- مقالات
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الوكالة، وإنما تعبر عن رأي صاحبها
مسير الأربعين والعشق الحسيني ـ الجزء الأخير
حجم النص
بقلم : عبود مزهر الكرخي
وبعد أن أشرنا الى ملاحظاتنا حول زيارة الأربعين لا بد من وقفة لتأشير ما يمكن تلافيه من السلبيات التي رافقت هذه الزيارة وعدم الوقوع في الزيارات القادمة :
1 ـ يجب أن تضع الحكومة وكل الجهات الساندة والتي تعمل في ادارة هذه الزيارة هو عمل خطط مستقبلية وتكون هناك :
أ ) خطط تكتيكة ووقتية لتجاوز كل الاخفاقات التي ترافق هذه الزيارة.
ب ) خطط متوسطة وهي أعداد وحسابات مستقبلية لأعداد الزوار واحتمالات توسعها وعلى ضوء ذلك ، أعداد بنى تحتية ودراسات متكاملة لاستيعاب كل تلك الملايين من الزوار واحتمال زيادتها سنة بعد أخرى ، وهذا احتمال وارد بل وبكل تأكيد وتكون زيادات مليونية كبيرة وضخمة.
ج ) خطط بعيدة المدى من أجل توفير بنى تحتية متكاملة وذات جدوى اٌقتصادية تكون من الأسس المهمة لاستيعاب كل تلك الحشود المليونية وفي كل الزيارات التي تكون على مدار السنة للأئمة الأطهار الموجودين في بلدنا.
2 ـ وعطفاً على النقطة ، يتم تشكيل هيئة خاصة تكون مختصة في إدارة كل الزيارات المليونية وتكون مسؤولة عن تلك الزيارات ، وهذه الهيئة موجودة وهي هيئة الحج والعمرة ، وهذه الهيئة فيها من الكادر الوظيفي الكافي ، وهي هيئة مستقلة ولها ميزانية خاصة بها ، فلا يوجد مانع في أن تكون مسؤولة عن تلك الزيارات وخصوصاً الأربعينية ، مضاف اليها ادارة ملف الحجيج والحج والعمرة وملف الحج هو يكون في السنة مرة وهذه الهيئة الضخمة مخصصة لهذا الجهد السنوي فقط مع ملف العمرة والذي كما هو معروف يدار من قبل شركات السفر والسياحة المختصة بذلك ، ولهذا لابد من وجود هيئة خاصة تدير عمل الزيارات والزوار سواء في الداخل وحتى في الخارج.
3 ـ ويتم أعداد ذلك وبكل حرفية ومهنية ومن خلال لجان متخصصة وأكاديمية وذات خبرة عالية في هذا المجال ليتم بعدها تشكيل هذه الهيئة والأهم من ذلك أن تكون هذه الهيئة بعيدة عن التجاذبات السياسية والمحاصصة وبكل موظفيها ودوائرها وأقسامها ، ويكون عملها هو مخصص لخدمة الزيارات المليونية وبضمنها زيارة الأربعين وإعداد كل الدراسات والخطط اللازمة لإدارة هذه الملفات الضخمة والمهمة ، لأنه عندما تخضع هذه الدائرة لأهواء الأحزاب وقادتها تصبح هيئة لا عمل لها إلا خدمة أحزابها ورؤسائهم الذين ينتمون الموظفين إليها ، وخير دليل على ما نقول هو عمل مفوضية الانتخابات وحقوق الإنسان وحتى هيئة الحج والعمرة والتي أثبتت فشلها لأنها قائمة على المحاصصة الحزبية والطائفية والعرقية.
4 ـ ومن هنا يجب تكون لها ميزانية خاصة بهذه الهيئة ولها حسابات ختامية وتكون عليها رقابة دقيقة وصارمة ، وحبذا أن هذه الجهة الرقابية من قبل المرجعية وبأشرافها لكي نضمن سيرها على الطريق الصحيح ، وهذه الهيئة هي التي تتولى أعداد الخطط والبرامج وبناء البنى التحتية ومن قبل كادر علمي متخصص وأكاديمي ، وتكون مشرفة على كل الزيارات المليونية ويكون هناك إشراف ميداني وعملي على ما تقوم به الهيئة ومن قبل كوادرها وموظفيها وخصوصاً أيام الزيارات والتنسيق مع كافة الجهات ذات العلاقة.
5 ـ العمل على تحقيق الانسيابية التامة في الزيارات وحركة الزوار ، والذي يجب أن تكون غاية ومهمة تعمل عليها كل الجهات ذات العلاقة في هذه الزيارات وأهمها الأربعينية ، هو اراحة الزوار والعمل على توفير جميع مستلزمات الراحة للزائر وانسيابية تحركه ، بدل إرهاقه وخصوصاً في طريق العودة وعمل القطوعات التي لا فائدة منها ، ومسير الزائر وخصوصاً في عودته أكثر من (20)كم ، وهذه المسافة طويلة جداً ومتعبة ومرهقة وخصوصاً للنساء والشيوخ والأطفال ، وهذا ما حصل مع الزوار على طريق بغداد حيث وصل الزوار الى المسيب من أجل الحصول على سيارات النقل الأهلي.
6 ـ أهم شيء بالنسبة للعمل به هو الحفاظ على كرامة الزوار وبالذات في العودة وعدم أركابهم في الشاحنات واللوريات ، وحشرهم حشر في تلك المركبات ، التي يتم حتى أركاب النساء فيها وهذا هو مخالف للشرع والدين في كيفية اركاب هذه الفئة مضاف اليها كبار السن والذين يجدون صعوبة في الركوب في تلك المركبات العالية ، بالإضافة إلى أن هناك خطورة كبيرة في أن يتم تعلق الشباب بهذه المركبات وبوضعيات خطرة وعلى أطراف تلك المركبات وعلى الجانبين ، مما يشكل خطورة على حياة الركاب الذين يركبون اللوريات والشاحنات.
7 ـ ولهذا كان الأجدر بالحكومة وكل الجهات ذات العلاقة إنشاء مرأب كبير في كل من المحاور الثلاثة على كربلاء وتبليطه تبليط نظامي ويكون هو مرأب لسيارات النقل الخاص وعند القطوع الأخيرة التي تصل اليها الباصات ، ومن هناك يتم نقله إلى مدينة كل زائر بواسطة سيارات النقل الخاص ، والتي وبكل راحة وبدل المسير لمسافات طويلة عند عودة الزائر من زيارته ، وهو مستعد أن يركب على حسابه الخاص في تلك السيارات(اي الكيه والكوستر ... وغيرها) وليصل الى بيته سالماً وغانماً وبدون أي تعب أو تأخير ، وهذا كان ان يتم من خلال صرف تلك ال(6)مليارات دينار التي صرفها من قبل الحكومة بحجة أدارة الزيارة الأربعينية ، والتي لو أحسن صرفها أن يتم بناء هذه الكراجات للسيارات وبأحسن المواصفات ، ولكنها ومع الأسف الشديد ذهبت لجيوب الفاسدين كما ذكرنا من قبل.
8 ـ وهناك ملاحظة وجديرة بالاهتمام وهي جشع سائقي هذه السيارات من النقل الأهلي حيث يتم فرض أجور مرتفعة على الزوار وعلى الركاب ، وبالرغم من استنكار الزوار لهذا الأمر والذي فيه استغلال لزوار أبا عبد الله ، وهنا يقع اللوم على هيئة النقل الخاص والتي لا دور لها إلا في جباية الأموال من السائقين والذين يقفون عادة على مفترق الطرق ، ولا يتم محاسبة السواق و سؤالهم عن الأجرة واتخاذ بحقهم كل الاجراءات الرادعة من أجل وقف جشع السائقين وارتفاع الأجرة ، وهذا الأمر يتم السيطرة عليه من خلال أنشاء تلك الكراجات الكبيرة التي ذكرناها في النقطة السابعة وتكون هناك هيئة في باب كل كراج تسيطر وتنظيم حركة عجلات النقل الخاص ونقل الزوار الى مدنهم والحد من جشع السواق في فرض الأجور المرتفعة على الزوار.
وهذه هي بعض الملاحظات التي ذكرتها لعلها تجد لها أذن صاغية وعين ترى للأخذ بهذه الملاحظات من أجل النهوض بالزيارات المليونية وبضمنها زيارة الأربعين والوصول بها الى أكمل وجه.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أقرأ ايضاً
- ماذا بعد لبنان / الجزء الأخير
- مراقبة المكالمات في الأجهزة النقالة بين حماية الأمن الشخصي والضرورة الإجرائية - الجزء الأول
- البكاء على الحسين / الجزء الأخير