابسهن وينالن قسطا من النوم في اجواء مبردة ويتناولن وجبات من الطعام، ويبدأ عملي من الرابعة فجرا الى الثامنة مساءً، وانا اعيش بكلى واحدة منذ ست سنوات بعد ان تبرعت بكليتي الى ابتني المريضة".
قاسم الحلفي ــ كربلاء المقدسة
تصوير ــ عمار الخالدي
أقرأ ايضاً
- لرعاية النازحين :العتبة الحسينية تفتتح مركز رعاية صحية في مستوصف الرسول الاكرم في لبنان(فيديو)
- اسكنوا اعداد اضافية وقدموا خدمات :اصحاب فناق سوريون يثمنون مبادرات العتبة الحسينية ويتعاونون معها
- جاء من ديترويت الى كربلاء المقدسة.. طبيب اميركي تطوع لعلاج زوار الامام الحسين في الاربعينية