تعد الأسماك مصدرا فريدا للعناصر الغذائية ذات الأهمية لنشاط الجسم والهرمونات، بما في ذلك أحماض أوميغا 3 الدهنية واليود والسيلينيوم وفيتامين د. فما تأثير تناولها على هرمون الثيروكسين؟
والثيروكسين هرمون تفرزه الغدة الدرقية ويقوم بوظائف متعددة، مثل تنظيم حرق الطاقة وتوليد الحرارة وتطور ونمو الخلايا والأنسجة.
هناك نوعان من هرمونات الغدة الدرقية
T4: ثيروكسين (thyroxine)، ويسمى أيضا "رباعي يودوثيرونين" (tetraiodothyronine)
T3: "ثلاثي يودوثيرونين" (triiodothyronine)، وفقا لموقع أدلة "إم إس دي" (MSD).
حتى نفهم تأثير الأسماك على الغدة الدرقية وبالتالي الثيروكسين يجب أن نتعرف أولا على أبرز مكوناتها.
المكونات الغذائية في الأسماك؟
اليود
اليود هو المكون الرئيسي للثريوكسين "رباعي يودوثيرونين"، ومن دونه لا يمكن تصنيع هرمون الغدة الدرقية. اليود نادر جدا في النظام الغذائي، ولهذا السبب يعد إغناء ملح الطعام باليود إجراء إلزاميا للصحة العامة في العديد من البلدان.
يظهر محتوى اليود في الأسماك تباينا كبيرا، ولكن في دراسة برتغالية تم فيها قياس اليود مباشرة في عدة عينات، كانت النتائج كما يلي:
التونة المعلبة: 19 ميكروغراما من اليود/100 غرام من السمك
التونة الطازجة: 16.7 ميكروغراما من اليود/100 غرام من السمك
سمك السلمون: 10.5 ميكروغرامات من اليود/100 غرام من السمك
الماكريل: 40.5 ميكروغراما من اليود/100 غرام من السمك
السردين: 26 ميكروغراما من اليود/100 غرام من السمك
سمك القد: 56 ميكروغراما من اليود/100 غرام من السمك
الحد الغذائي الموصى بها (RDA) لليود هي 90 إلى 120 ميكروغراما للأطفال، و150 ميكروغراما لعامة السكان البالغين، و220 ميكروغراما للنساء الحوامل، و290 ميكروغراما للنساء المرضعات.
وبافتراض أن حجم الحصة يبلغ 4 أونصات (110 غرامات)، قد يكون استهلاك الأسماك مساهما مهما في الوصول إلى الكمية الموصى بها يوميا من اليود لدى العديد من الأفراد.
السيلينيوم
السيلينيوم هو معدن نزر (الجسم يحتاجه بكمية قليلة جدا) في النظام الغذائي، وله دور أساسي في عمل هرمون الغدة الدرقية. الكمية الموصى بها يوميا للسيلينيوم هي 20 إلى 40 ميكروغراما في اليوم للأطفال و55 ميكروغراما في اليوم للبالغين.
بعد الجوز البرازيلي، الأسماك هي الطعام الذي يحتوي على أعلى محتوى من السيلينيوم، حيث يتراوح بين 30 و130 ميكروغراما/100 غرام اعتمادا على نوع الأسماك.
فيتامين د
فيتامين د مطلوب لضمان الامتصاص المناسب للكالسيوم والفوسفات، وبالتالي فهو يلعب دورا أساسيا في توازن الجهاز العضلي الهيكلي. إلى جانب دوره المعروف في الحفاظ على سلامة العظام.
تبلغ الكمية الموصى بتناولها من فيتامين د 600 وحدة دولية في اليوم للأفراد الذين تقل أعمارهم عن 70 عاما و800 وحدة دولية في اليوم. بالنسبة لأولئك الذين تزيد أعمارهم عن 70 عاما.
تحتوي الأسماك على نسبة كبيرة من فيتامين د، مع وجود اختلافات كبيرة اعتمادا على الأسماك المحددة. بالنسبة لمعظم الأنواع، يتراوح معدل محتوى فيتامين د بين 400 و800 وحدة دولية/100 غرام، ولكن في سمك السلمون المرقط والبلطي قد يصل إلى 1200 وحدة دولية/100 غرام.
الأحماض الدهنية أوميغا 3
الأحماض الدهنية أوميغا 3 وفيرة جدا بين الحيوانات البحرية. تعتبر الأحماض الدهنية أوميغا 3 من العناصر الغذائية الأساسية، حيث إن جسم الإنسان غير قادر على إنتاجها لتلبية احتياجاته.
للأسماك بمحتواها العالي من اليود والسيلينيوم تأثيران مختلفان على نوعين من حالات الغدة الدرقية، الأولى هي خمول الغدة الدرقية والثانية هي فرط نشاطها.
تأثير تناول السمك على مرضى خمول الغدة الدرقية
اليود هو معدن أساسي ضروري لصنع هرمونات الغدة الدرقية، ونقصه يمكن أن يؤدي إلى قصور الغدة الدرقية، لذلك في حالة خمول الدرقية فإن تناول السمك أمر مفيد.
الأشخاص الذين لا يستخدمون الملح المعالج باليود، والنساء الحوامل، والأشخاص الذين يتبعون نظاما غذائيا نباتيا هم أكثر عرضة لخطر انخفاض مستويات اليود.
يجب لفت الانتباه إلى أنه إذا كنت تعاني من قصور الغدة الدرقية، فتجنب تناول مكملات اليود إلا إذا أوصى الطبيب بذلك لعلاج انخفاض مستوياته. إن تناول كميات زائدة من اليود يضر بالصحة.
أيضا فإن الأسماك غنية بالسيلينيوم الضروري لصحة الغدة الدرقية وإنتاج هرمون الغدة الدرقية، لذلك فإن تناول الأسماك يساعد في توفيره.
تأثير تناول السمك على مرضى فرط نشاط الغدة الدرقية
الكثير من اليود يمكن أن يجعل فرط نشاط الغدة الدرقية أسوأ من خلال دفعها لإنتاج الكثير من هرمون الغدة الدرقية.
ولذلك يجب على الشخص المصاب بفرط نشاط الغدة الدرقية تجنب تناول كميات كبيرة من الأطعمة الغنية باليود، مثل الأسماك والمحار والأعشاب البحرية ومنتجات الألبان والملح المدعم باليود.
إذا كنت تعاني من فرط نشاط الدرقية استشر طبيبك لمعرفة الكمية المسموح لك بتناولها من السمك.
فوائد السمك بشكل عام
تعد الأسماك مصدرا للبروتين وفي الوقت نفسه منخفضة السعرات الحرارية بشكل عام. تظهر مراجعة بحثية أن الاستهلاك المنتظم للأسماك له تأثير إيجابي على توازن الغدة الدرقية، ويسهل الحفاظ على وزن صحي للجسم، ويقلل من حجم الزيادات المرتبطة بالعمر في ضغط الدم.
كما أن تناول السمك قد يحسن توازن الغلوكوز مما يساعد على الوقاية من مرض السكري ومتلازمة التمثيل الغذائي، وله تأثير إيجابي في الحفاظ على كتلة العضلات من الفقدان بين كبار السن.
المصدر: الجزيرة نت
أقرأ ايضاً
- دراسة: تناول البيض قد يحسن صحة الدماغ ويخفض الكوليسترول
- الخضار الأعلى كثافة بالمغذيات
- تركز على الحاسوب والرياضيات والهندسة العتبة الحسينية: خريجو مدارس "STM" سيصبحوا بصمة سوق العمل في العالم