استقبل ممثل المرجعية الدينية العليا الشيخ عبد المهدي الكربلائي، اليوم الخميس، وفداً من منظمة الأمم المتحدة للطفولة "اليونيسف".
وقال الشيخ عبد المهدي الكربلائي خلال اللقاء الذي حضرته وكالة نون الخبرية، ان "سماحة السيد السيستاني، يحمل هموم المجتمع -المرضى والمهجرين والفقراء والمعوزين- ويحمل هموم البلد ككل، لذلك تراه من جهة يلتقي مع الاطفال ومع الفقراء، حيث كان يستقبل الناس من مختلف شرائح المجتمع، خلال جميع ايام السنة، وبسبب الجائحة توقفت تلك اللقاءات لفترة مؤقتة لكنها عادت الآن بشكل بسيط"، مضيفاً، ان "الدرس الذي ينبغي ان نتعلمه من ذلك، هو علينا ان نحمل ايضاً هموم المجتمع، على سبيل المثال، لا اقول انا طبيب فقط همي المرضى، ولا اقول انا رجل دين وهمي الدرس فقط، لا اقول انا محامي همي في اختصاصي فقط، وانما عليّ ان اهتم بعموم معاناة المجتمع، لان كل انسان يستطيع ان يقدم الشيء الكثير، خصوصاً اذا كان مخلصاً لله تعالى، وعلينا ان نحمل هذه النظرة الانسانية، وهذه مشكلة الان يعاني منها العالم، كثير من الدول وحتى بعض الشرائح الاجتماعية في بعض الشعوب".
واضاف، ان "الدرس الذي نتعلمه من سماحة السيد السيستاني، هي مقولة امير المؤنين علي بن ابي طالب (عليه السلام)، ان الانسان هو اما اخ لك في الدين او نظير لك في الخلق، فحينما يأتينا شخص مثلاً الى المستشفى او شخص نازح، لا نسأل انت من اي دين او مذهب، وهذا المبدأ لا بد ان يكون مبدأً عالمياً، ولابد ان يوجه للدول بحكوماتها وشعوبها، خصوصا الدول التي تعيش بين شعوبها مكونات متعددة، لابد ان نراعي الحقوق للجميع، وهذا ينطلق من قضية قلبية مهمة متى ما استطعت ان ارفع الشعور بالتعالي على الاخرين، حِيْنئذٍ ساتعامل مع الجميع على حد سواء، لا اقول انا من الجنسية الفلانية او القومية الفلانية فأنا أفضل، او انا من اللون الابيض فأنظر الى الآخرين بلون آخر فأتعالى عليهم، او انا من الشعب الفلاني لديّ حضارة تمتد لآلاف السنين، فأنظر الى بعض الشعوب بنظرة استعلاء، حِيْنئذٍ هذا المبدأ الانساني النابع من الامر القلبي والفكري، حِيْنئذٍ سنتعامل تعاملاً نستطيع من خلاله ان نحقق هذا التعايش السلمي، وحِيْنئذٍ سنتعامل بعطف وحنان مع الجميع، وهذا مبدأ مهم".
وتابع قائلاً: "نحن هنا في العتبة الحسينية المقدسة، انطلاقاً من هذه النظرة الابوية لسماحة السيد السيستاني، وانطلاقاً من رؤيتنا للعراق، انه لابد ان يكون هناك اهتمام بجانبين (التعليم والصحة)، لدينا اهتمام كبير بانشاء المستشفيات والمراكز الطبية، حيث انشأنا في المحافظات تلك المراكز وليس فقط في كربلاء، وهناك جامعات ومدارس، وايضاً لدينا اهتمام بمعاهد التوحد، حيث لدينا 11 معهد في العراق، وهذا المرض يصيب الكثير من الاطفال، وايضاً مراكز جديدة لمرض الشلل الدماغي، اضافة الى المساعدات التي نقدمها الى الفقراء بصورة عامة"، مؤكداً، ان "هذه هي الرسالة الانسانية التي تعلمناها من الامام الحسين (عليه السلام)، ومن المرجعية العليا".
من جانبها، قالت شاندانا يورانكب، مديرة قسم التطوير و المتابعة في منظمة اليونيسيف في العراق، في حديث لوكالة نون الخبرية، "انها لحظة تاريخية التقينا فيها بسماحة الشيخ عبدالمهدي الكربلائي، وتحدثنا حول الفعاليات التي تقدمها العتبة الحسينية المقدسة، وكذلك الرسالة الانسانية المعبرة من المرجع السيستاني على اهتمامه بالطفولة"، مبينةً، انها "رسالة عالمية تتجاوز الحدود ليس داخل العراق فقط، وبعيدة عن المذهبية والقومية والاثنية، انما هي رسالة للانسانية جمعاء، ان نهتم بالانسان قبل كل شيء بغض النظر عن انتماءاته المختلفة".
واضافت، ان "الرسالة التي سوف انقلها الى الامم المتحدة بعد زيارتي الى كربلاء، ان الرابطة الانسانية، التي تربط الناس جميعاً عليها، هذا ما تعلمناه ونقلها الشيخ الكربلائي، وسنهتم ونصر ممارستها وتطبيقها في منهاجنا وعملنا، ليس داخل العراق وانما في كل مناطق وجودنا في العالم"، مبينةً، انها عملت في اماكن متعددة (افريقيا، جنوب شرق آسيا، المنطقة العربية، وحالياً في العراق)، هذه الرسالة هي التي توحد الجميع نحو الروابط الانسانية الاصيلة".
على صعيد متصل، قال ممثل البرنامج الانمائي (UNDP) في الفرات الاوسط علي كمونه، في حديث لوكالة نون الخبرية، انه "خلال لقاءنا بالشيخ عبد المهدي الكربلائي، كان الحديث ينصب حول الرعاية الصحية للاطفال وتحديداً الاطفال المصابين بالسرطان"، مبيناً، ان "الاهتمام بالطفولة يعتبر الاساس لبناء مجتمعات متماسكة ومسالمة"، مشيراً الى، ان "هذه الرسالة هي ذات الرسالة التي تحملها الامم المتحدة، باحترام كل البشر".
واضاف، انه "بالتعاون بين البرنامح الانمائي للامم المتحدة، ومنظمة رعاية الطفولة (يونيسف)، التي تشكل منها الوفد اليوم، ستكون هناك مبادرات تخص محافظة كربلاء، لاسيما انه استمعنا من الشيخ الكربلائي على اهم الاحتياجات واهم المشاكل، وان هذا الوفد سيقابل الكثير من المسؤولين في كربلاء، وبعض اصحاب الشأن، ومن خلالها سوف نخرج برؤية باحتياجات المحافظة والتي من الممكن ان نلبيها".
واوضح كمونه، ان "السبب الاساس لزيارة هذا الوفد عالي المستوى، هو للانجازات الكبيرة التي حققتها محافظة كربلاء، خصوصاً في مجال تقديم الخدمات الصحية، وان لقاء المرجع السيستاني بالاطفال المصابين بالسرطان، واشارته الى الخدمة المجانية التي تقدم لهم، حث المجتمع الدولي على ان يهتم تماما بهذه المحافظة، ايضاً شاهدنا كثرة المستشفيات وتعدد الخدمات، لاسيما الخدمات المجانية التي تقدم للمرضى، كان لها اثر ايجابي ان يدفع المنظمة العالمية لهذا الامر، وستكون لنا زيارة للمراكز التخصصية ومنها مؤسسة وارث الدولية لعلاج الاورام، وسنرسم خارطة طريق حقيقية لدعم هذا القطاع الذي بدأ فعلاً بالمسير ويحتاج الى تظافر الجهود باعتباره يقدم الخدمات لكل العراق".
أقرأ ايضاً
- العراق يدعو لإعداد منظومة قانونية وقضائية عربية منسجمة ومتكاملة
- السوداني: الحكومة تسعى الى تأسيس شراكة استراتيجية متكاملة مع الجانب الإسباني (فيديو)
- بينهم عراقية وطفلها.. غرق قارب مهاجرين يحمل 32 شخصاً