- مقالات
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الوكالة، وإنما تعبر عن رأي صاحبها
الشاب العراقي على مستوى عال من التفنن ..؟
بقلم: حيدر عاشور
ثبت ان الشاب العراقي يمتلك شخصية معقدة، ومتعددة الجوانب، متشعبة المناحي، غرائزية الطموح بتعدد الوجوه، منها حب التظاهر، والجوع الجنسي، وسوء فهم الحياة ما بين الديمقراطية وإشكالية الحرية.
العالم مقبل على حروب –عولمية- والشعب الذي لا يعرف العقل يعتمد على لعبة النرد (الزار)، وبما أن الشعب أساس الدولة فيبدأ التثقيف في المناهج التعليمية لكسب العلم والثقافة وغرز قيم ومبادئ الإنسان في داخل كل فرد من أفراد المجتمع، ولكن في العراق بدأت تظهر أمراض نفسية عجيبة والمصيبة من عقر دار التعليم وفي عمق مؤسسات الدولة حتى خلق جيل ملقح بالفساد ومتمرس على العنف والنصب والاحتيال، فشاعت ثقافة القلق لدى الشاب العراقي الطموح.
لامست بشكل شخصي أنواعاً مختلفة من الشخصيات الغرائبية في أطباعها وازدواجيتها في فهم المفاهيم أو الادعاء في فهمها، وكانت هذه الملامسة هي بمثابة احتكاك مباشر مع الشباب والاقتراب من عمق تصرفاتهم وتفكيرهم وهواجس طموحاتهم وهمومهم باتجاه المستقبل فتغلغل القلق فيهم حتى فقدوا التمتع بالراحة الفكرية والاطمئنان النفسي وهذه الظواهر لها أسبابها في خلق القلق وتختصر بفارق الواقع العراقي ومطامحهم.
الشاب العراقي يعيش واقعه الحالي فيرى عظم التقصير وكثرة الأخطاء وبُعد الحقيقة، وهو يقارن بين واقعه وواقع المؤامرات التي يحيكها قادة البلاد أحدهم ضد الآخر لتصل حد القتل المجاني... فيشعر بقلق مرير مؤلم وهو يرى ويسمع مصير بلده ومستقبل شعبه بيد متخلفين وحاقدين على العراق من الجنسيات المختلفة ممن ولاؤهم لأسيادهم رغم عراقيتهم، فبعضهم إسرائيلي الهوى أو أمريكي الهوى أو خليجي الهوى أووووو.
المشكلة يبدأ القلق الأكبر في المراحل الأولى من الدراسة الجامعية وصناع الأكاديميين أكثر قلقاً وتخلفاً من الشاب الأكاديمي نفسه بل أغلبهم هم من يزرع بذرة القلق في صميم الشاب الطموح فيفقد توازنه فيبصر الشاب شعوراً قلقاً بشخصيته؛ لأنه يعيش في بلاد. الرزق فيها غير مضمون، والاستقرار غير موفور, والصحة سيئة, والجهل مخيم, والمستقبل مجهول, والعدالة ميزانها مخروم؛ فيتراكم القلق في عقولهم.. فيضعون أيديهم بأيادي الشيطان لا مناص.. والذي أقلقني حتى خضت هذا التشاؤم والتحامل على صفات الشاب العراقي هو الوصول إلى عدم التفريق الدقيق بين الحرية والوقاحة؛ والحرية والفوضى التي انتشرت في أوساط الشباب بشكل عام وعلى مستوى عال من التفنن، يجمع في عقله الصغير أنواع الكذب والخداع والخوف من الأخر.. نجد في (ترابين) محلات المدينة وأحياءها من يتجول للبيع والشراء والتلصص على أعراض الناس والتهيؤ في بعض الأحيان للسرقة السريعة.. مثال ذلك (الستوتات) التي تحمل أكثر من شخص، والجديد تصليح الطباخات داخل المنازل، قمة في (التقفيص) قفاصة ببراعة يقول لك شكل ويطلب شكل والعشيرة حاضرة للدفاع عنه ان لم تعطيه ما يطلب.. ناهيك عن طرق الأبواب بحجة الحاجة، وهن شابات في عمر الورد ولكنهن خطرات من ناحيتين، الأولى كشف البيت والثانية اتهام الشاب بفعل لم يفعله.
علم غريب يفقد المصداقية، بسبب فوضى القانون وقلة الدوريات الشرطة في المناطق.. نحتاج الى تفعيل قانون الحماية المناطقية والمكانية.. المواطن البسيط يقع في بلوعة النصب الدائم والقانون يجرمه ويحمي الحرامي لأنه يقسم بالمصحف كذب.. تحت عنوان القانون لا يحمي المغفلين. لذلك تفننوا في بالحيلة والنصب.
اعتقد لن تتوقف هذه الظواهر المعيبة إلا ان تظهر الحكومة العراقية بمظهر القانون المدني الذي يحمي الجميع ويرعى الشباب وينظر اليهم نظرة أبوية تنقلهم مما هم فيه من ضياع ديمقراطي وتضعهم على الطريق الصحيح من خلال فتح أبواب مستقبلية تمنحهم الثقة في بناء المستقبل.. فالمستقبل القادم مرهون بثقافة شباب الجيل الجديد.
أقرأ ايضاً
- الآن وقد وقفنا على حدود الوطن !!
- الآثار المترتبة على العنف الاسري
- توقعات باستهداف المنشآت النفطية في المنطقة والخوف من غليان أسعار النفط العالمي