- مقالات
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الوكالة، وإنما تعبر عن رأي صاحبها
تحديات العولمة الثقافية –الإمبريالية-
بقلم/ حنان الزيرجاوي
العولمة الثقافية بمفهومها القديم المستهلك كانت تعني ان العالم اصبح قرية واحدة، وان الذي يحدث في المغرب يصل المشرق بضغطة زر وبكل يسر، وان الذي يحدث في الخارج يصل الى الداخل. لكن بمعناها الحديث والحقيقي هو ادخال ثقافات جديدة عن طريق برمجة عقلية نفسية تحدث في داخل العقل الباطن؛ لأنه كثرة التعرض الى شيء بالبداية يكون مرفوضا، بعد ذلك تدريجيا يعتاد عليه، وبعد ذلك يصبح هو السائد المعقول في المجتمع. وبنفس الوقت ادخال مفاهيم حديثة غير موجودة في المجتمعات ليس فقط في الدول العربية انما في اي مجتمع ثان تعده الناس نوعا من انواع التطور، وبما ان العقل الجمعي هو المسيطر دائما او غالبا على تصرفات المجتمع في الانجراف وراء هذا الانفتاح الذي يكون تحت مسمى العولمة، هو الذي جعل العولمة بمظهرها الخارجي يعدها البعض تطورا بينما هي عبارة عن غزو ثقافي مبرمج ووسائلها كثيرة منها: - استثمار الدراسات السابقة فكانت حركة المستشرقين في اجراء دراسات في الوطن العربي؛ إذ يأتون لدراسة الاحداث التي يمر بها الوطن العربي ولكن حاليا انتهت، انما يركزون على نقاط ضعف المجتمعات؛ لكي تتم مهاجمتها من خلال هذه النقاط وعن طريق برمجة هجمات الكترونية ولجان الكترونية بمعنى الذباب الالكتروني لتنشر التفرقة بين فئات المجتمع وغيرها من الوسائل. - كذلك واحدة من وسائل الابتذال الذي تمارسه بعض النساء تحت مسمى التطور، فقامت مراكز الاتجار المنحرف بعرض المرأة كسلعة ورسخوا مفهوم ان هذه المرأة هي الأنموذج الصحيح للمرأة الناجحة، واذا لم تكوني مثلها فأنت متخلفة وجاهلة وغير مواكبة لتطور العصر، وانتِ ليس لكِ مكانة وقيمة في المجتمع، وحققوا بذلك سبقا في مجال تسويق الألبسة ومواد المكياج وغيرها الكثير من الأمور التي شجعت المرأة على التسوق منها بشراهة، فحققوا هدفا اقتصاديا فضلا عن أهدافهم الأخرى، فهم يعملون ويخططون ليجعلوا لكل شيء قيمة مادية، حتى وإن كان على حساب تماسك المجتمع ورصانته. - ومن الوسائل الاخرى التي استخدموها هو التكرار في بث البرامج في السوشيال ميديا وعن طريق شاشات التلفزيون؛ افلام ومسلسلات تحمل سلوكيات خاطئة لتهديم الاسرة من الداخل والتي تعد هي الركيزة الاساس في بناء المجتمع. - التركيز على فئات عمرية حرجة من اجل انحرافهم وانهيارهم فانحرافها يؤدي الى انحراف المجتمع ونشر السلوكيات المرفوضة لدى مجتمعاتنا العربية، والتي تناقض مبادئ ديننا واعرافنا وتقاليدنا مثل: ادمان المخدرات والشذوذ الجنسي وغيرها، فهذه العولمة لم تحدث بين ليلة وضحاها انما كانت مبرمجة ومعدة ومجهز لها العديد من البرامج مثل: تصدير بعض الملابس التي تحمل الشعارات المنحرفة في الاسواق ونشر الافلام وغيرها من الوسائل المرئية والسمعية لتعتاد العين على رؤيتها وتتقبلها وهكذا الى ان تطورت وتم قبولها عند بعض الشباب على انها انفتاح وتطور وحرية شخصية واخذوا بترسيخ المفاهيم الخاطئة في اذهان شبابنا.
أقرأ ايضاً
- البحث العلمي لمكافحة التصحّر في العراق: ضرورة ملحة لمواجهة التحديات البيئية
- {كوب 28}.. والتحديات المستقبليَّة
- كوب 28 والتحديات المستقبلية