- مقالات
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الوكالة، وإنما تعبر عن رأي صاحبها
الكاظمي بين نار الشيعة ومطرقة الكرد والسنة..!!!
تركي حمود
من المؤكد ان الكتل السياسية العراقية بكافة تصنيفاتها الطائفية والعرقية والمناطقية دائما ماتخفي رغباتها الجامحة بالتشبث بالمناصب من خلال التصريحات الاعلامية لذلك فالمشاهد او المستمع او المتابع غالبا مايكون في حيرة من امره بين مصدق ومستغرب ومتعجب وناقم وحاقد ومتعاطف ونادم على اليوم الاغبر الذي أنجبته فيه امه من كثرة الاكاذيب التي نغصت عليه حياته وجعلته يعيش في جحيم بين ضنك العيش واحلام المستقبل المجهول وافتراء المسؤولين وضياع اموال البلد المهدورة وفقدان الروح الوطنية والبحث بين القمامة على شئ يلتقطه لعياله لعله يسد رمقهم ويوقف اصوات بطونهم الخاوية من شدة الجوع خاصة في زمن كورونا ، وبين الاحلام الوردية التي يرسمها المغردون من سياسي الصدفة من أن الوطن هذه المرة سيصبح جنة وان العيش الرغيد لاتجده الا فيه وان الحكومة التي في طور التشكيل سيقودها المواطن بنفسه تحت شعار " شبيك لبيك الوزراء الكرام المستقلين بين يديك " ومؤكد هي "بالمشمش " ولكن حينما لم تتحقق غايتهم تظهر حقيقتهم فحينها تعود " حليمة الى عادتها القديمة " ، وتبقى مأساة المواطن تراوح مكانها ،وقد بانت تلك الالاعيب مع اقتراب موعد تشكيل حكومة مصطفى الكاظمي وتكشفت الحقائق وبان المستور من خلال حجم الخلافات الحادة بين الكتل لتقاسم مغانم الوزارات وبات الرجل مابين نار بعض قادة الشيعة الرافضين له ومطرقة الكورد والسنة المتمسكين بتغليب مصالحهم ...!!!
ان شبح الاخفاق بات يخيم على تشكيل حكومة الكاظمي حيث بدأت تتعالى الاصوات الرافضة لوزارته وقد مضى كبار الساسة في اعادة رفع شعار الجدلية مجددا "لان الرياح جاءت بعكس ماتشتهيه سفنهم "واستحدثت صور اخرى للرفض وبعناوين شتى ومنها التهميش والاقصاء المكوناتي ناهيك عن تزاحم الزيارات السرية والعلنية والاتصالات لبعض الدول المؤثرة بالشأن السياسي العراقي وفي مقدمتها ايران وامريكا وبالتالي بات الكاظمي رهينة التوافقات سلفا ولكنه هل سيصمد امام هذه التحديات ويقف بوجهها بقوة وينفذ مقاله في تغريدته على تويتر : "المسؤولية التي تصديت لها في هذا الظرف العصيب ووسط تحديات اقتصادية وصحية وأمنية، هي مسؤولية وطنية والحكومة التي أسعى إلى تشكيلها يجب أن تكون بمستوى الأزمات وحلولها ، على الجميع وضع مصلحة العراق في الأولوية ، أقبلُ الضغوط فقط عندما تدعم مسار الدولة، وأرفض أي ضغط هدفه تقويض الدولة " ويصر على نهجه بالرغم من تلك الضغوط ام انها مجرد تغريدات تدغدغ مشاعر الشارع الذي سأم المحاصصة المقيتة وبالتالي نعود الى المربع الاول " وكأنك يا بو زيد ما غزيت" ...؟؟؟
ومع هذا الكم الهائل من الجدال حول تمرير حكومة الكاظمي التي قاب قوسين أو أدنى على موعد التصويت لها فهل سيتوافق الداعمين والمعارضين لها والملوحين بالنأي عنها بالتصويت لصالحها وتمريرها أم ان إعتراضاتهم في الساعات الحرجة هي من أجل إفشال مهمة الرجل ، أم من اجل مصلحة العراق الذي يعاني من ازمة وباء كورونا و تراجع إيرادات النفط التي حتما ستلقي بظلالها على رواتب الموظفين ولربما ان هذا التباين في المواقف السياسية سيغير البوصله ويمضي الكاظمي الذي قد يكون النجاح حليفه في حال تمرير كابينته خاصة وان اغلب الملفات المهمة كانت في جعبته باعتباره رجل المخابرات الاول بالعراق ام في النهاية سيصبح مصيره كمصير سلفيه علاوي والزرفي وحينها تصدق مقولة عرفات كرم مسؤول ملف العراق في مقر السيد مسعود البارزاني حينما قال " كان الله في عون المكلفين لرئاسة وزراء العراق يكلفونه فيخولونه ثم يحيرونه وفي النهاية يرفضونه" ونحن بأنتظار جلسة الحسم ...!!!
أقرأ ايضاً
- التنظيم القانوني للدراجات النارية
- حكامنا بين الفار .. والسونار !
- العراق والكرد والنفط وكركوك، أزمات أم أوراق تفاوض؟