بقلم: رعد العراقي
إما الفوز أو الفوز.. خيار لا بديل عنه، لابد أن يكون راسخاً في أذهان الكادر التدريبي واللاعبين عندما يواجه منتخبنا الوطني نظيره القطري اليوم الإثنين السادس من كانون الأول 2021 في الجولة الثالثة والأخيرة لمباريات المجموعة الأولى من بطولة كأس العرب العاشرة الجارية حالياً في العاصمة القطرية الدوحة، إذا ما أراد الأسود إنقاذ تاريخ الكرة العراقية صاحبة الريادة والزعامة المُطلقة لهذه البطولة من دون انتظار هبات الآخرين أو الدخول في حسابات مُعقّدة لضمان التأهّل الى دور الثمانية.
الدعوة الى تحقيق الانتصار والمضي نحو الأدوار المتقدّمة لا يشكّل ضغطاً نفسياً نفرضهُ على أعضاء المنتخب الوطني، بل هو حافزاً نستثير فيه مكنونات العقل الباطن وروح الإصرار والعزيمة التي تشكّل أحد أسرار التفوّق العراقي في ميادين التحدّي الكروية على مدار سنوات مضت، وهي من جعلته يفرض سيطرته على أهم وأكبر بطولة عربية بأرقام فريدة قد لا تتكرّر وبأربع ألقاب من خمس مشاركات وبخسارة واحدة فقط.
الأمر لا يحتاج الى فورة عاطفية أو اندفاع غير محسوب قد ينقلب بالضد من حماسة اللاعبين ويذهب بجهودهم الى حيث التسرّع وكشف الثغرات بين الخطوط ونفاد الوقت والخزين البدني، بل نحتاج الى التأنّي والهدوء المحسوب والثقة في السيطرة والحركة عبر الارتقاء بفكر اللاعبين، وتشذيب كل مكامِن القلق من ردود الأفعال لأي نتيجة عكسية هي من كانت سبباً في تذبذب الأداء وارتباك بعض اللاعبين وخاصّة العناصر الشابّة التي باتت مقيّدة الحركة بين الخوف من هاجس الخسارة، وما قد تتعرّض له من إساءة وهجمات إعلامية عنيفة وبين طموح الاستمرار بالظهور مع أسود الرافدين مستقبلاً.
قيمة الكادر التدريبي ودهاءه الفني سيظهر جليّاً من خلال دراسة المنتخب القطري ورصد نقاط قوّته وضعفه وتحييد العناصر المؤثّرة التي تشكّل الثقل الأكبر لمفاتيح لعبه ووضع التكتيك المناسب لمواجهته من دون إغفال جانب اختيار التشكيل المناسب الذي بإمكانه تنفيذ كل الخطط داخل الميدان بفكر عال وثبات متزن يضمن السيطرة على أرجاء الملعب وتوزيع الجهد البدني بلا إسراف أو مبالغة قد تسبّب في إهتزاز التركيز في أوقات حاسمة.
لا أعتقد أن المنتخب القطري يشكّل لغزاً يُصعب اختراقه بعد أن كشفت مباراتيه أمام البحرين وعُمان كلّ أوراقه حيث يعتمد على استغلال عاملي الأرض والجمهور في الضغط على المنافس منذ البداية لمحاولة ارباك خطوطه واقتناص هدف مبكّر عبر استغلال الاطراف وتمريرات أكرم عفيفي الحاسمة التي تشكّل المحور الأبرز لهجماته داخل منطقة عمليات المنافس، إلا أنه يفقد كل مقوّمات القوّة متى ما تسارع الوقت واصطدم بثبات الفريق وشعر بخطورة هجماته المباغتة والأهم هو قطع كلّ خطوط الاتصال بينه وبين عفيفي.
لا خوف على أسودنا حين نضبط مؤشّر الاستقرار النفسي، ونطلق لهم مساحة الإبداع الفني واستعراض مهاراتهم بثقة مسيطر عليها وشجاعة ترتقي لأعلى مستوياتها يمكن أن تحوّل صيحات الجمهور الحاضر إلى جرعات تحفيز في تحدّي الذات والظروف لاقتناص فوز في ظرف استثنائي قد يشكّل نقطة انطلاق للكرة العراقية نحو عبور حاجز النحس والأزمات وتشهد ولادة جيل جديد سيكتب مستقبله بحروف من ذهب.
باختصار.. تسعون دقيقة تنتظرها الجماهير الكروية بشغف وحذر ليس لتحقيق الفوز والانتقال الى الدور القادم فقط، بل للاطمئنان على مستوى أسود الرافدين بالعناصر الشبابية الجديدة وقدرتهم على مواصلة البحث عن أنفسهم واقتناص آخر أمل لهم في خطف بطاقة الملحق لمجموعتهم في التصفيات النهائية المؤهلة لكأس العالم 2022، وبعيداً عن نتيجة المباراة إلا أن المنطق يفرض على الجميع بدءاً من اتحاد الكرة والجماهير والصحافة والإعلام الرياضي الوقوف خلف المنتخب والمحافظة على شخصية واستقرار لاعبيه وإبعادهم عن كل اشكال الضغط والانتقاص أو الإساءة التي لا مبرّر لها وخاصّة بعد أن أثبتت أغلب العناصر الجديدة قدرتها واحساسها العالي بالمسؤولية وهي تخوض تجربتها الأولى دولياً وستشكّل مستقبلاً مع المحترفين منتخباً لا يُقهر.
أقرأ ايضاً
- نتائج التسريبات.. في الفضائيات قبل التحقيقات!
- القنوات المضللة!!
- ما هو الأثر الوضعي في أكل لقمة الحرام؟!