- مقالات
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الوكالة، وإنما تعبر عن رأي صاحبها
شيعة العالم والسيستاني - العتب على السيستاني ! - الجزء السابع
بقلم: غالب حسن الشابندر
العتب على السيستاني !
كثيرا ما نسمع عتبا على السيد السيستاني، مفاد هذا العتب بصيغته العامة: (لماذا لا يتحرك السيد ضد الفاسدين؟)، صدر ويصدر هذا العتب من بعض عامة الناس، كذلك من جهات سياسية نافذة، ومن الظريف حقا ان بعض هذه الجهات متهمة أساسا بالفساد !
واذا كان هذا العتاب يصدر عن حسن نية وايمان فان دوافع اخرى تكمن وراءه، الهدف منها اظهار السيد السيستاني وكأنه متواطئ مع الفاسدين او حتى مستفيداً منهم.
واذا ما كان الجواب: ان السيد السيستاني ندد بالفساد والمفسدين وطالب بالقضاء على الفساد وضرب المفسدين ينبري بعضهم للتقليل من قيمة هذا الموقف، وفيما تسأله عن الموقف المطلوب يجيبك بكل هدوء:
ان الواجب على السيد ان يذكر اسماء هؤلاء الفاسدين علناً، ويطالب بتجريمهم صراحة، وبالتالي: اذا كان لدينا الف اسم فاسد فالواجب على السيد السيستاني ان يذكرهم جهاراً علناً، ويطالب بمحاكمتهم جهاراً علناً كذلك !
وطبقا لهذا (المنهج العلمي الانقلابي) المفروض على السيد السيستاني ان يصدر كل اسبوع قائمة تجريم بالعشرات، لان الفساد في العراق تحول الى ثقافة ومرض.
وكما قلت: ان دوافع هذا العتاب تتراوح بين البساطة والخبث في التفكير والهدف.
ان هؤلاء يريدون من السيد السيستاني التفكير حسب مقاييسهم فيما كانوا صادقين، وفي الجهة المقابلة يريدون للسيستاني ان يكون يافطة دعاية سياسية مضادة او انحيازية.
إن السيستانية ليست سوق اعلانات؛ ولا يافطة ترويج ايجابية او سلبية، بل هي منهج وتربية.
تصوروا لو ان السيد السيستاني اصدر بيانا سمّى به فلاناً متهماً اياه بالفساد ماذا ستكون النتائج؟
ليس بالضرورة سيكون ذلك حلا، ثم سينهال الطلبات بتجريم هذا وذاك، وسوف يتحول اسم السيستاني بل السيستاني نفسه الى رقم ملموز مهموز.. وعندها تكون الكارثة.