بقلم: محمد حمدي
أبدعت فرق شرق أسيا في مونديال العالم ووقّعت حضورها القويّ بتأهل منتخبات اليابان وكوريا الجنوبية ومعها استراليا التي تحسب على شرق آسيا أيضاً ووصلت ببسالة الى الدور الاقصائي، وكان ظهور منتخبات السعودية وإيران رائعاً بالرغم من الوداع المؤلم، ونالا إشادة واسعة جداً وإن يكن طرفهم الثالث بطل آسيا منتخب قطر لم يظهر بما هو متوقّع منه مع كلّ ذلك يمكن أن نسجّل الظهور اللافت للقارة الآسيوية وفرقها والتطوّر الهائل بالمستوى الذي يدفعنا الى المقارنة الضرورية مع واقع منتخبنا الوطني الذي ينتظره استحقاق كأس آسيا نهاية العام المقبل ويدعونا لأن نضع علامات استفهام كثيرة حول مصيره وتراجعه كنتيجة طبيعيّة لتراجع الدوري الكروي، وضُعف منظومة الفئات العمريّة التي يجب أن تؤخذ بنظر الاعتبار، إذ لا يمكن أن نبقى مراوحين ويسبقنا العالم بخطوات كبيرة جداً قد تشهد التقهقر الى أسفل سلّم التصنيف، ونعتقد أن هذا الموضوع بحاجة الى جلسة جادّة وعلاج صريح يعيد لنا الأمل.
الشباب ينتصر
ملاحظة مهمّة مع انتهاء دور المجموعات في مونديال الدوحة 2022، وهو الظهور القوي للشباب بأعمار 22 سنة فما دون، وجسّدت هذا الحضور فرق أمريكا والمكسيك وكندا ونوعاً ما منتخبات إسبانيا والبرازيل، فضلاً عن بروز اللاعبين الصغار في السنّ للمنتخبات الأخرى وأفول نجم الكبار بما لا يدع مجالاً للشكّ بأن المقبل هو الاعتماد على هذه الفئات التي تصنع الفارق بفعل القوّة واللياقة والاندفاع، وسنشهد هذا التحوّل الكبير على مستوى الأندية أيضاً واتساع ظاهرة التمثيل الشبابي.
وداع بطعم الحنظّل
وداع مرير سجّلته منتخبات ألمانيا وبلجيكا والأوروغواي سيكون الأبرز والأهم خلال المونديال الحالي، الأمر الذي يثبت أن لا كبير أمام الكرة ومفعولها السحري والتعكّز على التاريخ هو من الماضي الذي لا يغني عن شيء يذكر، ومن الممكن أن نشهد وداع كبار آخرين في الدور الاقصائي، ولا وجود للمفاجأة أبداً في ذلك، فالعطاء يشير الى أن منتخبات المغرب واليابان والسنغال وكوريا الجنوبية وأستراليا قدّمت ما تستحقّ الوصول اليه ولا غرابة في استمرار تألّقها ووصولها الى أبعد من ذلك بكثير.
ما بعد المونديال!
تابعتُ عدداً كبيراً من الصحف والمواقع الخبريّة الرياضيّة حول العالم في أستراليا وإنكلترا والولايات المتحدة، وما أذهلني هو ذلك الاجماع الكبير الذي يُشيد بإدارة البطولة الحاليّة وتميّزها على جميع المستويات، ويذهب البعض أكثر من ذلك بأن يؤيّد صحّة الرأي القائِل أن معضلة المقارنة مع مونديال الدوحة النموذج ستكون حاضرة في جميع بطولات العالم الإقليميّة والقاريّة على حدّ سواء، ومن يريد أن يتسلّق سلم النجاح لابدّ أن يجتهد للوصول الى الدرجة التي بلغتها الدوحة من المستوى الرفيع والتنظيم الرائع والحضور المتميّز بمقياس الجودة العالمي، فالدرس القطري لابدَّ له أن يكون حاضراً أمام الجميع بلا استثناء.