تقرير: جمال فالح الساعدي
﴿يا ايها النبي قل لأزواجك وبناتك ونساء المؤمنين يدنين عليهن من جلابيبهن ذلك ادنى ان يعرفن فلا يؤذين وكان الله غفورا رحيما﴾ ( الأحزاب / 59 ). ذلك التاج. الموشح بوسام التسليم الإبراهيمي لأمر الله.. والمعفر بغبار الجهاد الإسماعيلي الأكبر لمرضاة الله .. والمخلد بسعي هاجر بين شعائر الله.والمزين بجمال الصبر اليعقوبي وهو يستمد المدد والعون من الله وإن كان مراً علقماً !.
إن أقرب ما يصدق عليه مصطلح الجلباب في الآية المباركة هو العباءة من بين الخيارات الموجودة الآن. وقال تعالى {أتستبدلون الذي هو أدنى بالذي هو خير}( البقرة / 61) لا يخفى عليكم مدى تشوه صورة العباءة الزينبية هذة الأيام ,, وكيف صارت للتزين والتفاخر بدل من التستر. إننا حين نرجع للعباءة على مدى السنوات الماضية نلاحظ أنه لم تدخلها أساليب التمييع في شكلها و طريقة لبسها، فهي – العباءة- بقت على نمط واحد في الشكل واللبس من أنها تلبس فوق الرأس مسدلة على جميع البدن، فضفاضة، ذات لون واحد لا يلفت الأنظار. قال تعالى: فجاءته إحداهما تمشي على استحياء قالت إن أبي يدعوك ليجزيك أجر ما سقيت لنا” القصص-25. إن الإسلام ركز على حياء المرأة أيما تركيز حيث أن من حجاب المرأة حجابها السلوكي أيضا المتمثل في طريقة مشيها وفي حركاتها وفي طريقة جلوسها وفي طريقة حديثها مع الأجنبي.. كل ذلك لم تغفل عنه الروايات المعصومة في توجيه المرأة السلوكي وفي حثها على الحياء والعفة والحشمة.
• فلسفة عباءة الرأس
نبين هنا بعضاً من معطيات هذا الجلباب الطاهر الشريف آملاً مشاركتكم في بيان وجهات نظركم المباركة الغراء من أجل تحصين أسرنا المؤمنة الكريمة أينما حلت وحيثما أقامت وفي كل أرض نزلت ، ولا تأخذها في الله لومة لائم ، لتكون نساؤنا خير سفيرات لمدرسة أهل البيت ـ عليهم السلام ـ ويجعلن من هذا الجلباب زياً موحداً وراية طهر وعفاف تتباهى بها بناتنا ونساءنا في مسيراتها العاشورائية وعند كل تجمع ونشاط ، بل في كل حضور وفي كل آن ، لنترجم بخطى عملية ومواقف مبدئية ذلك العنوان الكبير وهو [ الخصوصية والانتماء ] كما كان يحلو للسيد الشهيد محمد باقر الصدر ـ قدس سره ـ أن يطلق عليه لكي تتمسك الأمة بهويتها التي لا تتخلى عنها مهما عصفت بها الأيام ورمتها شرقاً وغرباً ، حتى تسري معنا المبادئ والمناسك والشعائر سريان الدم بالبدن وينبض بنا نداء العقيدة نبض القلب الحي ، وهل هناك حياة بلا سريان دم وهل هناك قلب بلا نبض وهل هناك انتماء بلا خصوصية .. فلا العيب في أن تكون لنا خصوصية حضارية كما لكل الحضارات وإن كانت وضعية ، بل العيب أن نتخلى عن خصوصيتنا الحضارية الإلهية لتركع ذليلة منهزمة أمام خصوصيات الحضارات المادية الأخرى!. فنرى المرأة الهندية وقد تزيت بالزي الهندي التقليدي المسمى [ الساري ] وقد لفت على بدنها قطعة قماش تخلو من الذوق والجمال والجنبة العملية وقد تمسكت به في كل بلدان العالم وهو زي وطني ، فلماذا لا يتمسكن بناتنا ونساءنا بزي العقيدة الأصيل وحشمة المبدأ السامي ونيل وسام الرضوان من رب الأكوان { ورضوان من الله أكبر ذلك هو الفوز العظيم } ( التوبة / 72 ).
• جهاد النفس
{ وأما من خاف مقام ربه ونهى النفس عن الهوى فإن الجنة هي المأوى } ( النازعات / 40 ). نعم إن ارتداء هذا الجلباب النسوي الشريف هو ساحة من ساحات الجهاد الأكبر ـ جهاد النفس ـ بالنسبة لنصف المجتمع لاسيما وهو يحاكي العصب الحساس في شخصية المرأة { أومن ينشؤا في الحلية وهو في الخصام غير مبين } (الزخرف /18 )، فارتداء هذا الجلباب هو إثبات للذات المؤمنة وإنتصار على النفس وهواها ، وكما أشار الحديث [ ألد أعدائك إليك نفسك التي بين جنبيك ].
{ وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون وستردون الى عالم الغيب والشهادة فينبئكم بما كنتم تعملون } (التوبة/105). لأن المتسالم في عقيدتنا بأن الحجة في كل عصر يتطلع على أعمال البلاد ،وارتداء مثل هذا الجلباب هي خطوة عملية فاعلة لنيل رضى المعصوم ـ عليه السلام ـ وإدخال السرور في قلب بضعة الرسول المصطفى ـ صلى الله عليه وآله ـ التي يرضى الله برضاها ويغضب لغضبها الذي يتحقق وهي ترى نساء أمتها قد تفنن في تصميم الأزياء حتى احتوى كل شيء سوى الحياء !.
• العباءة درع الحصين للمرأة :
من أهداف الحجاب السامية التي لم تحققها موضات ما يسمى بالحجاب وقد روجوا المهم مادام في القلب عفاف !. وكما يقول أهل الطب (الوقاية خير من العلاج) لأن غايتهم نزع الحجاب فليس حريتهم عباءة أكتاف أو عباءة على الرأس بل لا يحلوا لهم حتى يرون البنت المسلمة وقد تجردت من هويتها وهو الحجاب فيمنحوها بدل الإنتساب إلى خمار الزهراء والحوراء عضوية فاعلة في دور عرض الأزياء!
العباءة الزينبية تاج فهل يوضع التاج على الكتف ؟!
لا أُريدُ مِنكُم سوى أن ترتعش الشفاه منكم انتعاشًا بِذكر الله عز وجَل في هذه اللحظة في هذهِ الأيام شيء لا يُسكت عنه حقًّا , ظهرت تِلكَ العباءة التي قيل أنها ستُغنيكُم عن الـ [ العباءة الزينبية ] المعروفةُ الآن بـِ تسابق المُصممات لكي تُصمِّمن فُستانًا على هيئة عباءةٍ وهذه الكلمة بريئةٌ مما ألبسوها. تَقولُ إحدى الطبيبات النفسيات إن لِبس هكذا عباءات إنما هُو عَكس مايجولُ بـِ روحِ مَن تلبَسُها , فأحياناً تلبَسُها لـِ تَسمعَ كلِمةً تُفرِحُها وترفع مِن شأنِها [ رُغمَ عُلوهِ ] بدون هذه الكلمات. حقاً دعنا نُحدِّثُ عقولَنا لـِ دقائِق فقط, ما نفعُ دِيننا الذي نختزِنَهُ بـِ قلوبِنا إن لم نكُن نصوِّرُهُ للعالَم لكي يروا كيف هو ديننا وكيف هي حشمتنا, كيف أنّه علمٌ وإيقان وعمل.
أقرأ ايضاً
- الدوام الثلاثي.. كابوس يطارد الطلبة والتربية: أنجزنا 500 مدرسة ونحتاج لـ8 آلاف
- الدوام الثلاثي.. كابوس يطارد الطلبة والتربية: أنجزنا 500 مدرسة ونحتاج لـ8 آلاف
- هل يؤثر خفض الإنتاج النفطي على اقتصاد العراق؟