كشفت صحيفة ABC الإسبانية، السبت 14 مارس/آذار 2020، تفاصيل جديدة عن اعتقال الأميرة السعودية بسمة بنت سعود، قائلة إن “ولي العهد الأمير محمد بن سلمان هو من أمر باعتقالها”، كما نشرت مقطع فيديو من داخل منزل الأميرة لأشخاص كانت مهمتهم إيقافها.
تفاصيل أكثر: تقول الصحيفة إن الأميرة بسمة موجودة في سجن حاير شديد الحراسة خارج العاصمة السعودية الرياض منذ عام و15 يوماً.
اعتُقلت الأميرة في 28 فبراير/شباط 2019، بعد رفض أقاربها في السلطة السماح لها بالسفر إلى سويسرا، حيث كان ينبغي أن تخضع للعلاج الطبي إثر إصابتها بمشاكل في القلب.
كانت الأميرة قد دفعت 80 ألف يورو (90 ألف دولار) لشركة Redstar Aviation لإخراجها من البلاد على متن طائرة إسعافٍ جوي، وبدا أن التصاريح جاهزة، وأن الطائرة الخاصة التي ستقلّها مع ابنتيها (سارة وسهود) من جدة جاهزة، لكن الطائرة لم تقلع أبداً.
تمكنت الصحيفة الإسبانية من الوصول بشكل حصري إلى كاميرات المراقبة في منزل تملكه الأميرة في جدة، والذي ذهبت إليه برفقة ابنتيها بعد محاولتهن الفاشلة لمغادرة البلاد.
يُظهر الفيديو من داخل المنزل 8 رجال مسلحين كانوا ينتظرونها، ويرتدون ثياباً ذات طابع غربي (غير الثياب التقليدية للبلاد)، ووفقاً للتسجيل، يبدو أنهم تلقوا أوامر من رجل آخر كان يرتدي عباءة بيضاء وكان يتجول في المنزل أثناء التحدث في الهاتف.
تنقطع الصور عندما سارع رجلان منهم لتغطية الكاميرات، بعد أن أدركا أنها تسجل ما يحدث، وبعد لحظات من تحول الصورة إلى اللون الأسود، اعتقلت بسمة وبناتها في منزلها.
إخفاء الأميرة: في حديثها للصحيفة، قالت إحدى المقرّبات من الأميرة -لم يتم ذكر اسمها- “أخبرها هؤلاء الرجال أنهم مبعوثون من قِبل الديوان الملكي، وأنهم حضروا هناك لأن عليهم اصطحابها للتحدث إلى ابن عمها، ولي العهد. من نظرات وجوههم علمت بسمة على الفور أنها لن ترى محمد بن سلمان”.
منذ ذلك الحين، تقبع الأميرة في الزنزانة 108 جناح ب 9 في سجن حاير، كما احتُجزت ابنتاها في زنزانتين أخريين، وسُمح لها بالاتصال مع العالم الخارجي مرة واحدة في الأسبوع.
تضيف المرأة نفسها أن الأميرة “مريضة للغاية وطلبت المساعدة الطبية، لكنهم لم يوفروها لها. يشعر ذووها بالقلق لأنهم لا يعرفون إلى متى سيمكنها أن تتحمل”.
دوافع عملية الاختطاف: تقول الصحيفة الإسبانية إنه لفهم الأسباب التي تمثّل دوافع محتملة لاعتقالها، ينبغي أن نعود إلى عام 1964، عندما استغل ولي العهد فيصل بن عبدالعزيز أن شقيقه -الملك سعود بن عبدالعزيز- كان في اليونان لإجراء فحص طبي “نفّذ انقلاباً واستولى على العرش من والد بسمة، وحرم ورثته من حقوقهم المتعلقة بكونهم من السلالة الملكية”.
تضيف الصحيفة: “كان الملك سعود الابن البكر لعبدالعزيز بن سعود، مؤسس المملكة العربية السعودية. ونظراً لأنه كان الأول في السلالة الحاكمة، اختار والد بسمة لنفسه أكبر الأراضي التي تعود عليه بأكبر المكاسب. وعندما أصبح فيصل ملكاً استولى على كل هذه الأراضي. لم يتمكن من مصادرتها لأنها كانت ملكاً لأخيه، لكن كان بإمكانه إدارتها، وحتى اليوم لم تصل تلك الممتلكات إلى أبناء الملك سعود”.
في أواخر عام 2016، من خلال اعتمادها على علاقتها الوثيقة بابن عمها محمد بن نايف -الذي كان حينها ولي العهد- وقربه من الملك سلمان (شقيق والدها الملك سعود)، عادت بسمة إلى وطنها لاستعادة ما تنظر إليه هي وإخوتها البالغ عددهم 114 فرداً، على أنها أراضي والدهم، واسترداد مبلغ ملياري يورو، الذي كان الملك سعود يمتلكه في عدّة حسابات في سويسرا، وفقاً لمصادر قريبة من الأميرة تحدثت للصحيفة الإسبانية.
بعد مدة قصيرة من عودتها إلى البلاد ادّعت بسمة أن أرضاً في الطائف تبلغ مساحتها 23456 متراً مربعاً كانت ملكاً لوالدها، وفي 8 ديسمبر/كانون الأول 2016، تلقت الأميرة رداً في برقية من وزارة الداخلية.
في الوثيقة، التي تمكنت صحيفة ABC من الحصول عليها، أُبلغت الأميرة أن هذه الأراضي جرى التنازل عنها لجامعة الطائف، وعلى سبيل التعويض طلبت الأميرة منزلاً في جدة، وهو ما لم تقدمه لها الحكومة أبداً.
في عام 2017، بينما كانت لا تزال تطالب بالأملاك، تتبعت الأميرة أموال والدها ووجدت حسابات في سويسرا تحتوي على ملياري يورو، وتقول صديقة أخرى لبسمة: “تمتلك بسمة في حوزتها وثائق تُثبت أن هذه الحسابات المصرفية قد جُمِّدت عند خلع والدها. وطلبت صلاحية الوصول إليها ولم يردوا عليها مطلقاً”.
بعد وقت قصير من المطالبة بهذه الأموال، اعتُقل بن نايف من قبل أشخاص مقربين من محمد بن سلمان، وأُجبر على التخلي عن حقوقه المتعلقة بكونه من السلالة الملكية.
سبب آخر للاعتقال: يشتبه المقربون من بسمة في أن سبباً آخر لاحتجازها هو “أنها لا تصمت. لقد انتقدت محمد بن سلمان في كثير من الأحيان، إضافة إلى انتقادها حرب اليمن ومعاملة النساء في السعودية. كان لا بد أن يتخوّفوا في الحكومة من أن تغادر البلاد وأن تخبر وسائل الإعلام كيف استطاعوا أن يجعلوا بن نايف يُسلِّم العرش لابن عمه”.
تشير الصحيفة أنه من أجل احتجاز الأمير بن نايف في عام 2017، اتبعوا الأسلوب نفسه الذي اتبعوه مع الأميرة بسمة قبل عام، ونقلت الصحيفة عن صديق مقرب من بن نايف -لم تذكر اسمه- قوله: “عندما أخبره هؤلاء الرجال، الذين يرتدون ثياباً ذات طابع غربي، أن محمد بن سلمان يريد التحدث إليه، ساورت بن نايف الشكوك في أن ذلك قد يكون فخّاً وقال إنه لن يتحدث سوى مع الملك سلمان”.
أضاف الصديق: “قالوا له إن الأمر كان عاجلاً وأخذوه إلى مكان يبدو أنه مملوك لمحمد بن سلمان. يعاني بن نايف من مرض السكري، ولم يسمحوا له بالحصول على الإنسولين لعدة ساعات حتى وافق على التوقيع على استقالته”.
منذ ذلك الحين، ظل بن نايف رهن الإقامة الجبرية. وكان ذلك حتى تم اتهامه بالإضافة للأمير أحمد بن عبدالعزيز الأسبوع الماضي بالخيانة، والتخطيط لانقلاب على ولي العهد، بحسب ما ذكرته وكالات وصحف غربية.
كذلك نقلت الصحيفة عن صديق لابن نايف وصفته بالمقرب منه قوله: “على غرار بن نايف ربما تمكث الأميرة في السجن حتى تختار التنازل عن أراضي والدها”.
أوضح المصدر نفسه أن الأميرة “حالتها حرجة للغاية، وكانت بحاجة إلى العلاج، ولكنها كذلك لم تكن تنتوي العودة لأنها كانت تعلم أن هذا يمكن أن يحدث”.
مستندات غير منشورة: ختمت الصحيفة الإسبانية تقريرها بالحديث عن مستندات غير منشورة، ونشرت صورة لاثنتين منها، وجاءت بما يلي:
– أراضي الطائف: في ديسمبر/كانون الأول 2016، طالبت الأميرة بسمة بأرض كانت ملكاً لوالدها. ردّ خالد الفيصل، مستشار الملك سلمان، قائلاً إن جامعة الطائف موجودة الآن على تلك الأراضي.
– إصرار الأميرة: إزاء رفض تعويضها عن هذه الأراضي بمنزلٍ في جدة، أرسل أحد إخوة الأميرة رسالة إلى رئيس بلدية محافظة الطائف، في عام 2018، لإبلاغه بأن أرض الجامعة ملك للأميرة، وذلك حتى يتمكن من اتخاذ الخطوات اللازمة لإعادتها إليها. ولم يكن هناك رد.
دون رد: منذ إطاحة محمد بن نايف في عام 2017، قال محمد بن سلمان إنه ينبغي لأي فرد من العائلة الملكية أن يحصل على الإذن إذا أراد مغادرة البلاد. في 20 مارس/آذار 2018، كتبت الأميرة بسمة هذه الرسالة إلى عمها الملك سلمان للسماح لها بالسفر إلى سويسرا لتلقي العلاج الطبي.
– محاولة ثانية: نظراً لعدم حصولها على أي رد من الملك سلمان، طلبت الأميرة مرة أخرى إذناً من مسؤول سعودي بتاريخ 20 سبتمبر/أيلول 2018. ولم تحصل كذلك على أي ردٍّ.
– العلاج في سويسرا: في أكتوبر/تشرين الأول 2018، أصدر طبيبان من السعودية تقريراً ذكرا فيه أنه لا بد أن تُعالَج الأميرة في سويسرا. بعد مرور شهر واحد، تلقت الأميرة رفض الحكومة مغادرتها البلاد، وبعد ذلك دفعت الأميرة مبلغ 80 ألف يورو لتحصل على التصاريح ويتسنّى للشركة نقلها في طائرة إسعاف جوي، لكنها في النهاية لم تُسافر.
أقرأ ايضاً
- لرعاية النازحين :العتبة الحسينية تفتتح مركز رعاية صحية في مستوصف الرسول الاكرم في لبنان(فيديو)
- توجيه للسوداني قد يجد لها حلا :مناطق البستنة في كربلاء يعجز الجميع عن بناء مدارس لابنائها الطلبة فيها
- "ساقيات اللبن" يروين عطش المشاية بطريق الزائرين في البصرة(صور)