حجم النص
بقلم: وليد خالد الزيدي
لن ترتقي الامم بحضارتها، ولا تنهض الدول بمهامها، ولا تزدهر المجتمعات بحياتها، من دون شعب متماسك مؤمن كل الايمان بضرورة عيشه في حياة كريمة، كما هي بصيغ سليمة وصور واضحة تحدد ملامح النهوض والنماء لدى كل شعب، وتبرز هويته الوطنية التي يعتز بها امام بقية الشعوب، واذا ما اردنا ذلك ان يحدث في بلدنا العزيز.
وأنّ هذا لن يحدث بين ليلة وضحاها، ولن يكون ماثلا من دون جهد، فهو ليس خلطة سحرية يمكن ان يحدث كما احدثتها عصا سيدنا موسى عليه السلام، لان الامر ببساطة لن يعدو سوى كونه حالة تلاحم وطني بين كل ابناء شعبنا الابي مسؤول ورعية، حكومي وشعبي، والمفترض تجسيده بوعي كامل باهمية تضافر الجهود وتعاضد الهمم، لحماية بلدنا وما فيه من ممتلكات عامة وخاصة، ومنشأت حيوية فاعلة تعزز الخدمات اليومية لابناء شعبنا، وتجعل حياتهم تسير بشكل سليم من دون هضم لحقوقهم، او تقصير في نوعية الخدمات التي تقدمها مؤسسات الدولة لهم، لاسيما ونحن نعيش ذروة حرارة الصيف اللاهب هذه الايام وعلى مدى الاشهر الماضية والفترات اللاحقة، بينما نسمع يوميا ونطلع على نشرات اخبار تنقل اعمال استهدافات شبه يومية لابراج وخطوط نقل الطاقة الكهربائية بين المحافظات ومناطقها، واكثر المتضررين منها الناس البسطاء الذين لا يمتلكون مبلغ اشتراك في المولدات الاهلية للكهرباء، الذي اصبح باهظا على مرأى ومسمع المسؤولين المحليين في مناطقهم، ولا نريد التحدث عن تداعيات شدة الازمة، بل لكن يجب ان نذهب الى مصادر الازمة نفسها، لاسيما اعمال التخريب متمثلة بقطع خطوط واسلاك الكهرباء والتي يفترض الا تكون حلولها عقيمة علينا، فالعراقيون جميعا سواء كانوا قوات امنية او مواطنين بسطاء معنيون بردع المخربين والاطاحة بهم على اقل تقديرخلال هذه الفترة شديدة الحرارة، فالجهود الامنية لصد تلك الهجمات التي كشفتها رئاسة اركـان الجيش بوضعها خططا بديلة لحماية ابراج الكهرباء بعد تصاعد عمليات استهدافها في محافظات، اطاحت من خلالها بعدد من المتورطين بتلك الهجمات، حيث تضمنت نشر قـوات مشتركة قرب الابراج على مدار اليوم لحمايتها،واننا نشد على ايدي قواتنا الامنية وقياداتها لانها عملت بشكل دقيق واعدت خططها بالتنسيق مع وزارة الكهرباء.
والحق يقال إن حماية تلك المنشآت مسؤولية الدولة بالدرجة الاولى، فهي المعنية بحماية الممتلكات العامة والخاصة، لكن المواطن لا يمكن ان يكون بعيدا عن اطار الواجبات الوطنية الملقاة عليه، ومنها المساهمة الفاعلة بحماية كل ما موجود في بلده سواء بواجبات قتالية او معلومات استخباراتية لاعلام الجهات الامنية بحراك العصابات التخريبة وهذا اقل ما يقدمه المواطن لخدمة نفسه وابناء شعبه.
أقرأ ايضاً
- كيف السبيل لانقاذ البلد من خلال توجيهات المرجعية الرشيدة ؟
- ما دلالات الضربة الإسرائيلية لإيران؟
- ما هو الأثر الوضعي في أكل لقمة الحرام؟!