في ظل فقدان مجلس ذي قار لمبناه السابق، خلال تظاهرات 2019، وحسم النتائج النهائية للإنتخابات المحلية، مازالت ذي قار من أكثر المحافظات جدلا لصعوبة التكهن بما ستحمله أيامها المقبلة.
وفي خطوة حكومية جديدة لمد جسور الثقة التي فقدها المواطنين بسبب السياسات السابقة، وصل رئيس الوزراء محمد السوداني، اليوم الاثنين، إلى محافظة ذي قار في زيارة هي الأولى منذ الانتخابات المحلية، وذلك لافتتاح عدد من المشاريع.
اذ ذكر المكتب الإعلامي لرئيس مجلس الوزراء في بيان تلقته وكالة نون الخبرية، أن "السوداني وصل إلى محافظة ذي قار لافتتاح عدد من المشاريع التنموية ومتابعة الأوضاع الخدمية والاقتصادية للمحافظة".
يشار إلى أن مقرات الأحزاب السياسية في ذي قار لاتزال رماداً منذ حراك تشرين الأول 2019، حيث لم تشهد الانتخابات الحالية أو البرلمانية السابقة، أي دعاية انتخابية، سواءً على صعيد الصور في الشوارع أو إقامة مؤتمرات بعد تهديدات المحتجين، حيث لجأ المرشحون إلى مواقع التواصل الاجتماعي لشرح برامجهم الانتخابية واللقاء الإلكتروني مع بعض الناخبين.
إلى ذلك نظم العشرات من خريجي الجامعات في ذي قار، اليوم الاثنين، تظاهرة أمام مبنى ديوان المحافظة بالتزامن مع زيارة رئيس الوزراء محمد السوداني إلى المدينة.
وقال مصدر مطلع، إن "العشرات من الخريجين نظموا تظاهرة أمام مبنى ديوان المحافظة لمطالبة رئيس الوزراء الذي يقوم بزيارة ذي قار حاليا استثنائهم من شروط الترشيح لعقود الـ9 آلاف درجة وظيفية المخصصة لأبناء المحافظة، بعد أن مضى على تظاهراتهم أكثر من 3 سنوات".
وتعد ساحة التظاهرات في محافظة ذي قار التي يبلغ عدد نفوسها مليونين و226 ألف نسمة، واحدة من أسخن الساحات في العراق منذ 2019 حتى دخول أنصار التيار الصدري على ساحة الحبوبي، مركز التظاهرات هناك، في الـ27 من تشرين الثاني 2020 وقيامهم بإحراق خيمهم ومقتل تسعة متظاهرين وإصابة العشرات فيها.
من جهة أخرى اطلع رئيس مجلس الوزراء محمد شياع السوداني، اليوم الاثنين، ميدانياً على مشروع ملعب الإدارة المحلية في الناصرية.
وذكر بيان للمكتب الإعلامي لرئيس مجلس الوزراء، في بيان تلقته وكالة نون الخبرية، أن "رئيس مجلس الوزراء محمد شياع السوداني، أجرى اليوم زيارة ميدانية لمشروع ملعب الإدارة المحلية في مدينة الناصرية بمحافظة ذي قار".
واضاف البيان أن "رئيس الوزراء تابع ميدانياً سير العمل في المشروع الذي وصل إلى نسب إنجاز تجاوزت 72 بالمئة، واطلع على الجدول الزمني للتنفيذ وتطابقه مع مراحل العمل، الذي من المتوقع أن ينتهي منتصف العام الحالي".
وأفرزت نتائج الانتخابات حصول الأحزاب التقليدية على 61 بالمئة من مقاعد مجلس ذي قار، البالغ عددها 18 مقعدا، وفي مقدتهم تحالف نبني وائتلاف دولة القانون وتحالف قوى الدولة الوطنية.
وكان متظاهرون شاركوا في "انتفاضة" تشرين وقبيل الإعلان عن إقامة انتخابات مجالس المحافظات، أعلنوا مقاطعتهم للعملية الانتخابية، لافتين إلى أن أي كتلة سياسية ناشئة تدعي انبثاقها من ساحة التظاهر فهي لا تمثلهم، لأن المطلب الأساسي هو إلغاء مجالس المحافظات التي يرونها "حلقة زائدة" وبابا من أبواب الفساد.
بدوره افتتح رئيس الوزراء محمد شياع السوداني، اليوم الاثنين، أولى الأبنية المدرسية النموذجية ضمن مشروع الاتفاق العراقي الصيني في حي سومر بمدينة الناصرية والتي تضمنت 12 صفاً"، مؤكدا "المضي في مشروع المدارس الذي سيشتمل 106 مبانٍ مدرسية في محافظة ذي قار، من بين 1000 مبنى مدرسي في عموم العراق".
أقرأ ايضاً
- انتخاب المشهداني "أحرجه".. هل ينفذ السوداني التعديل الوزاري؟
- تحالف السوداني والصدر.. "جس نبض" أم تهديد لـ"الإطار"؟
- فضيحة التنصّت.. هل يدفع السوداني الثمن؟