بقلم: رعد العراقي
ربّما من الغرابة أن نهبط بأجنحة الأحلام الى حيث أمنية معانقة الألقاب العربيّة أو حتى تحقيق ظهور مُشرّف بعد أن عجزت منظومة إدارة الكرة العراقية في حلّ لغز التراجع الخطير في بنية الأداء الفنّي وانحسار المواهب واهتزاز الثقة بالنفس التي هي من تسبّبت في انحدار سقف الطموح والأحلام قبل كلّ مشاركة.
لا مقارنة بين الماضي والحاضر بعد أن عجزنا أن نحافظ على تاريخ كرتنا حين كانت تواجه الفرق العربيّة والآسيويّة على صعيد المنتخبات والأندية، فكانت الرقم الأصعب دائماً إن لم تحقّق الألقاب فإنها لا تبتعد عن المنافسة عليها.
وربّما العودة لأرشيف جميع المسابقات يؤكّد ما ذهبنا اليه، فقرعة كأس الملك سلمان للأندية الأبطال (البطولة العربية) التي يُنظّمها الاتحاد العربي لكرة القدم، والتي جرت أمس الأول (الإثنين) في العاصمة السعودية الرياض هي من استفزّت مشاعرنا وفرضت قساوة طرح رؤيتنا في المقارنة بين زمن التألق والسطوة الكروية وبين زمن استجداء الظهور المُشرّف ومزاحمة الأندية العربيّة التي قطعت اشواطاً كبيرة في إثبات قوّتها الفنيّة ونجاحها في اقتحام عالم الاحتراف الحقيقي.
تاريخ البطولة بنظامها القديم سجّل حصول نادي الشرطة على أوّل لقب له بعد فوزه في المباراة النهائيّة على نادي النجمة اللبناني عام 1982 في حين كسب نادي الرشيد اللقب ثلاث مرّات وهو رقم قياسي يشاركهُ فيه نادي الترجّي الرياضي التونسي فقط.
ومع تصاعد أهميّة البطولة والتغييرات في نظامها الأساس بدأت الأندية العربيّة تبحث عن حصد اللقب وما يتبعه من عوائد ماليّة كبيرة وشهرة في وقت سجّل مقياس مشاركة الأندية العراقيّة تراجعاً وانحساراً في فرص المنافسة لتأتي النتائج بخيبة أمل لم تفلح تلك الأندية برغم جماهيرتها من الوصول لمراحل متقدّمة في البطولة أو ترك بصمة مميّزة في الأداء أو على مستوى النتائج.
المشاركة المُرتقبة لممثلي الكرة العراقية تتمثّل في كلّ من نادي الشرطة المتأهّل مباشرة لدوري المجموعات التي وضعته القرعة في المجموعة الأولى الى جانب نادي الاتحاد السعودي والترجّي التونسي وفريق آخر سيتأهل من الدور التمهيدي.
بينما سيكون نادي القوة الجوية بمواجهة الشباب السعودي في الدور التمهيدي الأول بحثاً عن الفوز، ومن ثم مواجهة الفائز من لقاء المريخ السوداني وتشرين السوري للصراع على حجز بطاقة التأهّل لدوري المجموعات ليكون ضمن المجموعة التي تضمّ النصر السعودي والزمالك المصري وفريق آخر سيتأهل من الدور التمهيدي.
نظرة منصفة لما سيكون عليه مشوار القيثارة الخضراء والصقور في البطولة تضعنا أمام حقيقة لا مفرّ منها تؤكّد أن المهمّة ستكون صعبة ومعقّدة للغاية وتحمل الكثير من المجازفة إن راهنت إداراة الناديين على دخول المعترك الكروي بذات التخطيط والحسابات السابقة في كلّ مشاركاتها الخارجيّة، وركنت الى تكرار منهج الإعداد السريع واعتماد ذات النوعيّة من اللاعبين سواء المحترفين أم المحلّيين ممّن يشاركون في دوري النخبة من دون إجراء تقييم فنّي دقيق يُتيح لهم استقطاب لاعبين على مستوى عال لتعزيز صفوف الفريق وصولاً الى توليفة متجانسة بإمكانها مواجهة الخصوم بثبات وأداء فنّي يرتقي لأهمية وقوّة البطولة، وإلا فإن ما حصدته الأندية العراقية من خيبات أمل في كلّ مشاركتها خلال السنوات الماضية سيتكرّر بالتأكيد.
المسؤوليّة ستكون على عاتق إدارتي الشرطة والقوّة الجويّة ومحكّ حقيقي لكفاءتهم من خلال الإسراع بالتجهيز والإعداد الدقيق وضمان العبور من طموح الألقاب المحليّة نحو الإنجاز الخارجي وحمل راية الكرة العراقيّة بالظفر بلقب عربي غائب منذ سنوات طويلة جداً وخاصة أن الناديين يمتلكان قاعدة جماهيريّة واسعة ستكون داعمة ومساندة لهما مثلما نأمل أن يبادر اتحاد الكرة بتقديم الدعم اللوجستي من تسهيل إجراءات النقل وغيرها والتحرّك نحو توفير أموال إضافيّة من الجهات الحكوميّة للناديين تُخصّص لإعدادهم لهذه البطولة التي نحلم أن تعود للحُضن العراقي.
أقرأ ايضاً
- فازت إسرائيل بقتل حسن نصر الله وأنتصرت الطائفية عند العرب
- الفراغ التشريعي بشأن قوانين تملك العرب والأجانب للأموال المنقولة في العراق
- مؤتمرات القمم العربية .. الجدوى والنتائج