بدأت العشرات من العائلات الأيزيدية بالعودة من محافظة دهوك إلى منازلهم في قضاء سنجار بمحافظة نينوى، بعد ما يقرب عقد من العيش في مخيم للنازحين، حيث يقيم معظم هؤلاء النازحين في مخيم كبرتو منذ أغسطس/آب 2014، عندما اجتاح داعش موطنهم في سنجار.
ونظمت منظمة الهجرة التابعة للأمم المتحدة، بالتنسيق مع وزارة الهجرة والمهجرين العراقية وإدارة الهجرة والاستجابة للأزمات في محافظة دهوك، عملية اعادة العائلات الايزيدية من دهوك الى مناطق سكناها في سنجار.
وقال قاسم غانم وهو أيزيدي نازح من سنجار انهم يعودون الان الى منازلهم ويبدأون الحياة من جديد.
"لقد هربنا، وأصبحنا نازحين، واحتضننا الناس الطيبون هنا وبذلوا قصارى جهدهم على الرغم من أننا لم نكن جيرانهم. لذا كان الله في عون كل من ساعدنا في جميع أنحاء العراق. والآن، سنعود إلى منازلنا وسنحاول العثور على عمل لكسب لقمة العيش لأننا جميعا فقراء وعشنا في فقر".
"لم نتلق أي وعود ملموسة، وليس لدي أي فكرة. لكن البعض يقول إن كل نازح سيحصل على أربعة ملايين (دينار عراقي، حوالي 2700 دولار) مقابل عودته إلى وطنه. ويقول آخرون إنها أكثر من أربعة ملايين حيث سيتم أيضا توزيع سلع ومعدات. لكن ليس لدينا أي فكرة، فهذه هي المرة الأولى التي نعود فيها إلى الديار".
وزارة الهجرة والمهجرين العراقية تقدم أربعة ملايين دينار عراقي لكل عائلة تترك المخيم لتشجيعهم على العودة إلى ديارهم، مقابل اصوات معارضة.
وقال بير ديان جعفر مدير إدارة الهجرة والمهجرين والاستجابة للأزمات في محافظة دهوك:
"للأسف، قرار الحكومة العراقية تعسفي ويشكل إهانة لأهالي سنجار، فهي تقدم أربعة ملايين (دينار عراقي) فقط للأشخاص الذين يعيشون داخل المخيم وليس لأولئك الذين يعيشون خارجه، والذين يحتاجون أيضا إلى المساعدة. علاوة على ذلك فإن أربعة ملايين مبلغ غير كاف، وعليهم إعطاء 15 مليون لكل عائلة من سنجار لتمكينهم من إعادة بناء منازلهم عندما يعودون إلى ديارهم، خاصة وأنهم نزحوا ويعيشون في خيام منذ 10 سنوات".
"حسنا، الأمر صعب. أعني، إذا لم يكن هناك تعويض وإذا لم يعيدوا بناء منازل الناس، فكيف يمكنهم العودة إلى ديارهم في غضون ستة أشهر؟ لقد تعرضت مدينة سنجار والجزء الشمالي والمناطق المحيطة بها لأضرار بالغة. لقد دمرت. معظم المنازل في سنجار دمرت، ولم يتبق الكثير في المناطق. فكيف يمكن للناس هنا العودة إلى هناك؟ يجب على الحكومة العراقية أن تفعل شيئا للناس هنا لتعويضهم وإعادة بناء منازلهم كما كانت. وتوفير الأمن والأمان في سنجار".
"منزلنا سوي بالأرض، وعندما هربنا كنا عائلة واحدة، الآن نحن أربع عائلات والحمد لله، كل واحدة تعيش في مأوى منفصل، والآن ابني يعيش في خيمة مجاورة لنا، وأنا أعيش مع زوجي هنا. لدينا شخص انتقل إلى الخارج وآخر يعيش في خيمة مختلفة. وهو نفس الوضع بالنسبة للعائلات الأخرى في المخيم".
يقيم حاليا أكثر من 330 ألف نازح أيزيدي داخل وخارج مخيمات النزوح المنتشرة في أنحاء محافظة دهوك، بينما غادرت حوالي 1000 عائلة إيزيدية مخيماتها وعادت إلى ديارها منذ العام الماضي، لكن 200 منها غادرت في نزوح عكسي بسبب انعدام الأمن والخدمات في سنجار.
وارتكب داعش في مطلع أب/أغسطس عام 2014 أحد أسوأ الجرائم في التاريخ الحديث ضد الايزيديين في مجزرة أدت إلى مقتل آلاف الأيزيديين واستعباد النساء والأطفال وتدمير قرى ومجمعات لمئات الآلاف من السكان المحليين، فيما وصفت الأمم المتحدة جرائم داعش ضد الايزيديين، بأنها إبادة جماعية.
أقرأ ايضاً
- الحكومة العراقية تبدأ إجراءات لمنع “تهريب” النفط من كردستان
- في كربلاء المقدسة.. العتبة الحسينية توزع (3000) قطعة ملابس شتوية على العائلات اللبنانية
- وزارة الهجرة :عودة نحو 10 آلاف نازح إلى سنجار هذا العام