- مقالات
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الوكالة، وإنما تعبر عن رأي صاحبها
تاريخ النفط هذهِ الأيّام : وقائع الأسعار الراهنة
بقلم: د. عماد عبد اللطيف سالم
لا أحدَ يستطيعُ التكهنّ أبداً بما سيكونُ عليهِ سعر النفط ، مُستقبلاً.
مع بدء فتح الأسواق تدريجياً ، في الكثير من دول العالم ، كان يُفترَضُ أن ترتفع أسعار النفط تدريجياً أيضاً ، ولكنها تستمرُّ في الإنخفاض مع ذلك ، ليس بسبب إنخفاض الطلب فحسب ، ولا بسبب تخمة العرض فقط ، ولكن بسبب الزيادة الهائلة في المخزون ، ونفاد طاقات التخزين أيضاً.
الخلاصُ بالنسبةِ لنا ، هو في أن يكونَ النفط لدينا "أحد مصادر الدخل الرئيسة" ، وليس "المصدر الوحيد للدخل " .. وأنْ يَرِدَ ذلك في نصٍّ صريحٍ في الدستور ، لا يقبلُ الجدلَ ، ولا تعدُّد التفسيرات ، ولا المُماحكات السخيفة.
كان هذا هو الموجز .. وإليكم الأنباء بالتفصيل:
تراجعت أسعار النفط هذا الـيوم الاثنين 20-4-2020 .
وسجلت العقود الآجلة للخام الأمريكي أقل مستوى منذ عام 1999 نتيجة للمخاوف من أن طاقة تخزين الخام بالولايات المتحدة ستمتلئ قريبا ، بينما تتأهب الشركات للإعلان عن أسوأ نتائج فصلية منذ الأزمة المالية.
وانخفض سعر خام برنت 1.12 دولار بما يعادل أربعة بالمئة ليصل إلى 26.96 دولار للبرميل بحلول الساعة 1008 بتوقيت جرينتش.
و واصل سعر خام برنت هبوطه ، ليصلَ إلى 26.42 دولار للبرميل عند منتصف هذا اليوم.
وأنخفض هذا السعر الخام في عقود يونيو / حزيران 2020 بمقدار 2.18 دولار أو 8.7 بالمئة ، ليصل إلى 22.85 دولار للبرميل.
وتتزايد كميات الخام المخزونة في الولايات المتحدة لاسيما في كاشينج حيث نقطة التسليم لخام غرب تكساس الوسيط الأمريكي في أوكلاهوما ، مع تقليص المصافي لأنشطتها في مواجهة الطلب الضعيف.
ومع استمرار الإنتاج دون تأثر يذكر، تمتلئ الخزانات يوما يعد يوم.. ويستهلك العالم كميات أقل من النفط .. ويتحسّب المنتجون لتأثير ذلك على الأسعار ..
وأتمنّى أن نتحسّبَ لهذا التأثير، نحنُ أيضاً.
و تزدادُ الضغوطُ على شركات النفط الأمريكية لخفض انتاجها من النفط (مع دولٍ أخرى لم تنضم بعد لإتفاق+ OPEC) .. وبعكسه فإنّ هناك مصادر تؤكّد على أنّ أسعار الخام الأمريكي بدأت تقترب من الصفر في عاصمة النفط تكساس، وذلكَ في تراجع غير مسبوق لأسعار الخام الأمريكي، بحسب ما ذكرت وكالة "بلومبيرغ".
وخلال الآونة الأخيرة، دفع المشترون دولارين مقابل البرميل الواحد من الخام الأمريكي، وسط توقع بأن يصل سعر البرميل إلى أقل من الصفر، في ظل تنامي مخزونات الخام في البلاد، وتخمة المعروض في الأسواق.
وأوضحت الوكالة أن تراجع الأسعار قد يزيد من احتمال أن يضطر المنتجون في تكساس قريبا إلى دفع المال للعملاء للتخلص من براميل النفط التي بحوزتهم، على غرار خام وايومنغ الذي عُرِضَ بسعرٍ سالب بلغَ 19 سنتا في الشهر الماضي.
وقد أغلق خام غرب تكساس الوسيط دون 20 دولارا للبرميل هذا الأسبوع للمرة الأولى منذ عام 2002.
ويأتي هذا بفعل انهيار الطلب وتضخم الإمدادات وضعف القدرة على التخزين، نظرا لأزمة تفشي فيروس كورونا المستجد وانعكاساتها على السوق.
وظلت أسعار النفط في حالة أزمة حتى بعد إعلان منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) ومنتجين آخرين عن اتفاق لخفض الإنتاج بما يقرب من 10 ملايين برميل يوميا.
وقالت مصادر ملاحية، لرويترز، إن المتعاملين يخزنون مستوى قياسيا مرتفعا يقدر بنحو 160 مليون برميل من النفط على متن السفن، بما يعادل ضعفيّ المستوى قبل أسبوعين ، مع سعيهم لمعالجة تخمة معروض نتجت عن تراجع الطلب العالمي من جراء فيروس كورونا.
وكانت المرة السابقة التي وصل فيها المخزون العائم إلى مستويات قريبة من ذلك قد حصلت في عام 2009، عندما قام المتعاملون بخزن أكثر من 100 مليون برميل في البحر ،قبل أن يبدأوا ،لاحِقاً، في تصريفها.
أتمنّى أن نقرأَ جيّداً تاريخ النفط .. نحنُ أيضاً .
أقرأ ايضاً
- توقعات باستهداف المنشآت النفطية في المنطقة والخوف من غليان أسعار النفط العالمي
- مستقبل البترول في ظل الظروف الراهنة
- انخفاض اسعار النفط وهدهد سليمان القادم من الصين