- مقالات
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الوكالة، وإنما تعبر عن رأي صاحبها
من يتحكم بمفاتيح الشرق الاوسط !؟
بقلم: عمر الناصر
يعيش العالم ما بين مطرقة سطوة الدول العظمى على فرض القرار الدولي وسندان الارادة الموجهة لتحرير الاقتصاد العالمي من الغطرسة والاستبداد واحادية القطبية، خاصة وأن منطقة الشرق الاوسط تعد قلب العالم النابض ومحور التجاذب لميزان القوى، التي تقف جميع نظريات الكون عاجزة عن حل خوارزمياته، تكمن فيه اسرار ومقومات نموه الاقتصادي وتنميته البشرية وطاقاته المتجددة المتمثلة بثلاث امكانيات وعوامل اساسية هي الموارد الطبيعية والموقع الجغرافي والتفوق السكاني المتصاعد بالرغم من الحروب والنكبات التي طمرت اجيالاً بأكملها.
لابد من ان تكون هنالك مواكبه للغة التطور السياسي والدبلوماسي الحديث، ولابد من ان يخرج المختصون والقائمين على صنع القرار من نمط الكلاسيكية المتبعة والتماهي في تحديد المواقف الى القناعة بالاندماج والانصهار والذوبان بسياسة تطور العالم المتحضر، لاجل اكتساب خبرة واقعية وعملية حية تنقل الواقع الهزيل الذي يعاني من التخبط السياسي والشعبوي الى التخطيط العلمي والاستراتيجي النافع والمدروس، لكي يسهم في ارتقاء عقول الساسة الى سلالم الانفتاح وقبول الاخر والحفاظ على النسيج المجتمعي والتداول السلمي للسلطة من خلال تقليل خطاب الكراهية.
اصبح العالم قريه صغيرة وحدوده لا تتعدى اوراق الـ A4 بفعل عوامل التكنلوجيا والذكاء الصناعي والتطور العلمي الحديث، الذي ازداد تقارباً وانفتاحاً بازدياد تقدم الوعي المجتمعي، وذلك لايعني قطعاً بأن هذا الانفتاح قد كان ايجابياً بصورة مطلقة بقدر انتاج سلبيات لم تعهدها المجتمعات الشرقية المحافظة، التي تأثرت بالميول والانتماءات السياسية بصورة مباشرة، في وقت انها اقتصرت في السابق على شريحة مجتمعية معينة مهتمة فقط بهذا النوع.
ان كل مانراه اليوم من صراع للدول الاقليمية ماهو الا عمليك هيمنة على اهم نقطة جغرافية في العالم، والسيطرة عليها تعد بمثابة امتلاك جهاز التحكم بمفاتيح الكوكب بأسره اذا ما امعنا النظر قليلاً بما هي عليه احداث اليوم وربطها بالامس، فجميع المحاور والتكتلات الاقليمية ماهي الا عملية مبرمجة لابقاء الشلل هو سيد المشهد لطاقات وحكومات هذه المجتمعات، ولانتزاع قوة الشرق الاوسط الاقتصادية التي تعد اشد فتكاً من القنبلة الهيدروجينية بنظر العم سام من جانب والسوشي الاسيوي من الجانب الاخر، قوة سياسية واقتصادية عظمى اذا ما سُخرت لها تلك المقومات باتجاهها الصحيح لبناء مجتمعات مدنية حديثة خالية من عسكرة الافراد والتكنولوجيا العسكرية كقوة ردع اقتصادية عالمية.
انتهى ..
خارج النص/ التنميه الاقتصادية هو اخطر سلاح سري للدول التي لديها ضعف في القرارات السيادية.