منطقة الفضل هي احد احياء بغداد الواغلة في القدم حيث تحكي بيوتها قصص التاريخ وفيها تبرعت احدى العائلات المشهورة قبل قرن من الزمان بدار سكنية لتحويلها الى مدرسة ابتدائية تخرج منها عشرات الالاف من الطلبة، هذه المدرسة اندثرت وترهلت حتى منعت الدراسة فيها منذ اكثر من عشرين عاما، وبعد انتظار طويل استملكت وزارة التربية عدد من البيوت المجاورة لها لتوسعتها واعادة بنائها وزيادة طاقتها الاستيعابية في حي لا تكاد تجد مترا مربعا خاليا، ومنذ سنوات يماطل عدد من موظفي امانة بغداد ويتعمدون عرقلة وتأخير بناء تلك المدرسة ويحرمون جيل كامل من تلقي علومهم.
عمرها مئة عام
واناب المواطن "ابو عبد الكريم" في الحديث عن اهالي المنطقة وهو احد اولياء امور الطلبة لوكالة نون الخبرية قائلا ان" ان هذه البناية تشغلها مدرستا المضرية والصفا وبدوامين متعاقبين في منطقة العزة بالفضل، وهي بالأصل دار سكني تعود ملكيته الى بيت "الشيخ كمر" المعروفين في المنطقة، وبني في عشرينيات القرن التاسع عشر اي يصل عمرها الى (100) عام، وقد تخرج منها الاف الطلبة ومنهم كبار الضباط والقادة والفنانين والرياضيين، بل منهم مدير التربية الحالي "فلاح القيسي"، ويداوم بالمدرستين حاليا حوالي (400) طالب، ولكون بنائها قديم فقد تعرضت للاندثار واصبحت متهالكة آيلة للسقوط قبل العام (2003)، وبعد الكشف عليها قررت اللجنة المختصة اخلائها وترحيل طلبتها للدوام مع مدرسة "ابن المعتز" بمنطقة خان لاوند بالفضل التي تبعد عنها حوالي (500) متر".
جهود التربية
ويضيف "ابو عبد الكريم" ان "وزارة التربية تحركت منذ مدة لتوسعتها واعادة بنائها ضمن التعليمات الحكومية والقوانين النافذة، وحسب ما تشترطه امانة بغداد من محددات لمساحة المدارس في التصميم الاساس المعتمد عليه، حيث تفرض ان تكون المساحة لا تقل عن (2000) متر مربع في المناطق غير التراثية، بينما مدرستنا تقع في منطقة تعتبر من اقدم مناطق العاصمة بغداد وهي تراثية في جميع المحددات الرسمية، ولا تشترط فيها وجود تلك المساحة لان مناطق مركز بغداد الواغلة في القدم مثل الفضل والعزة والكفاح والصدرية والكرخ والدوريين والشورجة والصعدة والشيخ بشار وغيرها الكثير، لا يوجد فيها متر واحد فارع فهي اما شارع عام او بيوت المواطنين او مبنى مؤسسة حكومية، وهي غير مشمولة بهذا الشرط، وضمن سعيها لتوسعة المدرسة التي تبلغ مساحتها (375) مترا مربعا قامت وزارة التربية بشراء دارين مجاورين للمدرسة ومجمل مساحتهما تصل الى (310) متر مربع فيصبح اجمالي المساحة حوالي (700) متر مربع، كما تسعى لاستملاك بيوت اخرى في المقدمة لتوفر البناء الكافي لتشييد الصفوف النظامية بطبقتين او ثلاثة طبقات، وساحة للاصطفاف والرياضة".
عرقلة متعمدة
ويلقى اهالي الطلبة اللوم على تصرفات عدد من الموظفين في امانة بغداد الذين يتعمدون عرقلة اكمال الموافقات للشروع ببناء المدرسة ويوضحه "ابو عبد الكريم" بالقول ان" التأخير في تنفيذ مشروع توسيع واعادة بناء مدرسة المضرية والصفا يكمن في الاجراءات المتبعة في امانة بغداد، حيث سلم الكتاب الخاص بهذا المشروع المرسل من وزارة التربية الى قسم التصاميم في امانة بغداد في شهر شباط من العام الماضي (2023) والى الآن لم يخرج من القسم بنتيجة، ويطلبون امور تعجيزية ولم نحصل منهم الا على الوعود، واذا كان الرد على كتاب يرد من جهة حكومية يستغرق هذا الوقت فماذا يفعل المواطن، بل اتضح ان الموظفة التي تشكك في كون هذه الارض الغرض منها توسعة واعادة بناء مدرسة، هي نفسها من وقع على كتاب سابق يقر ان المنطقة تراثية ويمكن بناء المدرسة دون محددات المدن الحديثة، ما دفع وزارة التربية الى شراء الدور وانفاق الاموال، وعدم تنفيذ المشروع سيخلق حالة من هدر المال العام لان وزارة التربية اشترت بيوت ولكن لا تستطيع الاستفادة منها، كما ان هناك اعذار واهية تأخر انجاز المعاملات، مثل ان الموظف مجاز ولا تروج المعاملات الا حين عودته او من يتسلم البريد غير موجود ولا يتسلم غيره او ان الموظفات يتركن الدوام ويذهبن الى امكنة اخرى وتنتظر عودتهن، حتى وصل الامر الى ان كتاب لا يحول من غرف الى اخرى في نفس البناية ولا يخرج الا بعد اسبوع ".
طاقة استيعابية كبيرة
واشار الى ان" بناء المدرسة وتوسعتها لا تقتصر منفعته على اهالي منطقتنا فقط، بل ستكون منفعته لباقي المناطق المجاورة ايضا، لانها بنائها بثلاث طبقات سيزيد من طاقتها الاستيعابية التي تصل تقريبا الى (1000) طالب، والمفروض من الحكومة استغلال هذه الارض وبناء المدرسة لان مناطقنا لا توجد فيها مساحات فارغة نهائيا، وعدم بناء المدرسة سيفاقم الوضع على ابنائنا الطلبة لان اعدادهم تزداد سنويا ولا توجد بنايات تستوعبهم، وفي مدرسة "ابن المعتز" التي تستضيفهم اصبح الدوام ثلاثي ومدة الدرس الواحد تقريبا (25) دقيقة، وعدد الطلاب في الصف يتجاوز (50) طالبا، ووصل الامر الى ارسال المواضيع المراد تحضيرها او كتابتها عبر تطبيق الفيسبوك في مجموعات خاصة "كروبات" لان المعلمين لا وقت عندهم للكتابة على السبورة ونقل التلاميذ للمادة، ويتلخص مطلب اهالي المنطقة وذوي الطلبة بشيء واحد هو تسهيل "بعض" موظفي امانة بغداد للاجراءات واطلاق سراح المشروع من قيودهم، وبناء المدرسة بما يجعلها ذات فائدة لاكثر من منطقة، ونوجه مناشدتنا للمسؤولين لوضع حد لتصرفات عدد من الموظفين المتسببين بايقاف تنفيذ المشروع وحرمان الطلاب وذويهم دون ذنب اقترفوه، حيث تقف وزارة التربية على اهبة الاستعداد لتنفيذ المشروع واحياء المنطقة، والكل يعلم ان جميع الدول تحرص على التعليم والصحة وهذا مشروع يعلم الاف التلاميذ، ومدرسة تعلم فيها عشرات الالاف من الطلبة على مدى قرن من الزمن، وفي منطقة يتجاوز عدد سكانها اربعة الاف نسمة، وفي اخر انتخابات محلية وصل عدد الناخبين فيها الى (36) الف ناخب".
قاسم الحلفي ــ بغداد
أقرأ ايضاً
- توجيه للسوداني قد يجد لها حلا :مناطق البستنة في كربلاء يعجز الجميع عن بناء مدارس لابنائها الطلبة فيها
- آوى النازحين والزائرين :موكب من واسط يقدم خدماته لزوار الحسين في كربلاء منذ (17) عاما
- هيئة سفينة النجاة :خمسون عاما من الاصرار على اقامة الشعائر الحسينية بنكهة كربلائية(صور)