بقلم: جواد عبد الجبار العلي
بعد خروج الروس من افغانستان ودخول الامريكان لاخراج طالبان والقضاء عليهم، عمدت امريكا الى تدريب الشباب الافغاني شتى انواع التدريب ولكل ما يفيد التخطيط الاميركي لهذه الدولة ومنها تصدّر لباقي الامصار. وصرفت المليارات على تجهيز هذه القوات بشتى انواع الاسلحة والمهارات اضافة الى تزويدهم باخر تقنيات الاجهزة الاستخبارية والامنية من اجل ان يكونوا حماة الوطن، ومن اجل الحفاظ على موقعها واستراتيجيتها في هذه البقعة لصد كل الدول المحيطة بافغانستان والاستفادة القصوى من هذا البلد .
وخاضت القوات الامريكية شتى المعارك مع طالبان برفقة الجيش الافغاني والمتعاونين معهم من القوات البريطانية ولكن عجز الامريكان من صد الهجمات التي تقوم بها طالبان، وعلى اثر ذلك قررت الادارات المتعاقبة لاميركا أن تخطط للانسحاب ولكن تدريجيا ، وتبقي فقط بعض القوات للتدريب والاستشارة ، ولكن هناك خلف الابواب المغلقة كانت هناك مخططات واجتماعات مع قادة طالبان في الدول الصديقة مثل قطر ، والتي اثمرت بموجب المخطط المعد امريكيا سلفا ، ان تستلم مجموعة طالبان السلطة في هذا البلد ..
البلد الذي كان يحلم ابناؤه في حياة حرة كريمة ديموقراطية ويتمتعون بالحرية بالرأي والمعتقد، ومنح المرأة حرية التعليم والعمل بل وحتى المشاركة في ادارة البلاد .. بعد ان كانوا يعانون من سلطة الظلام التي سبق وحكمت البلاد في السابق ، واليوم ووفق ما هو مخطط له فلقد عادت سلطة الظلام الى دورها المقيت بالتحكم بالبلاد، ولكن كيف وماهو المخطط، هل هو فقط ارضاء هذه المجموعة ام هناك مالا نعرفه خاصة لو رجعنا الى موقعه المهم فمثل هذا البلد الذي تحيطه ايران والصين وباكستان وروسيا .. فان طالبان عانت من الاحتلال الروسي الشيوعي في السابق ، والعجيب انه كيف ستكون العلاقة والصين في مقدمة الدول التي مدت يدها للتعاون مع حكومة طالبان.
والغريب في الامر يتفاجئ الامريكان بسرعة سيطرة طلبان على 95 بالمئة من الاراضي الافغانية دون اي مقاومة لا من الجيش ولا من العشائر، حقا انه لامر يحير كل من شاهد هذه المسرحية التي نتصور ان لها اجزاء عدة والاول هو عودة طالبان للحكم والجزء الثاني كيف ستتعامل مع اعداء الامس والثالث هذه الحركة اهدافها وعقيدتها معروفة للجميع، اذن الامر ليس محيرا لمن هو مطلع على ما تخطط له الادارة الامريكية .
لذلك وضعت هذا البلد في موقع يثير البلبلة لهذه الدولة الجارة او تلك وهي في نفس الوقت تصبح ادات تتحرك بما تمليه ممن اعطاهم ادارة الحكم وادارة المسرحية الجديدة التي خطط لها لاسمح الله لتحرق الاخضر واليابس.
وهنا لابد ان نقول ان من يسمح له ان يكون عميلا او يسمح ان تتدخل اي دولة في مصير بلده فسوف يكون مثل الافغان الذين عملوا مع السفارات الاجنبية حتى رأيناهم وهم في ساحات المطار يهرولون على الطائرات، ولكن الامريكان فضلوا كلابهم على من عمل معهم وهذا درس لكل عميل اذا كان مع الامريكان او مع اخرين غيرهم . فان ساحات المطارات تنتظركم وانتم تتراكضون خلف طائرات اميركا الهاربة .. وسيبقى الوطني المخلص الدؤوب في حبه وعمله للبلد الذي نحبه كلنا من يوم ولدنا فيه.
أقرأ ايضاً
- كيف السبيل لانقاذ البلد من خلال توجيهات المرجعية الرشيدة ؟
- الانتخابات الأمريكية البورصة الدولية التي تنتظر حبرها الاعظم
- ما دلالات الضربة الإسرائيلية لإيران؟