رغم التحرك الخجول لحكومة رئيس الوزراء محمد شياع السوداني بشأن التوغل التركي في شمال العراق، ووصول مستشار الأمن القومي قاسم الأعرجي إلى أربيل على رأس وفد رفيع المستوى للتباحث مع القيادات الكردية بشأن توغل الجيش التركي في محافظة دهوك، إلا أن القصف التركي مازال مستمرا.
وفي تطور جديد، اندلعت حرائق كبيرة، في مزارع قرية سكيري بقضاء العمادية شمال دهوك فضلا عن تدمير مئات الدونمات من الأشجار المعمرة بعد سقوط قذائف مدفعية في محيط القرية نتيجة المعارك الجارية بين حزب العمال الكردستاني والجيش التركي.
وقال "نزار محمد" مختار قرية سكيری، إن “المعارك الجارية بين حزب العمال الكردستاني والجيش التركي مستمرة، حيث تسببت بندلاع حرائق كبيرة في القرية وتدمير مئات الدونمات من الأشجار المعمرة، اثر سقوط قذائف مدفعية جراء تلك الصراعات”.
وأضاف أن “أهالي سكيری يعملون ليل نهار في محاولات لإخماد الحرائق بطرق بدائية نظرا لعدم تمكن رجال الإطفاء من الوصول الى مناطق الحريق بسبب الوضع الأمني ووعورة الطرق”.
ووصل مستشار الأمن القومي قاسم الأعرجي، صباح امس الخميس، إلى أربيل على رأس وفد رفيع المستوى للتباحث مع القيادات الكردية بشأن توغل الجيش التركي في محافظة دهوك.
وكان رئيس مجلس الوزراء، القائد العام للقوات المسلحة محمد شياع السوداني ترأس، أمس الاول الأربعاء، اجتماعاً للمجلس الوزاري للأمن الوطني، جرت فيه مناقشة أهم الموضوعات والمستجدات الأمنية، كما تمّ بحث القضايا المطروحة في جدول الأعمال واتخاذ القرارات والتوجيهات اللازمة بشأنها.
فقد تناول المجلس موضوع التدخلات والخروقات التي تمارسها القوات التركية في المناطق الحدودية المشتركة، حيث تمّ التأكيد على رفض التوغّل العسكري التركي، والمساس بالأراضي العراقية، وأن على تركيا مراعاة مبادئ حسن الجوار، والتعامل دبلوماسياً مع الحكومة العراقية، والتنسيق معها تجاه أي موضوع يتعلق بالجانب الأمني.
ووجه رئيس مجلس الوزراء، وفق بيان رسمي، بـ”إرسال وفد برئاسة مستشار الأمن القومي إلى إقليم كردستان العراق؛ من أجل الاطلاع على الأوضاع العامة، والخروج بموقف موحد من هذا الموضوع الذي يمسّ السيادة العراقية”.
ودعا المجلس جميع الأطراف والقوى الوطنية لـ”مساندة موقف الحكومة في هذا الأمر”، مجدداً “الموقف العراقي المبني على الدستور والقانون، الذي يمنع الاعتداء على أراضيه، أو استعمال الأراضي العراقية لتكون منطلقاً للاعتداء على دول الجوار”.
وأغلق أهالي قرية كوهرزي، أمس الاول الأربعاء، الطريق العام بين قضاء العمادية وناحية ديرلوك في محافظة دهوك، احتجاجا على سقوط إحدى قذائف المدفعية التركية على قريتهم، فيما تم إخلاء 7 قرى مسيحية في “برواري بالا” بالمحافظة أيضا.
يشار إلى أن 208 قرية تم إخلاؤها في قضاء العمادية من السكان منذ بدء العمليات البرية للجيش التركي في القضاء، حيث أن أكثر القرى التي نزح السكان منها في مناطق باليتي وكاني مآسي وقرى جبل متين، بحسب مصادر مطلعة.
ورصدت منظمة “فرق صناع السلام” الأميركية (CPT)، في نهاية شهر حزيران الماضي، دخول الجيش التركي صوب اقليم كردستان العراق بـ300 دبابة ومدرعة واقامة حاجز امني ضمن حدود منطقة بادينان، خلال الأيام العشرة الماضية.
وتصدر هاشتاغ “تركيا_تحتل_دهوك”، في 30 حزيران يونيو الماضي، الترند في العراق على منصة X، بعد استمرار القصف والتوغل التركي في المحافظة، وسط صمت حكومي مطبق.
جاء ذلك، بالتزامن مع شن الجيش التركي هجمات عنيفة على محافظة دهوك، مما أسفر عن تدمير كنائس ومنازل ودور عبادة.
ومنذ مطلع العالم 2021، صعدت تركيا من عملياتها في العراق بشكل كبير، ونفذت العديد من عمليات الإنزال الجوي، فضلا عن إنشاء نقاط أمنية بعد دخول قواتها البرية لمناطق مختلفة من دهوك ونينوى، إضافة إلى الإعلان عن إنشاء قاعدة عسكرية جديدة في الأراضي العراقية، وذلك بهدف ملاحقة عناصر حزب العمال الكردستاني، وخاصة في قضاء سنجار بنينوى.
وانتشرت القوات التركية، بشكل منسق في قرى قضاء أميدي بدهوك، في 29 حزيران الماضي، كما قصفت القوات التركية ناحية ديرلوك بالمحافظة، بشكل مكثف أيضا.
كما نزح أهالي قرية “دركةلا موسى بيك”، في بروارى بالا بمحافظة دهوك بعد تحذير القوات التركية باخلائها خلال 24 ساعة.
وبلغت عدد الخروقات التركية طيلة السنوات الماضية، أكثر من 22 الف خرق أمني للجانب التركي تجاه الحدود العراقية، في الوقت الذي قدم العراق اكثر من 16 الف مذكرة احتجاج، الا ان القوات التركية مستمرة بين فترة وأخرى بممارسة الاعتداءات.
يذكر أن البرلمان التركي صوت في 26 تشرين الأول الماضي، على تمديد وجود القوات العسكرية التركية لعامين آخرين في العراق وسوريا، وفوض الحكومة بإرسال المزيد من القوات.
وتنتشر القواعد التركية في مناطق: بامرني، شيلادزي، باتوفان، كاني ماسي، كيريبز، سنكي، سيري، كوبكي، كومري، كوخي سبي، سري زير، وادي زاخو والعمادية.
أقرأ ايضاً
- في اليوم الثاني لحظر التجوال.. السوداني يتجول في بغداد و"يلتقي المواطنين"
- المتحدث العسكري بإسم السوداني: الحكومة تلاحق كل من يشترك في أنشطة تهدد أمن العراق
- السوداني يدلي بمعلوماته في التعداد العام للسكان