حققت محافظة كربلاء المقدسة انجازا متميزا في حصاد الحنطة هذا الموسم حيث سوقت حسب التقديرات الاولية كميات تجاوزت (140) الف طن وهو معدل يفوق ما سوقته في الموسم الماضي بمقدار الضعف، وكان لمبادرات حكومية ثلاث اثرها البالغ في زيادة الغلة.

وقال مدير زراعة محافظة كربلاء المقدسة المهندس الزراعي محـمد جاسم الطيار في تصريح لوكالة نون الخبرية ان " محصول الحنطة هو من المحاصيل الاستراتيجية التي تهتم بها الحكومتين الاتحادية والمحلية، وتعتبر من المحاصيل الاساسية في الامن الغذائي القومي، وفي هذا الموسم (2022 ــ 2023) زرعت مديرية زراعة كربلاء المقدسة (200) الف دونم موزعة بين (148) الف دونم داخلة في الخطة التي شملتها توزيع المستلزمات الزراعية، واكثر من (50) الف دونم زرعت خارج الخطة لان المزارعين لم تكتمل عقودهم بسبب الاجراءات وتأخرهم في تقديم الطلبات، وقد ساهمت امور كثيرة في زيادة انتاج محصول الحنطة هذا الموسم يقف في مقدمتها رفع سعر الطن من (750) الى (850) الف دينار للطن الواحد، وهو سعر مجزي حسب تقديراتنا ودراسات الجدوى واسهم بالإسراع بالزراعة في اكبر مساحات موجودة وصالحة للزراعة داخل وخارج الخطة، لذلك ذهب المستثمرين والمزارعين والعتبات المقدسة بهذا الاتجاه وزرعت مساحات اكبر من المخصص لهم".

واضاف الطيار ان " عمليات الحصاد انطلقت في العشرين من شهر نسيان الماضي وانتهت اليوم الاثنين الثاني عشر من حزيران الجاري وانتهت عمليات التسويق لمحصول الحنطة وارتفع المنتوح بنسبة (85) بالمئة عن العام الماضي الذي حقق حصاد وتسويق (79) الف طن، بينما وصلت الكميات المتوقعة حسب التقديرات الاولية اكثر من (140) الف طن وهو منجز نفتخر به، وقد تحقق بثلاث مبادرات اطلقها رئيس مجلس الوزراء محـمد شياع السوداني اولاها رفع السعر بفارق مئة الف دينار لصالح المزارعين، وكذلك تسليم مبالغ الحنطة المسوقة الى المسوقين خلال (24ــ 48) ساعة من تجهيزها بل قبل وصول الحاصل الى السايلو، وفي كربلاء سلمت المبالغ الى المزارعين خلال (24) ساعة فقط بعد ان كان المزارع ينتظر من ستة اشهر الى سنة كاملة ليتسلم اجور حنطته".

وتابع ان "المبادرة الثانية تتضمن استلام محصول الحنطة من داخل وخارج الخطة الموسمية بأمر رئيس الوزراء بعد ان كان المزارع يضطر لبيعه على التجار او في السوق السوداء وينتظر لمدة طويلة لتصريفه، ولا يدخل بالانتاج الوطني، اما المبادرة الثالثة فكانت ايصال مستحقات الوقود الى الحاصدات في مواقع الحصاد داخل المزارع، وجميعها ساهمت بتسويق كامل المحصول باستثناء احتفاظ المزارعين بكميات البذور بعد ان حققت طفرة نوعية بالغلة، لان هذا الموسم تحقق توسعا افقيا وعموديا بانتاج الغلة، حيث وصل انتاج الغلة للدونم الواحد الى (1600 ــ 1700) كيلوغرام وبعض الاحيان وصل الى معدل (2000) كيلوغرام في الدونم الواحد بعد ان كان معدله (800 ــ 900) كيلوغرام من اجود الاصناف ومعدل (90) من الحنطة المزروعة في كربلاء المقدسة تعتمد على الآبار وطرق الري الحديثة بالمرشات المحورية، وهي عوامل جعلتنا نحصل بالانتاج الى المستوى الامثل الذي يضاهي دول العالم المتقدمة بهذا المجال".

ولفت مدير زراعة كربلاء المقدسة الى ان " العراق يحتاج الى اربعة ملايين طن من الحنطة سنويا ومن المتوقع حسب التقديرات ان يحقق هذا الموسم اكثر من مليونين و(500) الف طن، وهناك اخبار مشجعة من صلاح الدين بوفرة الانتاج وجميع المحافظات صعدت وتيرة الانتاج فيها، ومتوقع ان يصل بين مليونين ونصف المليون الى ثلاثة ملايين طن هذا الموسم، وفي كربلاء المقدسة حققنا (90) بالمئة من احتياج المحافظة البالغ (160) الف طن سنويا، وقد وصلنا الى اكثر (140) الف طن والمتبقي يعتبر نسبة قليلة، ونتوقع في العام المقبل ان نحقق زيادة من (50 ــ 80) الف طن اعلى مما تحقق هذا الموسم،".

قاسم الحلفي ــ كربلاء المقدسة