محمد حسن الساعدي
الزيارة التي يقوم بها قائد الحرس الثوري الإيراني إسماعيل قاني التي وصفت بالسرية , أتسمت بالسياسية أكثر من كونها أمنية , حيث أكدت الأخبار أن الجنرال قاني التقى خلال زيارته إلى بغداد برئيس قائمة الفتح هادي العامري ورئيس قائمة دولة القانون نوري المالكي إضافة إلى رئيس تيار الحكمة السيد عمار الحكيم , وربما سيلتقي في وقت لاحق اليوم الأربعاء في مقتدى الصدر في مدينة النجف الاشرف حيث تؤكد التقارير أن الجنرال قاني سعيه خلال الزيارة واللقاء بالرباعي الشيعي إلى حثهم على ضرورة الانتهاء من اختيار بديل عن المرشح لرئاسة الوزراء عدنان الزرفي , حيث أكد خلال الزيارة على أن خيار اختيار المرشح لرئاسة الوزراء هو من صلاحيات البيت الشيعي , وان طهران لن تتدخل في خيار تختاره القوى السياسية عموماً والشيعية خصوصاً وفي نفس السياق أكد قاني رفض طهران أي رئيس وزراء يضمر العداء لها , ويميل في سياسته نحو واشنطن .
الزيارة التي حملت دلالات وأهداف مهمة أطلقها الجنرال قاني , حيث أرسل ايحائات مهمة للقيادة العراقية ولجميع الكتل والمكونات السياسية في البلاد من خلال :ـ
1ـ إن الجمهورية الإسلامية ما زالت بذات الموقف من العراق , وان رحيل سليماني أعطاها زخماً أضافياً في الإصرار على تحقيق النجاح في الملف العراقي والذي ما زال بعهدة الحرس الثوري الإيراني وبقيادة الجنرال إسماعيل قاني .
2ـ التغيير في سياسة إيران تجاه العراق حيث تؤكد القيادة الإيرانية ضرورة أن توكل للعراقيين أنفسهم مهمة اختيار مرشحهم لرئاسة الوزراء دون تدخل القوى الإقليمية والدولية .
3ـ إعلان طهران رفضها لأي مرشح يكون مواليا للإدارة الأمريكية وبشكل قاطع ,وينبغي ان يخضع المرشح للمعايير التي وضعتها المرجعية الدينية العليا في النجف الاشرف في كونه غير جدلي , وان يكون هناك توافق سياسي من الجميع عليه
4ـ طهران تجد في اختيار الزرفي كمرشح لرئاسة الوزراء التفاف على التوافق السياسي أو المعايير التي وضعتها المرجعية الدينية , إلى جانب رفضها لمحاولات الأخير من الضغط على حلفائها لتسهيل مهمة تشكيل الحكومة كونه فاقداً للغطاء الشيعي .
5ـ سعى الجنرال قاني من خلال لقائه الرباعية إلى ضرورة حسم إيجاد البديل وبالسرعة الممكنة , وتقديمه لتشكيل الحكومة المقبلة .
الأيام المقبلة تحمل انفراج سريع في اختيار المرشح الغير جدلي , وتعيد تنظيم وتنسيق المواقف السياسية في الجبهة الشيعية والتي أصابها الكثير من الاهتزازات والتشرذم خلال الفترة الماضية , حيث أن هذه الزيارة تؤكد أن ساس العراقيين غير قادرين على تنظيم صفوفهم ومواقفهم السياسية وان الطائر الإيراني عاد ليمارس دوره في توحيد المشهد السياسي في العراق وفق النظرية السليمانية