- مقالات
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الوكالة، وإنما تعبر عن رأي صاحبها
الــرجـيـم ( كـيـتو دايـت ) ... رحلة إلى الله تعالى
فاطمة فرمان
أحدهم سقط على الأرض في أحد الحروب فقال بعض الاصحاب هنيئا له الشهادة ! فقال الرسول الامجد محمد صلى الله وعليه واله وسلم : إنّه في النار ! فقالوا : لماذا يا رسول الله ! قال : اذهبوا إليه ، عندما وصلوا إليه وجدوه في انفاسه الأخيرة ، قالوا له : لم شاركت الحرب ؟ قال : حفاظا على مزارعي !! ما ذكرته آنفا هو مضمون رواية من التأريخ تبين لنا أهمية " النية " هذا المقاتل يجود بأغلى ما يملك ، لكن مصيره إلى الجحيم بسبب النية فقط ، و لا نبالغ إذ نقول النية تختصر طريق الجنة و كما قال الرسول الاكرم محمد صلى الله وعليه واله وسلم : { إنّما الأعمال بالنيات } . نحن تستطيع و ببساطة جدا ان يكون لنا رصيد ضمان إلى الجنة من خلال " النية الحسنة " كما يقول بعض المؤمنين : كل ما اعمله من خير قربة إلى الله تعالى . اولياء الله و عباده المخلصين كل حركاتهم و أفعالهم قربة إلى الله تعالى ، هذه النية لا تختصر على العبادات فقط بل حياتهم اليومية من أكل و شرب و نوم و الاهتمام بالأسرة .. الخ . ربما يسأل السائل و ما علاقة النية في قلة الطعام اي " الرجيم أو ما يسمى بالكيتو دايت " ! كما يقول المثل نحن أصحاب الدليل اينما مال نميل ، هناك دليل قراني و اضح و صريح جدا يحث على قِلة الطعام ، قال تعالى : ( كلوا و اشربوا و لا تسرفوا ) أمر من الله تعالى بعدم الاسراف في الاكل اي الاكل عند الجوع و لسد الحاجة فقط ، و إلا فالأنسان يكون كالبهيمة .. و المقصود بالرجيم في هذا المقال هو : أن لا تأكل إلا وانت جائع و أن كانت و جبتك باليوم واحدة أو اثنين و اجعل المسافة بين الوجبات 6 ساعات على أقل .. من فوائد الرجيم العظيمة في هذا العصر الذي أصبح شغله الشاغل " الطعام " : أولاً : يقربك من الله تعالى ، و روي في الحديث مضمونا : إن أقرب ما يكون العبد من ربه إذا قل اكله . ثانياً : يبعد عنك الأمراض التي تمنعك من العبادة كالصيام أو الصلاة بالوقوف و حتى قوة النظر و التمتع بقراءة القران الكريم دون عِلة . ثالثا : يجعل عندك نشاط و حيوية و تفاؤل و قوة لنصرة الحق و عون صعفاء و امل بالحياة و حسن الظن بالله ،هذا ما يحب ان يره الله تعالى في عباده المؤمنين . رابعا : يجعلك انت من تقود نفسك لا نفسك التي تقودك .. النفس اذا امسكت زمام القيادة ربما تؤدي إلى التهلكة و العياذ بالله ، فلا بد من ترويضها بقلة الطعام و مخالفة ما تأمره يقول تعالى : ( ونفس و ما سواها ، فألهمها فجورها و تقواها ، قد افلح من زكاها ، وقد خاب من دساها ، كذبت ثمود بطغواها ) . خامسا : يبعد عن قلبك حب الدنيا ، كما يقول احد الشيوخ بداية التعلق بالدنيا تأتي من التخمة و الإفراط في الاكل ، و من يريد أن يكون من الزاهدين في الدنيا عليه بقلة الطعام . عندما تكون نيتنا في الرجيم من اجل ما ذكر اعلاه النقاط الخمس ، سوف يكون الرجيم نعيم لنا في الدنيا و الآخرة ، لكن عندما يكون الرجيم بسبب النحافة في الجسم حتى اشبه احدى الممثلاث أو ترتدي ملابس حسب الموضة .. الخ سوف تحرم من الثواب الكبير الذي يعده الله تعالى إلى الزاهدين في هذه الدنيا ، فالرجيم رياضة عرفانية تجعل صاحبها في رحلة إلى الله تعالى " و الراحل إليك قريب المسافة " ...
أقرأ ايضاً
- الرزق الحلال... آثاره بركاته خيراته
- قل فتمنوا الموت إن كنتم صادقين... رعب اليهود مثالاً
- كيف يمكننا الاستفادة من تجارب الشعوب في مجال التعليم؟ (الحلقة 7) التجربة الكوبية