بقلم: علي حسين
الحمد لله سيجد كاتب "حاقد" مثل جنابي، أن سوق الكتابة الساخرة سيزدهر في العراق خلال السنوات القادمة، وسأحاول أن أنافس عمنا حسن العاني شيخ الساخرين، الباحث عن النكتة كيفما تقلبت به الظروف وتغيرت به الأحوال.
فبعد أن حصدت شقيقة عالية نصيف أعلى الأصوات في بغداد، وتمكنت شقيقة ناهدة الدايني من أن تحصل على كرسي مجلس محافظة بغداد وبأعلى الأصوات أيضا .. فيما بشرنا أربعة محافظين بأنهم حصلوا على أعلى الأصوات في محافظاتهم بعد أن حولوا هذه المحافظات إلى مدن تنافس سنغافورة وأبو ظبي وتجعل من طوكيو مجرد زرق ورق أمام محافظة المثنى.
ولأن فصول المهزلة لا يمكن لها أن تتوقف فقد نصحنا السيد فائق الشيخ علي مشكوراً بأن نتمسك بمحمود المشهداني، والأسباب كما شرحها لنا السيد فائق، تتعلق بخبرة المشهداني في إدارة سوق البرلمان.
وسنجد في انتخابات مجالس المحافظات مشاهد كوميدية ساخرة يقف الفرنسي "موليير" عاجزاً عن مجاراتها .. تخيل جنابك أن إحصائية مفوضية الانتخابات تخبرنا بأن "600 مرشح صوت له أقل من 10 ناخبين" والأكثر كوميديا وجود 40 مرشحاً لم يصوتوا لأنفسهم، وكانت نتائجهم صفر.
والحمد لله مع وجود مشعان الجبوري لا أعتقد أنّ هناك من يصاب بالملل، وهو يتابع أخبار غزواته الفضائية، المواطن يشاهد كل يوم المساخر التي تحدث في دهشة وألم وقلق، ويعتقد مثلما تحاول بعض الفضائيات إيهامه، بأنّ هناك مؤامرة يقودها من يمتهنون الكتابة الساخرة على العملية السياسية، ونحن نتفق معهم، نعم هناك مؤامرة، لكنها هذه المرة ليست على العراق ولا على المواطن العراقي المسكين، وإنما على مضحكات تجربتنا الرائدة في الديمقراطية، وآثار هذه التجربة على حياتنا، فبعد 20 عاماً من الموازنات المليارية، استيقظنا على خبر مفرح يقول أصحابه إن اليابان قررت إقراضنا مبلغاً وقدره "300" مليون دولار، في الوقت الذي كان بامكان الدولة العراقية أن تقترض هذا المبلغ من السيد نور زهير وهو يتمتع بمبلغ يتجاوز الألفين ونصف الألف مليار دولار عداً ونقداً.
قبل أن تمتّع عزيزي القارئ نظرك بأسماء أعضاء مجالس المحافظات الذين عادوا ظافرين إلى مجالسهم، ارجوا ان تعرف ان جنابي لا يصر على التعريض بمرشحينا الفائزين "الأفاضل"، فما يجري هو تجاوز فن السخرية بمراحل كبيرة.
من المؤسف ألّا يظهر في ايامنا الساخرة هذه كاتبا بحجم حسن العاني الذي تنبأ قبل اعوام طويلة بان هذه البلاد ستتحول يوما ما الى "خان جغان". كتب هذا قبل ان يسمع باسم عالية نصيف بالتأكيد.
أقرأ ايضاً
- كيف يمكن انقاذ العراق من أزمته "البيئية - المناخية" الخانقة ؟
- موظف خانه التدبير
- نعمة " البصر" تطفئها " دخانية " ساحات التظاهر