سامي جواد كاظم
المعلوم مناسبتان في هذا اليوم واحدة مشؤومة ذكرى استشهاد السيد الصدر والثانية سعيدة سقوط صنم طاغية العراق ، في هذه السنة التي لم نر الى الان خيرا منها سنة 2020 جاء التاسع من نيسانها مختلف عن ما سبقها في زخمها بمناسبات التقت من غير موعد .
اضافة الى ما ذكرنا فان في هذا اليوم اعلن تكليف الاستاذ مصطفى الكاظمي برئاسة الوزراء ، وفي هذ اليوم اعلن وقف اطلاق النار في اليمن بعد رضوخ السعودية وتحالفها المعتدي وسيدها الممتحن بمحنة كورونا امريكا للاصرار اليمني في الحرب، وعلى راس المناسبات انها الخامس عشر من شعبان ولادة الامام الحجة عجل الله تعالى فرجه الشريف وكل هذه المناسبات تحت خيمة كورونا التي صفعت امريكا وجعلتها تفكر باعادة ترتيب اوراقها بعدما كان الغالب على سمة سياستها العنجهية .
نحن يجب ان نتامل الخير ونعيش الامل وكفانا تشاؤما والاهم كفانا شماتة بغيرنا ممن اصابه وباء كورونا ، ولكن الحديث يضطرنا الى التحول الكبير في سياسة امريكا .
امريكا على لسان ترامبها كان يقول لا يوجد عراق ولا يوجد حكومة النفط في العراق لنا ، اليوم يريد الاتفاق مع العراق على وضع اتفاقية لترتيب العلاقات بينهما، واتوقع انسحاب قواته خفية مع حفظ ماء الوجه
امريكا التي دعمت السعودية في حربها ضد اليمن بكل شيء معلوماتيا وعسكريا ، رضخت الان الى الواقع بان الحرب لا جدوى منها وان اليمن سيبقى يقاتل وينتصر نعم ينتصر بل حقيقة الامر هو منتصر .
والامارات باشارة من سيدها عادت لتتصل بالرئيس السوري لاعادة العلاقات معها واعادة ترتيب الاوراق .
مصطفى الكاظمي جاء ترشيحه في طريق مفروش بالزهور ولم يات بارادة القوى الشيعية بل بارادة الجميع بما فيهم السيد برهم صالح والاستاذ عدنان الزرفي كان لهما دور اكثر من الكتل الشيعية في اناطة المهمة الى الكاظمي ، طبعا الدور الايراني والامريكي موجود .
امريكا التي كانت تتباهى من على وسائل الاعلام بقوتها العسكرية وتقنيتها الحديثة في التسليح وانها القوة العظمى في العالم الان تمارس الابتزاز للحصوص على كمامة سعرها في العراق لا يتجاوز 30 سنت ولو قمنا بعملية حسابية بسيطة مثلا كلفة طائرة التجسس التي اسقطتها ايران قبل شهور 250 مليون دولار كم كمامة تساوي فانها تساوي تقريبا مليار كمامة يعني توزع على كل الشعب الامريكي ويبقى فائض منها ، الان تستجدي وتبتز وتساوم للحصول عليها اضف الى ذلك انها ليست عاجزة عن صناعتها بل ان النظام الاقتصادي الامريكي الراسمالي الفاشل الذي يعتمد حرية الفرد في التملك والاستحواذ على اهم مفاصل الاقتصاد الامريكي جعلهم عاجزين عن ارغام اصحاب الشركات والمصانع من انتاجها وهذا من مبادئ الحزب الجمهوري بخلاف الحزب الديمقراطي الذي يطالب بالحد من هكذا ملكية لبعض المجالات طبعا ومنها تصنيع وتهريب الاسلحة .
الان هنالك حتى اتصالات بين امريكا وايران والصين وروسيا وتركيا لاعادة الاوراق ، امريكا لا تعتذر ولكنها نادمة وستعالج الامر كما تعالج خيباتها القديمة ومنها كارثة المجرم بوش الذي ادعى بان العراق يمتلك اسلحة الدمار الشامل وشن حربه على العراق وسقط الطاغية في اليوم الذي نتحدث عنه ، وبعد تفتيش لجان الامم المتحدة تبين كذب بوش ولكن لم يعلنوها ولم يدينوه بل تستروا على التقارير ( الاينسكوم ) وحجروها على ان لا ترى النور الا بعد ستين سنة اي بعد هلاك بوش .
صدقوا من قالوا ما بعد كورونا ليس مثل ما قبل كورونا والايام حبلى بالمخفي والمعلن والذي يخص النظام العالمي بعدما مرّغ ترامب سمعة امريكا بالوحل واول خطوة خدشت هيبة امريكا اعلانه الانسحاب من الاتفاق النووي مع ايران حيث اصبحت السمة الغالبة على امريكا بانها دولة ليست ذات مصداقية .
أقرأ ايضاً
- الصيد الجائر للأسماك
- ضمانات عقد بيع المباني قيد الإنشاء
- إدمان المخدرات من أسباب التفريق القضائي للضرر