- مقالات
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الوكالة، وإنما تعبر عن رأي صاحبها
الحسين مغناطيسية الوجود الحقيقي
بقلم: محمدعلي ابو هارون
لم يكن الحسين (عليه السلام) زعيما قبليا أو رئيس حزب أو جمعية تجارية أو شركة استثمارية .
لم تكن الأرواح التي عشقت الحسين (عليه السلام) منذ واقعة الطف الدامية والسنين التي تلتها منطلقة من دافع مادي أو مكسب ما .
مثل الحسين (عليه السلام) الذي هو غصن شجرة محمد وعلي (صلوات الله عليهم) مغناطيسية الجذب الروحي التي انصهرت فيها الأرواح التواقة للصدق والوفاء والتضحية بغير حساب .
اجل لقد انصهرت تلك الأرواح في بودقة العشق الالهي وهي ترسم لوحة الخلود مثلما مثلت اللوحة الأولى التي رسمها جده محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) وتألق فيها المنحدرون من قوميات شتى .
عمار العربي
سلمان الفارسي
وصهيب الرومي
بلال الحبشي
كانت اللوحة الحسينية تضم الاسدي حبيب بن مظاهر
وهب النصراني
ورضا الكابلي
وجون الافريقي
وعابس وبرير
وفيهم اليماني الحضرمي
والحجازي المكي والمدني
والعراقي
والشامي
والغلام التركي
والنصير الفارسي
لوحة ذابت فيها كل الانتماءات لتنصهر في العشق الالهي الذي لاحدود لجغرافيته ..
مغناطيسية الحسين
كمغناطيسية محمد وعلي (صلوات الله عليهم) .
مجتمع ذابت فيه الفوارق سمت فيه الأرواح على العرق والقبيلة والنعرات الاجتماعية والانحدارات الطبقية
تساوى فيه الغني والفقير والموسر والمعسر .
والقائد والجندي .
كانت الأرواح في صف واحد وهدف واحد وحقيقة واحدة غابت الأنا وتجسدت فيها روح إنا .
لوحة لن يجد بها الدهر الا بظهور الموعود المنتظر .
مغناطيسية الحسين (ع) هي الجذب الطبيعي الذي تتحلى به صفات المروءة والخلق السامي الرفيع .
وزع الحسين الرمز حبه الإلهي بين أهل بيته وأصحابه وأنصاره
نهل منه القريب والبعيد
الشيخ والكهل والشاب والصبي
المرأة والطفل والطير والحجر وكل شيء.
إنه انموذج راقي من الرحمة المحمدية كجده الهادي الامين .
كان الحسين (ع) وسيبقى مشعلا هاديا وعنوان صحيفة لن تقدر وسائل إعلام الدنيا أن تغيبه .
نقشت حروف اسمه ونهضته الخالدة في وجدان الأنفس الزكية والضمائر الحية. تغنت به الشعوب ووضعته أمام مسيرة حياتها
عشقته الاجيال ووقف عنده الفلاسفة والأدباء والكتاب والفنانون واستوحى من ملحمته الحماسية العازفون بالحان الحياة .
تامل شخصيته الساسة عبر التاريخ .
غاندي
ماوتسي تونغ
مانديلا
كاسترو
جيفارا
تشافيز
وغيرهم العشرات العشرات تأملوا الشخصية التاريخية ووقعوا تحت تأثير الجذب المغناطيسي لها.
انها
مغناطيسية الحسين (ع)
لم يكن من تأثروا به من مدرسته أو مذهبه أو دينه أو قوميته أو قبيلته .
انهم أحاطت بهم هالته المغناطيسية وقبس روحه الملكوتيه.
عرفته الحياة ومعاني الصدق والتضحية والدفاع عن الحق لانه جسد معنى الحياة والحرية بمغناطيسيته الفريدة
إنها مغناطيسية الحسين (ع).