- مقالات
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الوكالة، وإنما تعبر عن رأي صاحبها
الإرهاب...لادين له...عبر التاريخ /24
بقلم : عبود مزهر الكرخي
الإرهاب الصهيوني عبر التاريخ
أن الجرائم التي ارتكبها الكيان الصهيوني اللقيط منذ نشوئه ولحد الآن ، هي جرائم ضد الإنسانية ، وهي جرائم حرب وإبادة جماعية منذ نشوء هذا الكيان المسخ ، في عام(1948) وقبلها ومنذ تشريع وعد بلفور من قبل بريطانيا والتي سمحت بإعطاء وطن قومي لهم من عام(1917) ، وبمباركة الدول الغربية أجمع وكان الإرهاب الذي يجري في فلسطين إرهاب منظم ، ومن قبل منظمات كانت تقوم بها ميليشيات صهيونية والأفراد الذين يتبنون الفكر الصهيوني ضد الفلسطينيين وسلطات الانتداب البريطاني على فلسطين سابقاً (1)،(2)،(3). وكان منفذي معظم هذه الأعمال ضد المدنيين، منظمات الهاغانا، الإرجون (أو «إيتسل») وليحي (أو «عصابة شتيرن» كما ورد اسمها في السجلات البريطانية ) .
ولهذا كان مقالي اليوم أكتبه عن ما يحصل من إرهاب في غزة وفي وقتنا الحالي ، لأنه لا يمكن وصف الجرائم التي ارتكبها ويرتكبها الجيش الصهيوني في قطاع غزة إلا بأنها "إرهاب دولة منظم"، وهو ما دفع دولة بوليفيا إلى تصنيف الكيان الصهيوني على الأرض الفلسطينية المحتلة بأنه "دولة إرهابية"، وأن الممارسات التي تقوم بها في حق الشعب الأعزل ممارسات إرهابية وهذا التصنيف كان في عام(2014)وما جرى في غزة من مذابح وقتل وقصف بالطائرات في ذلك العام.
وكل ذلك يجري هذا الإرهاب المنظم ومن مذابح في فلسطين المحتلة منذ نشوء إسرائيل اللقيطة ولحد الآن من مذابح ليس فقط على أسس قانونية فقط ، بل يرتكز أساسا على أسس أصلب وهي الأسس الأخلاقية، والأسس القانونية ليست سوى بوابة مفتوحة نحو أروقة المحاكم الدولية ودهاليز المنظمات الدولية ومتاهات حقوق الإنسان التي تنتهي عند عصا الفيتو الأميركي الغليظة ، وهذه كلها مساحيق تجميل من اجل تجميل الوجه البشع والقبيح للاستعمار العالمي.
أما الأسس الأخلاقية فكشف أمام الضمائر الحية في هذا العالم عن جرائم "الدولة الديمقراطية الوحيدة في الشرق الأوسط" وشركائها من "الصهاينة العرب"، كشف الجرائم هذا لن يزيد القضية الفلسطينية العادلة إلا رسوخا في الوعي الإنساني باعتبارها أنصع صراع ضد الاحتلال الاستيطاني في العصر الحديث.
لأنه هناك صهاينة وحكام عرب هم صهاينة ولحد النخاع ، وهم من يعطون الكارت الأخضر إلى الكيان الصهيوني ، فيما تقوم به من جرائم ومذابح وخصوصاً في غزة الآن.
ولو استعرضنا تاريخ العصابات الصهيونية وما قامت به من مذابح وجرائم حرب يندى لها جبين ، ولكن كلها تجري بمباركة العالم أجمع وبدون اي استثناء.
ولنأخذ مثال بسيط على هذا الإرهاب الصهيوني المنظم وفي مذبحة دير ياسين هي عملية إبادة وطرد جماعي نفذتها في نيسان 1948 مجموعات الإرغون وشتيرن الصهيونيتان في قرية دير ياسين الفلسطينية غربي القدس. كان معظم ضحايا المجزرة من المدنيين ومنهم أطفال ونساء وعجزة، ويتراوح تقدير عدد الضحايا بين 250 و 360 حسب المصادر العربية والفلسطينية، و109 حسب المصادر الغربية (4).
ولم تكتف العناصر اليهودية المسلحة من إراقة الدماء في القرية، بل أخذوا عدداً من القرويين الأحياء بالسيارات واستعرضوهم في شوارع الأحياء اليهودية وسط هتافات اليهود، ثم العودة بالضحايا إلى قرية دير ياسين وتم انتهاك جميع المواثيق والأعراف الدولية حيث جرت أبشع أنواع التعذيب، فكما روى مراسل صحفي عاصر المذبحة : «إنه شئ تأنف الوحوش نفسها ارتكابه لقد اتو بفتاة واغتصبوها بحضور أهلها، ثم انتهوا منها وبدأوا تعذيبها فقطعوا نهديها ثم ألقوا بها في النار».
ولقد اتفق الكثير من الصحفيين الذين تمكّنوا من تغطية مذبحة دير ياسين أن عدد القتلى وصل إلى 254 من القرويين. وكانت مذبحة دير ياسين عاملاً مهمّاً في الهجرة الفلسطينية إلى مناطق أُخرى من فلسطين والبلدان العربية المجاورة لما سببته المذبحة من حالة رعب عند المدنيين. ولعلّها الشعرة التي قصمت ظهر البعير في إشعال الحرب العربية الإسرائيلية في عام 1948. وأضافت المذبحة حِقداً إضافياً على الحقد الموجود أصلاً بين العرب والإسرائيليين.
مذبحة الطنطورة
الطنطورة هي قرية التي كانت تقع بالقرب من حيفا. وكان عدد سكانها يبلغ حوالي 1500 في عام 1945. نفذت المجزرة في الليلة التي ما بين 22 و 23 مايو عام 1948 على يد لواء الإسكندروني التابع لجيش الدفاع الإسرائيلي، خلال حرب 1948، وقد قتل في المجزرة ما بين 40 وحتى أكثر من 200 فلسطينيون (5).
تختلف مذبحة الطنطورة عن سائر المذابح السابقة في فلسطين، ليس لحجم الضحايا فقط ولكن كونها جريمة ارتُكبت على يد جيش إسرائيل، بعد أسبوع واحد من إعلان قيام الدولة الإسرائيلية. وقد اختار جيش الاحتلال هذه القرية بالذات بسبب موقعها على ساحل البحر المتوسط، وسهولة مهاجمتها متذرعين أن القرية تمثل تهديدًا لهم، واتّهموا أهلها بتحويلها لمرفأ يصل منه السلاح للفلسطينيين.
وقد استهدف الجيش الإسرائيلي القرية في ليل 22 مايو 1948 أولًا، بقصفها من البحر قبل عملية المداهمة على يد جنود الكتيبة 33 من لواء إسكندروني من جهة الشرق في نفس الليلة، وتواصل الهجوم حتى اليوم التالي حتى تمكنوا من احتلالها، وبدأت المذبحة بحق أهالي القرية غداة احتلالها مباشرة.
ارتكبت بحق مواطني القرية مذبحة بشعة في ذلك اليوم، وخاصة ضد رجال القرية. حيث أُطلقت النيران على الرجال في الشوارع وفي بيوتهم، وتم تجميعهم في مجموعات من ستة إلى عشرة أشخاص في مقابر جماعية في مقبرة القرية. وأُكره بعض الرجال على حفر خنادق أصبحت مقابرهم، بعد أن أُطلق عليهم النار ودفنوا فيها جماعات، ولم تتوقف حملة الذبح وسفك الدماء التي كان يقومون بها الجنود الصهاينة، إلا بعد وصول بعض سكان قرية زخرون يعقوب. أما تلك المقابر الجماعية فقد أصبحت الآن موقف سيارات بشاطئ موشاف دور.
أُحصيت أكثر من مائتي وخمسون جثة في ليلة الاحتلال والأيام التي تلتها، وتم طرد النساء والأطفال بعد تفتيشهم ومصادرة كل ما يملكون. وأُسِر الرجال والفتيان من سن السابعة عشر وحتى الستين عامًا في معتقلات كانت القوات الصهيونية تسيطر عليها، وتمت تصفية وقتل العديد من هؤلاء الأسرى قبل أن يتم تسجيلهم من قبل الصليب الأحمر الدولي.
في يناير عام 2022، تم عرض فيلم وثائقي عن مجزرة الطنطورة من إعداد ألون شوارتز يدعى طنطورة (اسم الفيلم بالإنجليزية: Tantura) في مهرجان صندانس السينمائي لعام 2022. في الفيلم، يقول العديد من المحاربين الإسرائيليين المخضرمين خلال مقابلاتهم إنهم شهدوا مذبحة في بلدة طنطورة، التي حدثت بعد إستسلام أهل القرية. قدم العديد من الأشخاص الذين تمت مقابلتهم أوصافًا وتفاصيل بخصوص المجزرة، وكل منهم قدر عدد الضحايا، الذين قتلوا بالرصاص، من «بضعة» إلى «عشرات» أو حتى «أكثر من 200». التقدير الأخير كان من قبل أحد سكان زخرون يعكوف الذي ذكر أنه ساعد في دفن الضحايا. وأكدوا أن جنودًا في لواء الإسكندروني قتلوا رجالًا غير مسلحين بعد إنتهاء المعركة، وأن الضحايا دفنوا بالفعل في مقبرة جماعية، التي تقع الآن تحت موقف السيارات بالقرب من شاطئ الطنطورة (الذي يدعى الآن بشاطئ دور) بالقرب من كيبوتس ناحشوليم .
وقد تم توثيق هذا الفيلم وقد ارفقت في نهاية المصادر موقع الفيلم في اليوتيوب ، لمن يريد أن يطلع عليه (6) ،(7).
وهذا غيض من فيض وهناك مذابح أخرى جرت وبدم بارد ، وهناك مذابح أخرى سوف نستعرض أن شاء الله عدداً منها في جزئنا القادم.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
المصادر :
1 ـIrgun Bomb Kills 11 Arabs, 2 Britons. New York Times. December 30, 19471 . نسخة محفوظة 12 مايو 2014 على موقع واي باك مشين.
2 ـ "Time Bomb Found in London after British hang Gruner as Terrorist in Holy Land". Google News. St. Petersburg Times. 17 أبريل 1947. مؤرشف من الأصل في 2016-05-02. اطلع عليه بتاريخ 2015-11-17.
3 ـ "The Beleaguered Christians of the Palestinian-Controlled Areas, by David Raab". Jcpa.org. مؤرشف من الأصل في 2017-10-18. اطلع عليه بتاريخ 2010-02-21. وكل المصادر من موقع ويكبيديا الموسوعة الحرة. مقالة ، باب نقاش ، إرهاب صهيوني. التاريخ : 25 مايو 2023.
4 ـ من موقع ويكبيديا الموسوعة الحرة. مقالة ، باب نقاش ، مذبحة دير ياسين. التاريخ : 27 أغسطس 2023.
5 ـ "The Tantura Massacre, 22-23 May 1948". Journal of Palestine Studies. ج. 30 ع. 3: 5–18. 2001. DOI:10.1525/jps.2001.30.3.5. مؤرشف من الأصل في 2022-09-20. المعلومات تم أخذها من من موقع ويكبيديا الموسوعة الحرة. مقالة ، باب نقاش ، مذبحة الطنطورة. التاريخ : 30 سبتمبر 2023.
أقرأ ايضاً
- معارضة مذهب التشيع.. نافذة على التاريخ
- التاريخ ليس شريفاً للغاية ..
- دور المواطن الكربلائي في التاريخ