بقلم:سامي جواد كاظم
مسلسل عالم الست وهيبة اثار جدلا في العراق بسبب اسماء مقدسة لرموز شيعية وهل يستحق الجدل وما هي تبعيات هذا المسلسل ؟
بداية اقول ان القائمين على المسلسل كانوا يستطيعون تجنب اسماء الرموز الاسلامية المشهور سواء ائمة او صحابة حتى لا تثير جدلا من قبل بعض الجهات الدينية سواء كان بقصد ومن غير قصد .
ولكن الا يوجد مجرمين وطواغيت باسماء لشخصيات مقدسة ؟ وهذا يعني ان الاعمال لا علاقة لها بالاسماء والا هنالك من اصحاب الحسين عليه السلام من اسمه يزيد . اضف الى ذلك خلفاء الدولة العباسية الذين ظلموا اهل البيت عليهم السلام وضعوا لانفسهم القابا ايمانية المتوكل والرشيد والمنصور والمعتصم والمعتمد وهكذا ، وهذا يعتبر خارج الضوابط ولانهم حكام طغاة لا احد يستطيع مخالفتهم في حينها .
مؤلف المسلسل الاستاذ صباح عطوان قدم دعوى قضائية بان هنالك جهات حرفت بعض مشاهد واسماء المسلسل وهذا يعني ان هنالك اياد خفية اقدمت على هذا التغيير الجدلي وللاسف بنوايا غير سليمة .
اعود للتاريخ لم اطلع على مصدر موثق يكني الامام المهدي عليه السلام وروحي له الفداء اسم ( ابا صالح ) وليس الامام المهدي فقط بل كثير من الكنى والالقاب للائمة عليهم السلام وضعها الكتاب والمؤرخون على مر التاريخ لوجود مجموعة صفات بالائمة عليهم السلام ومنحت لهم هذه الالقاب ، وهذا لا اشكال شرعي ولكن لا يمكن ان تكون ردة الفعل باتجهها بهذا الحجم الكبير ويمكن تصحيح الامور والمفاهيم باسلوب ثقافي .
هنالك مقارنات عجيبة لا يمكن لها ان تجمع النقيضين اضرب لكم مثلا على ذلك السيد كمال الحيدري ينتقد راي الشارع المقدس الذي يصر على رؤية الهلال بالعين المجردة وفق ما ذكر في الروايات النصية وقارنها بانهم لا يرون الهلال بالتلسكوب بينما عندما يمرض احدهم يذهب الى اوربا للعلاج باحدث الاجهزة ، لا اعلم ماعلاقة هذه بتلك ، الهلال مسالة شرعية تخص المكلف والمرض مسالة شخصية تخص المريض .
كما وان هنالك برامج حوارية عن هل يجوز تمثيل الشخصيات الاسلامية المقدسة في المسلسلات وقد منعت مصر عمل فني للامام الحسين عليه السلام ، وتضاربت الاراء حول هذه المسالة ، بينما الجميع اثنى على مسلسل النبي يوسف عليه السلام الايراني ولم ينتقد احد تمثيل شخصية النبي .
اضف الى ذلك هنالك مسلسلات عرضت لشخصيات مقدسة لا تظهر وجوههم بينما في اسواق الشيعة صور للائمة حتى تباع في عدة اماكن وتعلق في اماكن مختلفة ولم تثر الجدل .
هنالك تراث رائع للاسلام وهنالك اساليب لايصال هذا التراث للمجتمع وهذه الاساليب يجب ان تكون وفق ماهو شائع وشرعي في المجتمع لايصاله لاكبر شريحة من المجتمع ومن هذه الوسائل الان هي الدراما التي اصبحت رائجة في كل دول العالم بل امريكا خصصت لها مؤسسات عملاقة وامكانيات مالية ضخمة في هوليوود لتلويث العقول وباسلوب تقني فني عالي المستوى ، وبمعايير مزدوجة ففي الوقت الذي يتجاوزون على رموز الاسلام قاموا بحرق دور السينما والمكتبات في اوربا التي تعرض افلام عن السيدة مريم عليها السلام بعيدا عن صحة النص من عدمه ، فالازدواجية موجودة .
اخيرا اقول اظهر ما لديك من تراث رائع للمجتمع البشري حتى لا تسمح لمن يريد الانتقاص ان يدلو بدلوه ، ومن تمنعه من فعل شيء فانه سيعود باسلوب اخر
أقرأ ايضاً
- متى تسدل الستارة ؟!
- احصائية ومقارنة بين معركة طوفان الاقصى و نكسة (حزيران) العرب في حرب الايام الستة في عام ١٩٦٧
- طريق التنمية الستراتيجي الدولي بين الآمال والتحديات