بقلم:سامي جواد كاظم
شهر رمضان المبارك هو شهر القران المعجزة والحديث عن القران حديث رائع والاروع ما فيه انه كتاب كل المسلمين بمختلف مذاهبهم وان اختلفت التفاسير او التاويلات ولكن هو القران المعجزة والخالد والاعجاز الاخر هو حفظه من التحريف . احدثكم لاول مرة عن ما يخص القران ، القران الذي بين الدفتين هو القران المعجزة باعتراف كل المذاهب ، اما مسالة التحريف اقول عنها وللعجب لا يقول بها الا بعض الواهمين من المسلمين سنة وشيعة والا لايوجد قران اخر لدى السنة ولدى الشيعة فلو اتهمك السني بان القران عندك محرف قل له اين هو والامر ذاته لو اتهمت السني بتحريف القران فقل له اين هو ، فلا يوجد قران محرف لدى كل طوائف المسلمين . هنالك تاويل لبعض روايات التحريف مثلا قد يكون هنالك من جاء بما خطت يده على انه قران وعرضه على المعصوم فقال له انه محرف ، والمقصود ما كتبه الرجل وليس ما نقراه نحن . بينما ممن ليس هو على دين الاسلام فانه لا يقول بتحريفه لانه لو قال بتحريفه فيعني هنالك الاصل ، ولكن كل ما لدي هو انكاره ان يكون من الله عز وجل او معجزة الله الخالدة الى يوم الدين ومهما حاولوا النيل منه والتشكيك فيه فانهم عجزوا عن ذلك هذا ناهيكم عن استبصار كثير من العلماء والمفكرين في اعتناق الدين الاسلامي بسبب علميتهم في ما يتضمن القران من مختلف وشتى العلوم . هنالك رواية رائعة من التراث الاسلامي تثبت صحة القران وعدم تحريفه نصها: كان للمأمون مجلس نظر، (أي مجلس مناظرات)، فدخل في جملة الناس رجل يهودي حسن الثوب، حسن الوجه، طيب الريح، فتكلم فأحسن العبارة، فلما انفض المجلس دعاه المأمون فقال له: اسرائيلي أنت ؟ (يعني يهودي؟). قال: نعم . فقال له: أسلم حتى أفعل بك، وأصنع لك. ووعده المأمون خيرا إن أسلم . فقال اليهودي: بل ديني ودين آبائي. ثم انصرف. فلما كان بعد سنة، جاء اليهودي مسلما، وتكلم في الفقه والحديث، فأحسن الكلام، فلما انفض المجلس، دعاه المأمون وقال له: ألست صاحبنا بالأمس ؟ قال: بلى .قال: فما سبب إسلامك ؟قال اليهودي: انصرفت من مجلسك في ذاك اليوم، فأحببت أن أمتحن هذه الأديان، وأنا أحسن الخط (يعني أجيد الكتابة)، فعمدت إلى "الإنجيل" فكتبت ثلاث نسخ، فزدت فيها وأنقصت منها، وأدخلتها الكنيسة، فاشتريت مني ولم يكلفوا أنفسهم أن يقرأوها أو يراجعوها، ثم عمدت إلى "التوراة" فكتبت ثلاث نسخ، فزدت فيها وأنقصت منها، وأدخلتها البيعة (معابد اليهود)، فاشتريت مني، ولم يقرأوها ولم يراجعوها، ثم عمدت إلى "القرآن" فكتبت ثلاث نسخ وأدخلتها الوراقين، فقالوا: لا نقبلها حتى نقرؤها ونراجعها. فاكتشفوا أخطاءها، واكتشفوا الزيادة والنقصان، فأحرقوها وكادوا يقتلونني، فعلمت أن هذا كتاب محفوظ من الله، فكان هذا سبب إسلامي . قال يحيى ابن أكثم: فلقيت سفيان ابن عيينة، فذكرت له الخبر، فقال لي: مصداق هذا في كتاب الله عز وجل، في قوله تبارك وتعالى عن اليهود والنصارى "بما استحفظوا من كتاب الله" (المائدة٤٤)، فجعل حفظ التوراة والإنجيل إليهم فضيعوهما وبدلوهما وحرفوهما، وقال عن القرآن: "إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ" (الحجر٩). ومن روائع القران قصة الاصمعي مع الاعرابي، يروى أن الأصمعي كان يتحدث في مجلس، واستشهد بالآية: (والسارق والسارقة فاقطعوا أيديهما جزاء بما كسبا نكالا من الله والله غفور رحيم).فسأله أعرابي: كلام من هذا؟ فرد الأصمعي: هذا كلام الله.فقال الاعرابي بثقة: هذا ليس كلام الله.فاستغرب الأصمعي فسأله: هل أنت من حفظة القرآن؟ قال الأعرابي: لا.قال الأصمعي: هل تحفظ سورة المائدة؟ (التي بها هذه الآية).قال الأعرابي: لا. فتناول الأصمعي المصحف وفتح سورة المائدة وهو يقول بثقة: هذه هي الآية، اسمع (والسارق والسارقة فاقطعوا أيديهما جزاء بما كسبا نكالا من الله والله عزيز حكيم) (المائدة: 38). فتنبه الأصمعي للخطأ، حيث إنه أخطأ في قراءة نهاية الآية بقوله (والله غفور رحيم)، والصحيح هو (والله عزيز حكيم). فأعجب بنباهة الأعرابي الذي فطن إلى الخطأ رغم أنه ليس من حفظة القرآن، فسأله: يا أعرابي.. كيف عرفت؟ قال الأعرابي: عزَّ فحكم فقطع، ولو غفر ورحم لما قطع. هذا هو اعجاز القران الكريم في كل علومه .
أقرأ ايضاً
- شهر محرم نقطة الشروع إلى التحرر - الجزء الثاني
- شهر محرم نقطة الشروع إلى التحرر - الجزء الاول
- شهر محرم نقطة الشروع إلى التحرر