بقلم:عمر الناصر
بنظرة سريعة استطيع تعريف نظرية المؤامرة بثلاث مبادئ اساسية هي: لا شيء يحدث بالصدفة، ولا شيء يكون كما يبدو عليه، وكل شيء مرتبط ببعضه، فالمؤامرة تكون احيانا بتنسيق من قبل الحكومات واحيانا اخرى من قبل الافراد، وربما تأتي من خلال مخططات سرية او مؤامرات قتل مدبرة سواء كانت على شكل اغتيال سياسي او حادث جنائي، ومن لايؤمن بهذه النظرية فعليه ان يراجع طبيب عيون، ليتمكن من تسليط الضوء على بعض جزئيات الافكار التي حيكت لمنطقة الشرق الاوسط من قبل الغطرسة الاميركية، وبقية الدول التي تريد استغلال الموارد النفطية وتمزيق وتركيع الدول العربية الرافضة للتطبيع مع اسرائيل، او التي يحاول التنين الصيني استقطابها من خلال استراتيجيات اقتصادية لاعادة التمحور والتموضع.
وثيقة PSD -11 Strategy او ماتسمى بالدراسة الرئاسية التنفيذية 11/Presidential Study Directive-11 من اخطر الوثائق التي تم كشف النقاب عنها والتوقيع عليها من قبل باراك اوباما في ٢٠١٠/٨/١٢، تتكون من ١٨ صفحة وتتضمن بأن يتسلم جماعة الاخوان المسلمين السلطة في كل من مصر، تونس، ليبيا، المغرب، الجزائر، السودان لكي تندمج فيما بعد تحت لواء حزب العدالة والتنمية التركي وتدار جميعاً من قبل انقرة، بينما في الجانب الاخر يدار العراق وسوريا ولبنان من قبل ايران، وبهذا الحال تصبح مهمة الادارة الاميركية اسهل بالتعامل مع دولتين فقط بدلاً من كل هذه الدول.
هذا يؤكد على ان الادارة الامريكية في عهد اوباما قد وضعت استراتيجياتها في ظل وجود مراكز الفكر هناك Thinks Tank، التي ترسم الخطوط العريضة للسياسية الخارجية لواشنطن من باب التحرك الاستباقي للدفاع عن سياستها الخارجية واقتصادها لاجل بقاءها قطباً اوحد يدير الكوكب، من خلال خلق وادارة وحل الازمات وبقاء العالم ومنطقة الشرق الاوسط تحديداً، بيئة جاذبة للازمات طاردة للاستقرار الذي يخدم بصورة مباشرة وقاطعة ديمومة واستمرارية المشاريع الامريكية والاسرائيلية المعلنة والمخفية بين دول المنطقة.
هذه الوثيقة خلصت الى ضرورة اجراء تغييرات وتحولات سياسية جذرية لدى الحكومات الصديقة او الحكومات الاستبدادية المتسلطة، التي اصبحت غير مرغوب بها من قبل اميركا، لاجل دعم مشروع تنظيم الاخوان المسلمين من بين بقية التيارات والحركات الاسلامية في الشرق الاوسط.
ما حصل في ثورات "الخريف العربي" والاطاحة بأصدقاء اميركا من رؤساء اليمن وتونس ومصر وليبيا، لاجل جلب نظام سياسي جديد من التنظيم اعلاه، يعزى ذلك بسبب وصولنا الى نهاية العمر الافتراضي لجميع الرؤساء الذين جيئ بهم بقطار واحد وبمباركة امريكية، وليس ببعيد ربما يعاد مثل هذا السيناريو عن قريب، وقد تظهر لنا نسخة اخرى مطورة ومتقدمة من الانقلابات السياسية الناعمة او الخشنة، وربما ستظهر وثيقة جديدة تطال دول عربية لم تصلها بعد روائح شواء الانقلابات السابقة، ولا احد يعلم ربما ستحمل الرمز PSD-23 او PSD -24، خصوصاً اذا ما وصل منسوب ازمة الطاقة والمناخ الى مستويات خطيرة لن تكون الولايات المتحدة قادرة انذاك على حسم الموقف بسبب استمرار حرب الاستنزاف الروسية الاوكرانية، او فشلها باقناع الدول المصدرة للنفط لتعويض النقص الحاصل في الاسواق العالمية والامريكية خصوصا عن طريق زيادة الانتاج.
أنتهى…
خارج النص/ من اولويات السياسة الامريكية حماية بعض الملفات التي لايمكن لاحد تجاوزها او التقليل من اهميتها منها الملف الاسرائيلي.