مع تصاعد العملية العسكرية التي يشنها الجيش التركي على محافظة دهوك في شمال العراق، لتضييق الخناق على عناصر حزب العمال الكردستاني، والجدل الكبير حول الإجراءات الحكومية "الخجولة" تجاه قصف عدد من القرى وهجرة مئات العائلات للبحث عن ملاذ آمن.
فبعد مقتل مدني وإصابة آخر بقصف تركي على محيط قرية تريسكي في ناحية شيلادزي شرق دهوك، كشفت مصادر مطلعة، عن قيام الجيش التركي بنصب مرابطات جديدة في المناطق التي سيطر عليها في دهوك، الأمر الذي ينذر بدخول البلاد بمرحلة جديدة من الصراعات.
إذ ذكرت المصادر، إن "القوات التركية بدأت، منذ صباح يوم أمس الخميس، بتسوية الطرق قرب قضاء العمادية للبدء بإنشاء مرابطات دائمية وهي أشبه بثكنات ثابتة معززة بالأرتال المدرعة وابراج".
وأضافت أن "المرابطات تعني السيطرة على قصبات وقرى ومرتفعات مترامية من أراض دهوك باتت بحكم الواقع تدار امنيا من قبل القوات التركية التي بدأت بنشر لافتات تعزز من مفهوم أنها تسيطر على الأراضي"، وفقاً لصحيفة العالم الجديد.
وكانت مصادر محلية، أفادت صباح أمس الخميس، باستهداف المروحيات التركية محيط قرية تريسكي في ناحية شيلادزي شرق دهوك، ما ادى الى مقتل مدني في العقد الثالث من عمره يعمل نحالا وإصابة آخر بجروح.
وشهدت قرى بلافة وكوهرز وديرالوك في قضاء العمادية بمحافظة دهوك، أمس الأول الأربعاء، قصفاً عنيفاً من قبل الجيش التركي، ما أسفر عن خسائر مادية كبيرة.
وخلال الأسبوع الحالي، عقد مستشار الأمن القومي العراقي، قاسم الأعرجي، اجتماعات على مستوى عالٍ في أربيل والسليمانية، شملت جهات حكومية وعسكرية وسياسية.
جاء ذلك بعد اجتماع للمجلس الوزاري للأمن الوطني برئاسة رئيس الحكومة محمد شياع السوداني، أكد خلاله رفض التوغل التركي في العراق، وشدد البيان على أن على تركيا "مراعاة مبادئ حسن الجوار، والتعامل دبلوماسياً مع الحكومة العراقية، والتنسيق معها تجاه أي موضوع يتعلق بالجانب الأمني".
وكانت منظمة فرق صناع السلم المجتمعي أفادت في 12 تموز الجاري ، بتنفيذ جيش الاحتلال التركي 285 هجوما ضد مناطق إقليم كردستان خلال الفترة الممتدة من 15 حزيران إلى 11 تموز، متسبباً بنزوح 182 عائلة في دهوك، مشيرة إلى أنه "تم إخلاء ثماني قرى في قضاء آمدية بمحافظة دهوك بشكل كامل، وأن 602 قرية معرضة لخطر الإخلاء".
وكان وزير الدفاع التركي يشار غولر قد كشف، في 11 تموز الجاري، أن عمليات "المخلب - القفل" المستمرة شمالي العراق ضد مسلحي حزب العمال الكردستاني ستنتهي في تشرين الثاني المقبل، قبل حلول الشتاء.
وأغلق أهالي قرية كوهرزي، في 10 تموز الجاري، الطريق العام بين قضاء العمادية وناحية ديرلوك في محافظة دهوك، احتجاجا على سقوط إحدى قذائف المدفعية التركية على قريتهم، فيما تم إخلاء 7 قرى مسيحية في "برواري بالا" بالمحافظة أيضا.
يشار إلى أن 208 قرية تم إخلاؤها في قضاء العمادية من السكان منذ بدء العمليات البرية للجيش التركي في القضاء، حيث أن أكثر القرى التي نزح السكان منها في مناطق باليتي وكاني مآسي وقرى جبل متين، بحسب مصادر مطلعة.
ورصدت منظمة "فرق صناع السلام" الأميركية (CPT)، في نهاية شهر حزيران الماضي، دخول الجيش التركي صوب اقليم كردستان العراق بـ300 دبابة ومدرعة واقامة حاجز امني ضمن حدود منطقة بادينان، خلال الأيام العشرة الماضية.
وتصدر هاشتاغ "تركيا_تحتل_دهوك"، في 30 حزيران الماضي، الترند في العراق على منصة X، بعد استمرار القصف والتوغل التركي في المحافظة، وسط صمت حكومي مطبق.
جاء ذلك، بالتزامن مع شن الجيش التركي هجمات عنيفة على محافظة دهوك، مما أسفر عن تدمير كنائس ومنازل ودور عبادة.
ومنذ مطلع العالم 2021، صعدت تركيا من عملياتها في العراق بشكل كبير، ونفذت العديد من عمليات الإنزال الجوي، فضلا عن إنشاء نقاط أمنية بعد دخول قواتها البرية لمناطق مختلفة من دهوك ونينوى، إضافة إلى الإعلان عن إنشاء قاعدة عسكرية جديدة في الأراضي العراقية، وذلك بهدف ملاحقة عناصر حزب العمال الكردستاني، وخاصة في قضاء سنجار بنينوى.
وانتشرت القوات التركية، بشكل منسق في قرى قضاء العمادية بدهوك، في 29 حزيران الماضي، كما قصفت القوات التركية ناحية ديرلوك بالمحافظة، بشكل مكثف أيضا.
يذكر أن البرلمان التركي صوت في 26 تشرين الأول الماضي، على تمديد وجود القوات العسكرية التركية لعامين آخرين في العراق وسوريا، وفوض الحكومة بإرسال المزيد من القوات.
وتنتشر القواعد التركية في مناطق: بامرني، شيلادزي، باتوفان، كاني ماسي، كيريبز، سنكي، سيري، كوبكي، كومري، كوخي سبي، سري زير، وادي زاخو والعمادية.
أقرأ ايضاً
- القاضي زيدان ووزير العدل التركي يبحثان التعاون في مجال تسليم المطلوبين للقضاء
- 100 مدرسة بدوام ثلاثي.. توسع سكاني وزيادة الهجرة يدفعان كربلاء لتخصيص 250 أرضاً لإنشاء مدارس جديدة
- هزة أرضية بقوة 2.9 تضرب محافظة دهوك