- مقالات
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الوكالة، وإنما تعبر عن رأي صاحبها
الامام علي (ع) مدرسة السياسة وتخبط الساسة
سامي جواد كاظم
كما يعرف اصحاب الصنعة ان السياسة هي جمع النقيضين وهذا يعني اجمالا جمع الحق والباطل للحصول على نتيجة ، فهل هكذا مفهوم يتفق ورؤية الامام علي عليه السلام للسياسة ؟
يقولون السياسة دهاء وتعسا لمن يقارن سياسة الامام علي عليه السلام بسياسة معاوية فالفارق لا يمكن ان نحتويه بينهما ، واصل التناقض هو هل الغاية تبرر الوسيلة ؟ عند معاوية نعم ومن غير مراعاة الضوابط وله مدرسة عصرية اليوم هم اغلب ان لم يكن كل المجتمع الدولي بما فيهم اغلب الساسة المسلمين ، عند الامام علي عليه السلام هذا المفهوم له ضوابطه وادواته شرط ان يكون ضمن الضوابط الالهية، وكما يقال بين بين مثل ما يرى الامامية لا جبر ولا تفويض بل بين بين .
هنالك امور لم يسكت عنها الامام علي عليه السلام وامور اخرى داهن وسكت عنها عليه السلام ، وهذه الامور يكون المعيار عند الامام علي عليه السلام هي النتائج في حال السكوت على امر معين فان كانت تقدح برسالة السماء فلا يداهن اطلاقا ابدا، لنعرج على بعض مواقف امير المؤمنين عليه السلام بعد وفاة رسول الله (ص) وفي حياته الرباعية اي الخلافة .
هنالك شبهة دائما يروج لها الطرف الاخر ان كان الامام علي عليه السلام بتلك الشجاعة لماذا لم ينهض بالسيف لاخذ حقه بينما يقول عن هذا الامر الامام علي عليه السلام (ووالله لاسالمن ما سلمت امور المسلمين ، ولم يكن فيها جور الا عليّ خاصة) لاحظوا نتائج المداهنة جور عليه وليس انتهاك لرسالة الاسلام يقابلها سلامة امور المسلمين ، طبعا قال مقولته هذه بعدما سلك كل الطرق السلمية والقى الحجة فلم يحصل على المامول حاجج القوم ، حاجج الخليفة الاول ، طلب من اصحابه مؤازرته فلم يكن العدد كاف ، وهنا لو نهض بالسيف فاما يحصل على ما يريد واما يخذله اصحابه كما خذلوه في صفين فالحصول على ما يريد يعني انشقاق المسلمين وسقوط ضحايا ، فاذا كان الامام علي محل رفض من بني قريش لانه قتل صناديدهم في حروبهم ضد الرسول وظلت هذه النعرة والكره للامام لعي في قلوبهم بحيث انه افرغوا كل حقدهم على الحسين عليه السلام واعلنوها صراحة بانهم لا يؤمنوا بالوحي وسكتوا لقوة سيف الامام علي ، فكيف به اذا قتل مسلمين من اجل الملك؟ ، وهذا الامر بعينه في صفين فكان الامام علي امام احد خيارين اما عدم الرضوخ للتحكيم وهذا يعني انشقاق في صفوفه وهذا مكسب لمعاوية بل ويجعل تسلطه على رقاب المسلمين بهزيمة جيش الامام وهذا لا يحدث في التاريخ فالامام علي لم يخسر حرب اطلاقا ، واما الرضوخ لمطالبهم حتى تنكشف الوجوه الكالحة والمنافقة التي تقاتل مع الامام علي عليه السلام ، وهذا بالنتيجة لا يمس رسالة الاسلام .
بينما عندما طلبوا منه السكوت عن معاوية لحين ما يثبت الامر له ثم ينقض عليه فقال لهم قولته الشهيرة اتريدون ان اطلب النصر بالجور ؟ اي كل يوم يبقى معاوية يحكم في الشام يعني التجاوز على حدود الله وتغيير سنة رسول الله لهذا رفض مداهنة معاوية بهذا الامر وحتى بعد التحكيم عندما تجاوز حدوده معاوية عد العدة عليه السلام لصفين ثانية لولا استشهاده على يد الخارجي ابن ملجم .
التجاوز على بيت المال لم يكن في مفهوم الامام علي انه يجوز سياسيا كما هو الحال اليوم بل لا يسمح ابدا بذلك لان المترتب على هذا الامر سرقة حقوق مسلم مؤتمن عليها الامام علي وهذه خيانة والعياذ بالله لذا كان الامام صارما بخصوص الحفاظ على اموال المسلمين على عكس ما يجري اليوم على يد ابطال السياسية الذين قضموا اموال المسلمين كما تقضم الشاة نبتة الربيع .
لم يمنح اي امتياز لابنيه المعصومين ولا لاقربائه وذلك تجنبا لاتهامات الطغيان اضافة الى امكانية ادارة الامور بدونهم ولعل حرب الجمل ونقض بيعتهما طلحة والزبير هو بسبب عدم استئثارهم باي امتياز من قبل الامام علي عليه السلام ، بينما نجد اليوم ساسة المسلمين استحوذوا على كل المناصب لذويهم دون الرجوع الى الكفاءة والحق ويقال عنهم الاسلام السياسي او التشيع السياسي وهذا بعيد كل البعد عن الاسلام وعن التشيع .
صلاة التراويح اراد ان ينصحهم ويمنعهم فوجدهم جلاف وعلى خلاف مع المطلوب فتركهم لان في صلاتهم لا تاثير على السنة المحمدية بل على انفسهم فقط .
هنالك من يزهر تبعيته للامام علي عليه السلام وهو العالم بنفاقه ولكن لايتخذ اي اجراء ضده طبقا لمقولة لا يمكن ادانة المتهم قبل الجريمة ، وهؤلاء كانت سياسة الامام عليه السلام بحذر معهم ولم يمنحهم صلاحيات واسعة وبالفعل البعض منهم ممن كانوا معه في صفين اصبحوا مع الخوارج وبعضهم مع جيش يزيد ضد الحسين عليه السلام .
ومحنتنا اليوم ممن تصدى للمشهد السياسي في العراق وللابواق الذين اعتبروهم يمثلون سياسة الامام علي عليه السلام غايتهم الطعن بعقائدنا
أقرأ ايضاً
- التسرب من التعليم
- كيف يمكننا الاستفادة من تجارب الشعوب في مجال التعليم؟ (الحلقة 7) التجربة الكوبية
- الرسول الاعظم(صل الله عليه وآله وسلم) ما بين الاستشهاد والولادة / 2