من محافظة ميسان... العتبة الحسينية تعالج الطفلة "سكينة" من ورم في جذع المخ مجانا

وتسرد والدة الطفلة "سكينة عصام هاشم" من حي المعلمين الجديد في مركز محافظة ميسان وتبلغ من العمر (11) عاما ما ظهر على بنتها وجرى لها قائلة لوكالة نون الخبرية ان" ابنتي لم تكن تشكو من شيء وحالتها الصحية جيدة جدا، ولكنها نهضت من النوم في احد الايام وهي تشكو من الآم في رأسها، وظننت انه صداع عادي، ولكن بعد مدة بدأ صوتها يتغير، وبدأت تسقط بعد سيرها لمسافات قصيرة، ونظرها صار مشوشا ولا تستطيع التركيز، وراجعنا بها الى احد الاطباء المتخصصين بامراض الاعصاب في محافظة ميسان في عيادته الخاصة، وبعد اجراء مجموعة من الفحوصات الاشعاعية نصنحا بمراجعة احد المستشفيات الحكومية، وفيها اكد الاطباء انها تحتاج الى عملية جراحية اعتيادية وتزرق بستة ابر كل (6) ساعات، وبعد ان ابلغت ابوها واعمامها لم يوافقوا على هذا العلاج واقترحوا ان نأتي بها الى محافظة البصرة لنراجع احد الاطباء المشهورين بعلاج امراض الاعصاب ايضا بعيادته الخاصة لظننا ان مرضها مختص بالاعصاب، وبعد ان اجرى لها فحوصات المفراس والرنين الاشعاعية اكد لنا ان ابنتنا مصابة بورم في المخ ونصحنا بمراجعة مستشفى الثقلين لعلاج الاورام في البصرة التابع لهيئة الصحة والتعليم الطبي في العتبة الحسينية المقدسة كونه مستشفى متخصص بعلاج الاورام، وفعلنا راجعنا بها الى المستشفى في بداية شهر آب الماضي، واستقبلنا بترحاب واهتمام كبير وتعامل انساني رائع، وبالاخص اطباء الاشعاع الذين ساهموا بتخفيف حالتها وقبلوها من رأسها، ناهيك عن باقي التخصصات في الاستعلامات والدعم النفسي والاستشارية والفحوصات المختبرية والاشعاعية، وشخص لديها ورم في المخ وخضعت الى برنامج علاجي يتضمن اجراء (13) جلسة علاج اشعاعي بواقع جلسة واحدة يوميا، وعدت بها الى الطبيب البصري المختص بامراض الاعصاب واطلع على الفحوصات والعلاج وطمأننا ان نتائجها جيدة وقد تحجم الورم لديها، ووصف لي دواء مكمل غذائي للدماغ، وتخلصت من الالم في رأسها والنحول، ولكني اتمنى ان تقف على رجليها مثل السابق وتستطيع السير، وهي الآن في مرحلة المراجعة الدورية وتحت المتابعة من قبل الاطباء في المستشفى حيث تجرى لها فحوصات عامة وتحاليل، وهي المرة الرابعة التي نأتي بها للمراجعة منذ اعطيت آخر جلسة اشعاعية، واخبرونا انها تتحسن شيئا فشيئا، وجميع الخدمات التي قدمت لها وما زالت تقدم هي مجانية تتحمل العتبة الحسينية المقدسة نفقاتها".    

   العلاج الاشعاعي والتدعيمي

اما الرأي الطبي التخصصي لحالة هذه الطفلة فيشرحه بالتفصيل بشكل دقيق الطبيب الماهر "محمـد عبد الواحد" لوكالة نون قائلا ان" عمر المريضة "12"عام وتعاني من ورم في جذع المخ، وهي من الاورام الخطيرة جدا، بل من اشد الاورام خباثة وللاسف مكانها في جذع المخ المسؤول عن جميع وظائف الجسم تقريبا، وللأسف ايضا ان اهم امر في اورام المخ هو الاستئصال الجراحي، وهذه الاورام نظرا لمكانها في الجسد يصعب جدا معها الاستئصال الجراحي، ولا يوجد اي طبيب في دول العالم يستطيع اجراء عملية الاستئصال الجراحي لورم في جذع المخ، ومن المستحيل اجرائها لان الجراح لا يستطيع فصل الورم عن جذع المخ الذي لا يمكن استئصاله، لذلك تعتبر هذه الاورام في جميع دول العالم من التي يكون شفائها قليل جدا، ولا تتعدى نسبتها (20 ــ 30) بالمئة بمرحلة شفاء وقتي وليس تام، لان الاطباء يضطرون لاستبدال الجراحة بالعلاج الاشعاعي فقط"، مستدركا بالقول ان" بعض الحالات وهي النسبة الاقل يتم شفائها لفترات طويلة، والنسبة الاعلى يحصل فيها ارتدادات ويعاود النشاط مرة ثانية لان العلاج بالاشعاع لا يقضي عليه كاملا، وممكن ان تنشط خلاياه في مكانه مرة اخرى، وتعيد العلاج الاشعاعي عليه مرة اخرى، مشددا على ان" العلاج الكيميائي لم يثبت فائدته في مثل هذه النوعية من الامراض ولا اسهم بتحسين شفاء اورام جذع المخ".

واضاف ان" البرنامج العلاجي للطفلة المريضة "سكينة" تضمن العلاجين الاشعاعي والتدعيمي الذي يعني اعطائها ادوية مثل "الكورتيزون" تقلل ارتشاح المخ، وكذلك الادوية المضادة للتشنجات، وايضا العلاج الطبيعي لتحسين حالتها كونها جاءت الينا وعندها شلل نصفي، وسارت امورها بشكل جيد بعد العلاج الاشعاعي لفترة من الزمن امتدت الى (4 ــ5) شهور ومثلما هو متوقع عاد الورم ينشط من جديد وظهرت عليها بعض الاعراض، ونتواصل معها حاليا بالعلاج التدعيمي لغاية ما تعبر مدة على الاعلاج الاشعاعي السابق لنستطيع اعطائها جرعات اشعاعية مرة ثانية".

قاسم الحلفي ــ البصرة