بقلم: أياد السماوي
ماذا نعني بالعودة إلى الدولة ؟ وهل ما حصل يوم أمس في ساحة الوثبة والأيام الماضية يمّت بصلة إلى الدولة والنظام والقانون ؟.. العودة إلى الدولة تعني العودة إلى سيادة القانون , وتعني العودة للنظام والأمن , وتعني العودة إلى مقاعد الدراسة , وتعني عودة الموظفين إلى , دوائرهم والعمال إلى أعمالهم , وتعني عودة الحياة إلى طبيعتها.. وتعني أيضا رفض الفوضى , ورفض القتل خارج القانون , ورفض الحرق للمتلكات العامة والخاصة , ورفض انتشار السلاح خارج نطاق الدولة وبحوزة العصابات الخارجة عن القانون , وتعني الاستمرار في تنفيذ مطالب الشعب في الإصلاح والتغيير.
وجماهير الشعب التي خرجت إلى الشارع لم تخرج للفوضى والقتل وحرق الممتلكات وانتهاك الأعراض , بل خرجت للتغيير وإصلاح النظام السياسي القائم.. وحين يتصدّر الفاسدون والمجرمون صفوف المتظاهرين ويصبحون هم ولاة الناس على أمورهم , فلا بدّ من التصحيح وإزالة اللبس والعودة للدولة بأي ثمن , وذاكرة الشعب العراقي ليست عاطلة لتنسى جرائم المحاكم الشرعية.. وصولة الدولة على عصابات القتل والحرق باتت اليوم المطلب الاول للمتظاهرين السلميين.. وليس لأحد غير سلطة القانون باعتقال المذنبين ومحاسبتهم , وسلطة القانون ليست بحاجة لأي قبّعات لحماية المتظاهرين السلميين.. والحماية الحقيقية للمتظاهرين السلميين تبدأ أولا بانسحاب كلّ القبّعات من الشارع.. والشعب ليس بحاجة لقبّعاتكم لحمايته ولا وصاية عليه من أحد.
إنّ الإنفلات الحاصل اليوم في الوضع الأمني يتطلّب الإسراع في تشكيل حكومة مؤقتة تأخذ على عاتقها إنجاز ما مطلوب منها في المرحلة الانتقالية القادمة.. حكومة تحفظ الأمن وتحمي أرواح الناس وممتلاكاتهم وأعراضهم , وتنقل البلد من حالة الفوضى إلى حالة النظام وسيادة القانون.. وهذا يتطلّب أن يتحلّى رئيس الحكومة المؤقتة بالحزم والشجاعة والقوّة في اتخاذ القرارات , كما لا بدّ أن يتحلّى بالكفاءة والنزاهة والخبرة , وأن يكون من عراقي الداخل تحديدا وغير حاصل على أي جنسية ثانية.
فهذه هي المعايير المطلوبة في هذه المرحلة العصيبة التي يمرّ بها البلد.. ومن يتحلّى بهذه الصفات ويشهد على نزاهته أبناء الشعب والمتظاهرين السلميين , فلا فيتو عليه وليس لأحد أن يضع إرادته فوق إرادة الشعب ومرجعيته الدينية العليا.. خصوصا من كان جزء لا يتجزأ من كلّ الحكومات التي حكمت البلد بعد سقوط النظام الديكتاتوري.. ومصلحة بلدنا وشعبنا فوق أهواء نفوسنا المريضة المصابة بالعقد والأحقاد والأنانية.. فلا وألف لا لتصفية الأحقاد الشخصية والحزبية.. وكفى رقصا على جراح الناس وعذاباتهم.. ومن يتصوّر أنّه قوي وجبّار , فلا قوي ولا جبّار غير الله سبحانه وتعالى.
( أَنَّ الْقُوَّةَ لِلَّهِ جَمِيعًا )
صدق الله العلي العظيم
أقرأ ايضاً
- الرزق الحلال... آثاره بركاته خيراته
- نتائج التسريبات.. في الفضائيات قبل التحقيقات!
- القرآن وأوعية القلوب.. الشباب أنموذجاً