فيديو:وصايا المرجع السيستاني يترجمها الشيخ الكربلائي عمليا ببناء مستشفى تعالج مرضى السرطان في البصرة
تحرص الادارة العليا للعتبة الحسينية المقدسة على تشييد مختلف المشاريع التي تقدم الخدمة للمجتمع تطبيقا لتوجيهات المرجع الديني السيد علي السيستاني، وكثيرا ما تتوسع المشاريع وتضاف لها خدمات اخرى، وركزت العتبة المقدسة على بذل اقصى الجهود في مجالي الصحة والتعليم، وهي الآن تستعد لافتتاح اكبر صرح طبي لعلاج الاورام في محافظة البصرة المضحية المعطاء، لكن لهذا الصرح اكثر من حكاية فقد تحول من مركز علاج صغير الى مستشفى عملاق كبير، وبذل مهندسو قسم المشاريع الاسترتيجية جهودا جبارة لاستمرار دوران حركة البناء وتجاوزوا مختلف الصعوبات لاتمام العمل في موعد، فكان مستشفى الثقلين لعلاج الاورام في محافظة البصرة.
وقال رئيس القسم المهندس محـمد ضياء محمـد في حديث مع وكالة نون الخبرية ان" العتبة الحسينية المقدسة ممثلة بالمتولي الشرعي الشيخ عبد المهدي الكربلائي والامين العام الاستاذ حسن رشيد العبايجي ساهمت بتطوير العديد من القطاعات في بلدنا العزيز من خلال انشاء مشاريع طبية وتعليمية وسكنية وخدمية في مختلف المحافظات، وهي مشاريع مكملة لمشاريع الدولة لانها تكاملية معها وليست منافسا لها، ومنها مستشفى الثقلين لعلاج الاورام السرطانية في البصرة الذي يعتبر من المشاريع المهمة، وقد وجه ممثل المرجعية الدينية العليا الشيخ عبد المهدي الكربلائي بضرورة الاهتمام بمحافظة البصرة من خلال تشييد مشاريع مختلفة تقدم خدماتها لاهالي المحافظة، وخاصة في مجال المشاريع الصحية كونها تعاني من نقص في كثير من المؤسسات الطبية التخصصية، كما انها رد لجزء من تضحيات تلك المحافظة المعطاء حيث قدم اهلها الكثير من التضحيات وخاصة في تلبية فتوى الجهاد الكفائي التي اطلقها المرجع الديني السيد علي السيستاني خلال عمليات تطهير المحافظات من فلول عصابات "داعش".
واضاف ان" العتبة الحسينية المقدسة لاحظت ان انتشار الامراض السرطانية في البصرة نسبته مرتفعة فكان القرار في العام (2014) هو انشاء مركز لعلاج الاورام السرطانية وعلى اثرها تعاقدت مع مكتب (OSI) الاستشاري البريطاني المختص بتصاميم المراكز والمستشفيات التي تعالج الاورام، وانجزت التصاميم واكملت عملية شراء الارض التي خصصت لانشاء مركز العلاج عليها، وكانت عبارة عن مكب للنفايات وبركة مملوءة بالقصب وشيدت عليها عدد من دور متجاوزة، فباشرنا بتعويض المتجاوزين لتفريغ الارض ونفذت حملة كبيرة لتنظيفها ورفع الانقاض والنفايات والقصب وتهيئتها لبناء المشروع، وفي العام (2015) باشرنا باعمال نصب الركائز والهيكل الانشائي، وبعد اعلان فتوى الجهاد ودخول البلد في الحرب مع عصابات "داعش" حصلت توقف كبير في جميع المشاريع وطبقت سياسة التقشف، ولان العتبة الحسينية اصرت على ان لا يتوقف المشروع توقفا نهائيا، كان عملنا بشكل متقطع وليس مستمر وعجلة البناء تدور لكن بمعدلات تماشي الحالة الجديدة، ثم دخلت على البلد جائحة كورونا وكانت للمتولي الشرعي للعتبة الحسينية الشيخ عبد المهدي الكربلائي زيارة للمشروع، وقرر أن يتحول المشروع من مركز لعلاج الاورام الى مستشفى متكامل يغطي متطلبات الاورام السرطانية لاهالي محافظة البصرة والمحافظات المجاورة لها، لذلك اضيف للمشروع (3) صالات عمليات وابنية خاصة بغرف الرقود على مساحة (2800) متر مربع مكونة من (4) طبقات، تتضمن الطبقة الاولى مطعم ومطبخ وغسيل مركزي، والطبقات الثلاثة الاخرى تحتوي على (46) غرفة رقود وغرفة الممرضات".
واوضح ان" المستشفى اضيف لها جسر رابط بين بناية المستشفى وغرف الرقود، وجاءت فكرة اضافته وتشييده للمحافظة على حياة المرضى كونهم بعد تلقيهم للعلاج الكيمياوي ينقلون من صالة العمليات الى غرفة الرقود ولا يجوز تعرضهم الى الظروف الجوية من الشمس او الهواء او التلوث الموجود في الجو لان المناعة لديهم يمكن ان تصل الى الصفر، ولكون هناك بنايتان بين العلاج والراحة وفرنا هذا الجسر الذي يعتبر معزول تماما عن الظروف الجوية، وقد صمم بطرقة معمارية جميلة وفنية وجهز بمنظومة تكييف وغلف بزجاج مقسى من طبقتين عازلة للحرارة تكسر اشعة الشمس، وكذلك اضيفت بناية اليود المشع للعلاج بالنظائر المشعة لعلاج المصابين بسرطان الغدة الدرقية، وفيها خصوصية الغرفة الستة المدرعة بالرصاص والخرسانات بمواصفات عالمية لمنع تسرب الاشعاع من اجساد المرضى الذين يعالجون بالنظائر المشعة، ويعد ثاني مركز في العراق بعد مؤسسة وارث الدولية لعلاج الاورام في كربلاء المقدسة".
واشار محـمد الى ان " العتبة الحسينية ومن خلال حرصها على تطبيق كل المواصفات العالمية في مستشفيات علاج الاورام وحرصها على حياة المواطنين نصبت محطات تعالج المياه الخارجة من بناية اليود المشع، كونها مياه مشعة فشيدت احوض الترسيب لتحتفظ بالمياه لمدة (48) يوما ويزول منها الاشعاع وتصبح مياه عادية يتم تصريفها الى شبكات المجاري، اما البناية الرئيسة للمستشفى فتقدم خدمات متكاملة مثل الاستقبال والفحص في ستة عيادات استشارية لجميع انواع الامراض وتوفير اجهزة علاج لجميع الحالات و(28) غرفة لرقود المرضى، وتوفير الدواء من الصيدلية المركزية، واجراء الفحوصات في المختبر المركزي، وتعاقدت العتبة الحسينية مع شركات عالمية لها باع طويل في تصنيع الاجهزة الطبية المتطورة، وجهز المستشفى بآخر ما توصلت اليه الشركات في هذا المجال، ومثلا جهاز السايتكرون المنتج للمادة المشعة وخمسة مواد بحثية للطلبة الدارسين نصبت آخر نسخة منه صنعتها شركة (IBA) البلجيكية، وهو الاول من نوعه في العراق، وكذلك جهازي المسرع الخطي (لينير اسكلريتر) نوع (تروبيم) مجهز من شركة (فايرين ) الاميركية، وهو خاص بالعلاج بالاشعاع الذي يعطي دقة متناهية بالتشخيص ويساعد على اتمام العلاج دون مضاعفات، ووفرت في المستشفى اجهزة تشخيصية مثل جهاز الرنين المغناطيسي (MRI)، وجهاز المفراس (CT SCAN)، وجهاز البت سكان، حيث جهزت احدث نسخ منها من شركة (سيمنز) الالمانية".
وتابع ان" ما يميز هذه المستشفى هو توفير (14) غرفة حصينة مدرعة لنصب الاجهزة المشعة ومنع تسريب اشعتها، والتحدي الكبير ان هذه المستشفى هي تخصصية وتمكن صعوبتها في المنظومات المتوفرة فيها، ورغم التوقفات البسيطة خلال وقوع جائحة كورونا وصعوبة توفير الملاكات العاملة والتقييد بمدة الانجاز خلال سنتين ومنع الحركة داخل المدن او بين المحافظات او بين الدول واعتذار الشركات العالمية بسبب هذه الظروف، وكان التعويض بعد انتهاء الجائحة وبذلت جهود جبارة من قبل المهندسين والعمال والفنيين، ووفرت منظومات الغازات الطبية، والانذار والاطفاء، والانترنت، والاتصالات، وادارة المباني الحديثة، واستدعاء الممرضات، وكاميرات المراقبة، بعد جهود واجتماعات وتحديد مسارات وعدم حصول تقاطعات ونصبها في مستشفى عملاق، وهذا المشروع التخصصي هو الثاني الذي تنفذه ملاكات القسم الهندسية والفنية ونتيجة الاحتكاك بالخبرات الاجنبية والبحث الدائم عن المعلومات الحديثة وتطوير القابليات بشكل تلقائي اصبحت خبراتها متراكمة ويمكنها الان تشييد مثيل لها في اي مكان من العراق".
قاسم الحلفي ــ البصرة
تصوير ــ عمار الخالدي ــ علي فتح الله
أقرأ ايضاً
- المجلس الشيعي الاعلى في لبنان: السيد السيستاني الداعم الاقوى والاكبر للشعب اللبناني في هذه المرحلة المصيرية(فيديو)
- وسط دمار مدينة النبطية :مساعدات العتبة الحسينية الطبية والغذائية تصل مستشفى نبيه بري الحكومي(فيديو)
- المرجعية الدينية العليا والعتبة الحسينية تقدّمان تجربةً رائدةً في مجال إسكان الفقراء مجاناً