بعمامته وعكازه يخط نهجه الانساني ، العمل وخدمة العتبة الحسينية المقدسة وتنفيذ توجيهات وتعليمات المرجعية الدينية العليا هي الاقرب الى قلبه ، ساعات معدودة يحظى بها للراحة والنوم ، عشرات المؤسسات والاف المنتسبين يدير اعمالهم بحكمة وهدوء ، وفي منزله المتواضع يخصص وقتا للاطلاع على المئات من الكتب ويتابع كل صغيرة وكبيرة تخص الناس المحتاجين ، اتخذ من وصايا المرجعية الدينية طريقا لمساعدة المئات من الاطفال والنساء من جميع محافظات العراق . الشيخ عبد المهدي الكربلائي ممثل المرجعية الدينية العليا في كربلاء والمتولي الشرعي للعتبة الحسينية المقدسة وخطيب و امام جمعة الصحن الحسيني الشريف ، اشتهر بكونه اول من قرأ نص بيان فتوى المرجعية الدينية العليا بشأن الجهاد الكفائي بعد اجتياح تنظيم داعش للأراضي العراقية عام 2014 .
شخصيات غير عراقية اقتربت منه فاعربت عن اعجابها بطريقة العمل اللتي انتهجها الكربلائي ، وتعاطيه مع الاخر في تنفيذ توجيهات المرجعية الدينية العليا .
يقول الاستاذ ادريس هاني باحث ومفكر مغربي ان " النشاطات التي قامت بها العتبة الحسينية المقدسة وباشراف المتولي الشرعي سماحة الشيخ عبد المهدي الكربلائي اعمال ذات طابع عالمي وقد ارتقى بالقضية الحسينية للخطاب الكوني ومنها الانجازات والمشاريع الكبيرة المحيطة بالروضة المقدسة والتي تضج بالحياة "
مضيفا " توجد في العتبة الحسينية مراكز ابحاث ، جامعات ، مستشفيات ، اذاعات ، قنوات فضائية ، مزارع ، معامل ، وغيرها من المشاريع الاستراتيجية ، ساهمت بالتربية الاجتماعية بل تعدت الى تقديم المساعدات للمنكوبين من كوارث الزلازل في سورية وتركيا ، هذه الاعمال تعدت الاعمال الدينية التي تتبعها الاضرحة الاخرى داخل وخارج العراق ". وبين هاني " الشيخ الكربلائي وضع خططاً منذ عدة سنوات من اجل الوصول الى اعلى مستويات النجاح الذي نشاهده اليوم على ارض الواقع ، اذ ساهمت العتبة في الدفاع المقدس عن العراق وكذلك كرست جهدا كبيرا في عملية السلام من خلال العمل الدؤوب على نشر ثقافة السلام والحوار بين الاديان والمذاهب . الشيخ الكربلائي يحرص في جميع خطابات المرجعية وكذلك اللقاءات داخل العتبة على ضرورة العيش المشترك بين جميع اديان واطياف الشعب العراقي " .
المفكر المغربي ادريس هاني ذو الشيبة البيضاء كانت ملامح وجهه تدل على كلماته مبينا " اكثر ما جلب انتباهي في اعمال الشيخ الكربلائي انشاء مستشفى خاصة للأمراض السرطانية لمعالجة الاطفال من جميع مناطق العراق ، وباعمار لا تتجاوز 15 سنة ، هذا الانجاز يعد عملا انسانيا لا غبار عليه ويستحق عليه جوائز انسانية عالية المستوى . الكربلائي اثبت انه رجل يحمل الهم الانساني ، من خلال مساعدة المحتاجين وتوفير ما يستطيع من اجل ادخال البسمة على وجوههم ووجوه اسرهم " .
ادريس هاني المفكر المغربي وصف اعمال الشيخ عبد المهدي الكربلائي المتولي الشرعي للعتبة الحسينية المقدسة في كربلاء بانها " موصولة بثقافة اعمال الامام الحسين (ع) " متمنيا ان تقلد بعض الدول خطط واعمال العتبة الحسينية المقدسة .
فيما قال الشيخ الدكتور عبدالله ذيبان رئيس جماعة الرباط المحمدي في محافظة ديالى ان " الاعمال التي قامت بها العتبة الحسينية المقدسة وباشراف المتولي الشرعي سماحة الشيخ عبدالمهدي الكربلائي كثيرة ومنها اغاثة المنكوبين ومن جميع الديانات والطوائف العراقية ، وهذا دليل كبير على صفاء قلبه واحترام الاخر اذ طبق مقولة الامام علي (ع) الانسان اما اخ لك في الدين او نظير لك في الخلق " .
الى ذلك قال القاضي علي الموالى رئيس المركز الاسلامي في لبنان ان " العمل الجبار الذي يقوم به الشيخ عبدالمهدي الكربلائي المتولي الشرعي للعتبة الحسينية المقدسة عمل كبير يستحق الثناء والاحترام عليه ، اذ نشاهد في جميع المناطق توجد بصمة انسانية للعتبة الحسينية ". ووصف الموالى الشيخ الكربلائي بانه " رجل الانسانية " وقال " منذ الف عام لم ياتي متولي شرعي للعتبات المقدسة يحقق هذا الانجاز الكبير " .مضيفا " الكربلائي طبق جميع توجيهات المرجعية الدينية العليا في النجف الاشرف فساعدت تلك التوجيهات في خلق خطط واعمال كبيرة على مستوى دولي " .
فيما قال سماحة السيد احسان صالح الحكيم مدير مؤسسة الامام الحسين )ع ) للحوار وبناء السلام التابعة للعتبة الحسينية إن " سماحة الشيخ عبد المهدي الكربلائي كان ولا زال يولي اهتماما كبيرا لقضية الحوار الهادف و المثمر مع كافة المذاهب والأديان والطوائف من اجل ترسيخ ثقافة التعايش السلمي والعدالة الاجتماعية المشتركة القائمة على أسس انسانية اصيلة مستوحاة من ثقافة مدرسة اهل البيت عليهم السلام و المرجعية الدينية العليا في النجف الاشرف التي تعتبر الامتداد الاصيل لهذه المدرسة."
واضاف الحكيم " الشيخ الكربلائي طبق ذلك عملياً من خلال اقامة مؤتمرات وندوات ودعوات عديدة للمذاهب والاديان المختلفة من اجل التواصل وبناء جسور المحبة والتعاون، وكذلك تبنيه لتاسيس مؤسسات دينية وفكرية وثقافية من اجل اشاعة الوسطية والاعتدال والتسامح ومنها رعايته الكريمة لمؤسسة الامام الحسين (ع) للحوار وبناء السلام والتي تعمل وبشكل دؤوب لترسيخ القيم الانسانية والاجتماعية المشتركة " .
في صورةٍ من التآلف والإنصراف إلى عبادةٍ جماعيةٍ في صحن الامام الحسين (ع) تشاهد منظراً إنسانياً قله نظيره ، عندما ترى إمرأة تُمسك بيد ابنها ، وآخر يحضن ولده الرضيع ، وشيخ كبير ينتظر دوره ، وبينما أراقب المنظر شاهدتُ إمرأةً كبيرةً في السّنِّ تضعُ يدها على كتف طفلٍ لا يتجاوز عمرهُ الست سنوات ، واتّضح إنّها لا تُبصر والطفل الذي يساعدها ابن شهيد ، وبدت واضحةً ملامح الحُزن المُخيّمة على وجه المرأة ، وما إن إلتقت مع صاحب تلك الشيبة الذي أسموه لها بالشيخ الكربلائي ، تغيّرت ملامح الحُزن إلى فرح ، وقالت بصوتٍ منخفضٍ: الحمدُ اللهِ ، حصلتُ على ما أريد .
فيما اشادت بلاسخارات ممثل الامين العام للأمم المتحدة في العراق بعمليات علاج الاطفال المصابين بالسرطان عند زيارتها الى احدى مستشفيات العتبة الحسينية المقدسة وقالت " زرنا المؤسسة العلاجية لامراض السرطان وتأثرنا كثيرا بالمرضى الموجودين والتقينا بأطفال صغار يتلقون العلاج ، انه عمل جيد ما تقوم به العتبة الحسينية " .
يقول احمد رضا الخفاجي المنسق العام للشؤون الانسانية في العتبة الحسينية " بناء على توجيهيات ممثل المرجعية العليا والمتولي الشرعية للعتبة الحسينية المقدسة الشيخ عبد المهدي الكربلائي نستقبل الاف الحالات الانسانية من مختلف المحافظات العراقية بغض النظر عن الانتماء الديني والقومي والمذهبي ، وفي عام 2022 انفقت مؤسسة وارث لعلاج الاورام مبلغ تجاوز 16 مليار دينار عراقي لمختلف الحالات والاعمال وفي طليعتها معالجة الاطفال دون السن 15 سنة مجانا من قبل العتبة الحسينية اما ذات الاعمار الكبيرة يتم معالجتهم باسعار مدعومة البعض منهم مجانا 100% والبعض الاخر بنصف القيمة او يحصل على تخفيض وفيما يخص الحالات والمناشدات التي انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي لمقام المرجعية الدينية والعتبات المقدسة استقبلت شعبتنا 2160 حالة بمبلغ قدره 3 مليارات ونصف الميار "
مضيفا " الربع الاول من هذا العام استقبلت الشعبة شهريا من 300 الى 350 حالة بواقع 500 مليون دينار لمعالجة مناشدات مواقع التواصل الاجتماعي اي ما يقارب 1000 حالة "
وبين الخفاجي " هناك مؤشرات كبيرة هذا العام لارتفاع الاعداد والكلف ياتي هذا بالتزامن مع افتتاح مؤسسات جديدة تابعة للعتبة الحسينية ومنها حضت بتطوير وزيادة عدد الاسره منها مستشفى الامام زين العابدين بلغ عدد الاسرة 220 سرير فيما رفعت مؤسسة وارث من طاقتها الاستيعابية للأطفال ذات الاعمار من 12 سنة الى 15 سنة وكذلك هناك مبادرات مجانية اطلقتها العتبة اثناء مناسبات الائمة عليهم السلام والمناسبات الوطنية وكذلك مستشفى السفير شملت بالتوسعة والإضافات ومستشفى الامام الحسن المجتبى ومستشفى السيدة خديجة "
يذكر أن العتبة الحسينية المقدسة تستقبل يوميا المئات من الحالات والمناشدات الإنسانية في موقع الصلاة، واللقاء بممثل المرجعية الدينية العليا، والمتولي الشرعي للعتبة الحسينية الشيخ عبد المهدي الكربلائي داخل الصحن الحسيني الشريف، ويتم تقديم أفضل الخدمات الطبية والصحية والعلاجية والإنسانية لهم، حيث تشمل الخدمات مواطنين من مختلف محافظات البلاد.
-قاسم الكعبي
المصدر/ المواطن
أقرأ ايضاً
- توجيه للسوداني قد يجد لها حلا :مناطق البستنة في كربلاء يعجز الجميع عن بناء مدارس لابنائها الطلبة فيها
- الفساد يقضي على هور الصليبيات جنوبي العراق
- آلاف الشركات الوهمية بالعراق مسجلة بأسماء "مغفلين" تهرباً من الضريبة