بقلم أياد السماوي
في مثل هذه الأيام من كل عام تتصاعد مطالبات الأكراد بتقديم اعتذار رسمي من قبل الحكومة العراقية عن جريمة الأنفال التي نفذّها نظام البعث الصدّامي المجرم بحق أبناء شعبنا الكردي .. وتتصاعد أيضا المطالبات بتقديم تعويضات إلى عوائل الضحايا .. ومن أجل الإفصاح عن الحقائق الكاملة المتعلّقة بهذه الجريمة البشعة التي نفذّها نظام صدّام المجرم بحق ابناء شعبنا الكردي بمساعدة مئات الآلاف من الجحوش الأكراد المنضوين تحت مظلّة أفواج الدفاع الخفيفة البالغ عددها 500 فوج .. فلا بدّ لنا أن نستعرض كلّ ما جرى من جرائم بشعة يندى لها الجبين.
وأول سؤال يتبادر إلى الذهن هو هل أنّ ضحايا عمليات الأنفال من أبناء شعبنا الكردي هم شهداء بموجب القانون ؟ .. والجواب على هذا السؤال يتطلّب منّا أن نستعرض المادة أولا – ا من قانون مؤسسة الشهداء المعدّل لسنة 2015 والتي جاء فيها .. الشهيد هو كلّ من :
أ - المواطن العراقي أو أي شخص أخر مقيم في العراق ضحى بحياته أو فقدها بشكل مباشر نتيجة ارتكاب حزب البعث البائد أي من جرائمه ومنها الإعدام أو السجن أو التعذيب أو نتيجتهما أو الإبادة الجماعية أو الأسلحة الكيماوية أو الجرائم ضد الإنسانية أو التصفيات الجسدية أو التهجير القسري أو من غيب أو وجد في المقابر الجماعية أو الهارب من الخدمة العسكرية ؛ و ذلك بسبب معارضته للنظام في الرأي أو المعتقد أو الانتماء السياسي أو تعاطفه مع معارضيه أو مساعدته لهم ..
وهذا يعني أنّ ضحايا عمليات الأنفال سيئة الصيت وضحايا القصف الكيمياوي هم شهداء وفق القانون العراقي ويتقاضون حقوق الشهداء إسوة بكلّ شهداء الشعب العراقي الذين قضوا تحت نظام حكم البعث المجرم .. فإذا كان ضحايا عمليات الأنفال وحلبجة هم شهداء بموجب القانون ويتقاضون حقوق الشهداء , فما هو المغزى من مطالبة القادة الأكراد في كلّ عام بتعويض لعوائل الضحايا وتقديم اعتذار رسمي من قبل الحكومة العراقية الحالية عن إجرام نظام مجرم كان هم القادة الأكراد شركاء فيه ؟ والأهم من كلّ هذا ما هو دور أفواج الدفاع الخفيفة في تنفيذ هذه الجريمة البشعة وكم كان عددهم ؟ وهل تستطيع القيادات الكردية أن تزوّر التاريخ وتنكر أنّ الجزء الأكبر من عمليات القتل والتنكيل وحرق القرى وهدمها وسرقة أموال وحلال سكان المدن والقصبات والقرى , قد تمّ على يد مقاتلي أفواج الدفاع الخفيفة البالغ عددهم 480 ألف مقاتل موّزعين على 500 فوج من هذه الأفواج ؟ .. يقول الكاتب الكردي شمال عادل عزيز ( لقد شارك هؤلاء الجحوش مع العسكريين من قوات المغاوير والألوية الخاصة في قتل وحرق ونهب شعب كردستان قبل وأثناء وبعد مجازر الانفال , وقد ساهم هؤلاء المرتزقة في تدمير البنية التحتيّة لكردستان وعملوا على إنجاح الأعمال العسكرية والغزوات والإنفالات .. وطالب بتقديم هؤلاء الجحوش من المستشارين وأمراء السرايا والمفارز الخاصة ( الصدّاميين الأكراد ) ومقاتليهم القتلة إلى القضاء بجانب كبار مسؤولي النظام البعثي المجرم ممن شاركوا في القتل والذبح والإبادة والخطف وسهلّوا للقوات العراقية الدخول إلى قصبات ومدن ونواحي وقرى وجبال وسهول كردستان , ونفّذوا جميع المهام الموكلة إليهم بالكامل وارتكبوا أبشع الجرائم بحق أبناء شعبهم من سلخ وإبادة جماعية مقابل الغنائم التي كانت تؤول إليهم مجانا بقرار من المقبورعلي كيمياوي ).
فإذا كانت جحوشكم هم من مارس القتل والإبادة بحق أبناء شعبهم , فعلى ماذا تطالبوننا نحن ضحايا النظام البائد بتقديم الاعتذار من جريمة أنتم من نفذّ الجزء الأكبر والأخطر منها ؟ وهل قدّم مسعود بارزاني اعتذاره للشعب الكردي حين استنجد بصدام في صراعه مع عدوه جلال الطالباني عام 1996 والتسبب في قتل المئات من أبناء الشعب الكردي ؟ لماذا هذا الإصرار على نكأ الجراح ؟ وهل أنصفت حكومة مسعود ضحايا الأنفال وحلبجة ؟ أم أنّ المطالبة بالتعويض وتقديم الأعتذار هي ورقة لابتزاز الحكومة العراقية ؟ .. فيا ترى من الأولى بتقديم الاعتذار ؟.
أقرأ ايضاً
- كيف السبيل لانقاذ البلد من خلال توجيهات المرجعية الرشيدة ؟
- ما دلالات الضربة الإسرائيلية لإيران؟
- ما هو الأثر الوضعي في أكل لقمة الحرام؟!