رغم انه موكب يقدم مختلف انواع الاطعمة والاشربة لزائري الامام موسى بن جعفر (عليه السلام) في كل عام، كما يطعم زوار ابي عبد الله الحسين (عليه السلام) في مدينة كربلاء المقدسة بمختلف انواع الطعام المطبوخ والمشوي من ايدي اسطوات خاصين يأتون متطوعين للخدمة الحسينية في الموكب كل عام، الا انه اختص بتقديم مختلف انواع الفواكة وبكميات كبيرة تجتاز احيانا خمسة اطنان يوميا، فهم يجلبون الرقي والموز والتفاح والبرتقالي واللالنكي (اليوسفي) بأطنان ويغسلونه ويضعونه على مناضد حديدية ثم يضعون عليه قوالب الثلج ويغطونه بالنايلون لساعات ثم يوزعونه عصرا وليلا باردا للزائرين.
وراثة الخدمة
يسرد احمد عباس (45 عاما) صاحب موكب الحاج عباس حجية واولاده قصة تاريخ الخدمة الحسينية في عائلاتهم بحديثه لوكالة نون الخبرية، انهم "توارثوا الخدمة الحسينية عن اجداد اجدادهم ثم اجدادهم ثم ابائهم ومازالوا يخدمون واورثوها الى ابنائهم جيلا بعد اخر، فمنذ كان عمره تسع سنوات عرف الخدمة الحسينية حيث كانت تقام مجالس للعزاء للرجال والنساء في بيوتهم وكان جده قارئ للقران ورادود حسيني وبعد كل مجلس عزاء يوزع طعام التمن والقيمة ويأتي هنا دوره ودور اخوته واخواته الصغار بالتوزيع على الجيران والاقارب، وتشدد عليهم العائلة ان ينتبهوا من عيون السلطة الغاشمة، فتربوا على معرفة معادلة الحق والباطل بين الحسين واعداءه على مر العصور، وايقنوا وهم صغارا ان الخدمة الحسينية شرف ومنهج وتاريخ واصبحت شعائر الحسين تسري في عروقهم، وكانوا يشعرون بالفخر وهم يكملون مهمة التوزيع لان الخوف انتزع من قلوبنا".
التوزيع بالسيارات
وبعد العام 2003 وانطلقت المسيرات الراجلة لملايين الزائرين نحو مدينتي كربلاء والكاظمية المقدسة وصدرت التوجيهات الدينية من المرجعية الرشيدة بضرورة احياء شعائر ووفيات وولادات الائمة الاطهار فيؤكد عباس اننا "قررنا ان نوزع وجبات جاهزة على الزائرين في الشوارع، وفعلا قمنا بتوزيع طن من الموز ومثله من البرتقال وطن من التفاح وطن من الرقي وبراميل من الماء المبرد بالثلج لعدم وجود قناني او اقداح ماء سابقا ونطعم بها بحدود ثلاثة الاف زائر، وكنا نوزع ليلة ويوم الخامس والعشرين من رجب ذكرى استشهاد الامام الكاظم (عليه السلام)، وقبل سبع سنوات قرر والدي المرحوم حجي عباس ان نوسع عملنا بعد وصول الزائرين الى اعداد مليونية واستمرار الزيارة الى خمسة ايام فنصبنا موكبنا هذا في ساحة عدن وقررنا ان نقدم الطعام والشراب والشاي ونستمر بتقديم الفاكهة ولكن بكميات مضاعفة، فاصبحنا نقدم يوميا بحدود خمسة اطنان من الفاكهة مكونة من الرقي والموز والتفاح والبرتقال والالنكي بعد تبريده بالثلج وتغطيته بالنايلون ويستمر التوزيع من العصر الى منتصف الليل، واصبح الكثير من الزائرين يعرفون الموكب وما يقدم فيقصدونه لتناول الفكهة المبردة".
وجبات واسطوات
في الموكب تقدم وجبات طعام مختلفة منها التمن والقيمة او الفاصويلا او الباميا وكذلك الكباب والكص (الشاورما)، يقول عنها الاسطة اسماعيل حسين لوكالة نون الخبرية، ان "العمل في صناعة الكباب والكص يحتاج الى اشخاص متخصصين نسميهم اسطوات وانا مهنتي الاصلية كببجي ومعي اولادي الاثنان يعملون بنفس المهنة ونقوم بترك العمل لمدة ايام ونعمل متطوعين في موكب حجي عباس لتقديم الكباب للزائرين، وهذا العام جلبنا بقرتين وخروفين تصل اوزانهما الى 300 كيلوغرام من اللحم وصنع الكباب يحتاج الى خلط نسب من اللحمين، ونقوم اولا بتنظيفه من الزوائد والعظام وكل ما لا يستعمل بصنع الكباب ثم نقوم بخلطه ببهارات خاصة، وتحتاج تحضيراتنا مدة ساعة ثم نقوم بعد صلاة المغرب مباشرة بالتوزيع الى منتصف الليل ويصل توزيعنا يوميا الى (1000 ــ 1500) لفة يوميا، وهناك ساعات ذروة في ايام الزيارة لاسيما ليلة الخامس والعشرون من رجب التي يرتفع بها التوزيع الى ثلاثة الاف لفة، حيث يلتحق بنا مجموعة من اصدقاء اولادي من اسطوات الكباب لنتمكن من السيطرة على انسيابية التوزيع وتوفير الطعام للزائرين الذين يكون اكثرهم مجهدين بعد توسيع رقعة القطوعات الامنية وسيرهم لمسافات طويلة"، مؤكدا ان "الخدمة الحسينية تدر عليهم مختلف انواع البركات في ارزاقهم وحياتهم وتربية ابنائهم بل وسمعتهم بين الناس الذين يشيرون اليهم بأنهم ( خدام حسينيون) وهذا غاية الفخر والمراد".
قاسم الحلفي - بغداد
أقرأ ايضاً
- توجيه للسوداني قد يجد لها حلا :مناطق البستنة في كربلاء يعجز الجميع عن بناء مدارس لابنائها الطلبة فيها
- جمع خدام من محافظات مختلفة ..موكب "شباب القاسم" قدم الشهداء والجرحى وافضل الخدمات للزائرين
- تعرضوا للقتل والتشريد :عائلات موصلية تقيم موكبا حسينيا لخدمة زاور الاربعينية في كربلاء